كرت زيارة
11-10-2022 - 08:52 am
حين تغمرنا الأحزان ، وتتلبد السماء بغيم اليأس وسواد الآلام ، لا يمكن للمتفائل أن ييأس ، فهو من مدرسة ( إِنّ مَعَ الُعسْرِ يُسْرًا ) (الشرح 6) ، يسير ورايته خضراء يانعة ، لا يرضى أن يكون للحزن مكان ، ويأبى التشاؤم والهوان ، له في كل لحظة حزن لحظات فرح ، وفي كل عسر يسر ، وفي المحن مِنَح يصنع منها الفأل ؛ إنه يعيش في معاني الطموح والأمل ، لا يكل ولا يمل.
( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (آل عمران 173) ، يرى في المآسي امتحاناً، ويحتسب في كل مصيبة تصيبه تكفيراً لذنوبه ، يعيش بالله ، وينعم في ملكوته ، ويوقن بقدرته في كونه.
يسير والأمل يحدوه ، والابتسامة تعلوه ، يثق بربه ويدعوه ، ويعتمد عليه ويرجوه.
ولينظر القول النبوي الكريم: " فما ظنك باثنين الله ثالثهما " ، والرد الإلهي العظيم: ( إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (التوبة 40).
فسِيرْي يا أختي بالأمل، ف ((التفاؤل)) هو عبير الحياة ونسيمها.