مؤيدة بنصر الله
11-12-2022 - 08:27 am
عندما تحجَّرتْ أحرفي
جلستُ على شرفةِ الغربةِ أحتسي قهوةَ الصباح
خيوطُ رائحتها رسمتْ غيوماً لسماءِ الوطن ..
هطلتْ حنيناً يندَى على سنابلَ تنتظرُ بزوغَ الفجر
و قطراتٍ حزينةً على بلّوراتِ عيونٍ ترْقبُ يومَ غد
ورغوةُ قهوتي تمايلتْ كزبدِ أمواجِ بحرِ الوطن
يرتطمُ بقدميَّ الحافيتين ثم يتغلغلُ بين حباتِ الرمل
أرفعُ بصري وأنظر
شرفةُ الوطن قد دُّمرَتْ
وقهوةُ الوطن قد سُكبَتْ
والضّبابُ يلفُّ طريقَ
الجسرِ المؤدي إلى الوطن
والحنينُ اللّطيف تحوّلَ إلى
نهرِ شوقٍ جارف
حتى إلى خبز الوطن
حتى إلى ذيول أثوابِهِ
المُعفَّرةِ بترابِ الوطن
تحجَّرتْ أحرفي ... ومِحبرةُ روحي تكادُ أو أوشكتْ تجفّْ
حوّلتُ قلمي إلى ازميلٍ وشرَعْتُ بالحفرِ في صَلدِ كلماتي ..
ووجدتُني أنقشُ في الحجر مشاهدَ الواقعِ الأليم ..
ما أصعب وما أقسى ذلك الشعور !
أن ترى حبيبا ينازعُ ويتلوّى من الألم
وأنت عاجزٌ أن تخفّفَ ألمه
أن تسعفه
أن تطلب المساعدة ..
فكيف إذا كان ذاك الحبيبُ هو الوطن !
احتقرتُ عجزيَ المتواري خلفَ ضبابيةِ أعذاري
احتقرتُ عجزَ العالمِ المُتذرّعِ بضبابيةِ المصالح
سئمتُ نفسي التي اعتادتْ أرقامَ الموت
وكرهتُ العالم الذي اعتادَ مشهدَ الدّمِ المسفوك
توّقفتُ عن الحفر
لم أعدْ أقوى على الاستمرار
ولم أعدْ أقوى على الإبحار في بواطن ذاتي
فالازميل في يدي قد انكسر من قسوةِ البشر
( عفوا من قسوةِ الحجر ) !
فهل دبّتْ الشيخوخةُ فيك يا روح !
وهل صلّينا عليكِ صلاةَ الميّتِ يا إنسانية!
وهل تَفكَرْنا بقوله تعالى في سورة الرحمن :
{ يُعْرَفُ ا لْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ
بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ * فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان }
بقلمي ( أرجو أن تنال خاطرتي اعجابكن )
وسلِمتَ روحك المعطاء
جدآ راقت لي الخاطره واستمتعت بنسج حروفك وكلماتك الجميله
التي تنزف المآ وجرحآ على وطنك سوريا
يارب ياكريم عجل بنصر للشعب السوري الجريح
تقبلي مروري ياعسل