الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
التعليقات (8)
أبطال القصة...
أبو رامي : رجل مطلق...له من العمر 55 سنة...مهندس متقاعد...متفرغ حالياً لإدارة مكتبه الهندسي بالقطيف...هدفه الوحيد في هذه الحياة إسعاد أبناؤه (روز) و (رامي)...
أم رامي: طليقة أبو رامي...لبنانية الجنسية...لها من العمر 49 سنة...هاجرت الى (لندن) فور طلاقها من زوجها تاركة أبنائها المراهقين عند أبيهم...لتتزوج ثانية من رجل آخر...
روز: لها من العمر 19 سنة...خريجة ثانوية...صارخة الجمال بوجهها المشرب بحمرة و شفتين كالكرز...أسلوب معيشتها مقارب للنمط الغربي...أبرز ما تتميز به شعر صبياني قصير ذو لون (أشقر) وعدستين (زرقاء)...لهجتها خليط بين القطيفي واللبناني...
رامي: له من العمر 18سنة...طالب بالمرحلة الثانوية...فاشل دراسيا...طائش بتصرفاته المتهورة...أكثر ما يميزه شعره الذي هو على طريقة (الكدش) وغميزة على جانب خديه...
********
نايف: شاب من الرياض...له من العمر 23 سنة...طالب في الجامعة...وسيم جداً بتفاصيل وجه نجدية و عينين واسعتين...بالإضافة لسكسوكة كسواد الليل....
مجدي : شاب من جدة...له من العمر 25 سنة...طالب في الجامعة....بخاري الملامح والتعابير...
الزمان...
وقتنا الحاضر...
المكان...
إحدى ضواحي مدينة القطيف ...إضافة إلى بعض المدن الأجنبية...
انتظروني مع أول أجزاء القصة....
اترككم في رعاية الله...
أبو رامي : رجل مطلق...له من العمر 55 سنة...مهندس متقاعد...متفرغ حالياً لإدارة مكتبه الهندسي بالقطيف...هدفه الوحيد في هذه الحياة إسعاد أبناؤه (روز) و (رامي)...
أم رامي: طليقة أبو رامي...لبنانية الجنسية...لها من العمر 49 سنة...هاجرت الى (لندن) فور طلاقها من زوجها تاركة أبنائها المراهقين عند أبيهم...لتتزوج ثانية من رجل آخر...
روز: لها من العمر 19 سنة...خريجة ثانوية...صارخة الجمال بوجهها المشرب بحمرة و شفتين كالكرز...أسلوب معيشتها مقارب للنمط الغربي...أبرز ما تتميز به شعر صبياني قصير ذو لون (أشقر) وعدستين (زرقاء)...لهجتها خليط بين القطيفي واللبناني...
رامي: له من العمر 18سنة...طالب بالمرحلة الثانوية...فاشل دراسيا...طائش بتصرفاته المتهورة...أكثر ما يميزه شعره الذي هو على طريقة (الكدش) وغميزة على جانب خديه...
********
نايف: شاب من الرياض...له من العمر 23 سنة...طالب في الجامعة...وسيم جداً بتفاصيل وجه نجدية و عينين واسعتين...بالإضافة لسكسوكة كسواد الليل....
مجدي : شاب من جدة...له من العمر 25 سنة...طالب في الجامعة....بخاري الملامح والتعابير...
الزمان...
وقتنا الحاضر...
المكان...
إحدى ضواحي مدينة القطيف ...إضافة إلى بعض المدن الأجنبية...
انتظروني مع أول أجزاء القصة....
اترككم في رعاية الله...
- الجزء الأول –
ملاحظة: جميع شخصيات هذه القصة من نسج الخيال...
الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً...ضربات حذاء روز على عتبات الدرج الرخامية تقطع هدوء المنزل...فجأة يناديها والدها...تلتفت ورائها... أبو رامي : ها يا بابا...ويش عندش بعد صاعدة فوق...ما خلصتي عفستش للحين؟!!...خلاص ما في وقت لازم الحين نطلع المطار لا نتأخر عن رحلتش...
روز: إلا خلصت كل شي...جست مومنت طالعة أجيب موبايلي من الغرفة و أقفلها وأنا نازلة...
أبو رامي: عموما أنا و أخوش ننتظرش بالسيارة...لا تتأخري...
تدخل لغرفتها...تتناول هاتفها المحمول...على عجالة تتصل لصديقتها الغالية عل قلبها (غدير)... روز: الو...
غدير: يا هلا بهالصوت الحلو...
روز: احلوت ايامك غدورة...
غدير: تصدقي أني اختلعت أو ما شفت رقمش على جوالي...من وين طالعة الشمس اليوم، روزة الحلوة متصلة لي!!!
روز: تؤبريني والله..
غدير: القلوب عند بعضها...كنت حاسبة باتصل لش عشان تحضري عقدي و حفلة خطوبتي أسبوع الجاي...
روز : انخطبتي؟!
غدير: لا بس الحين كلام...ومثل ما قلت لش إن شالله أسبوع الجاي بنعقد وبنسوي الحفلة مرة وحدة..
روز: الف مبروك...وعشرة دايمة انشالله..
غدير: الله يبارك فيش...
روز: عموما بس حبيت اسلم عليك لأني الحين طالعة المطار...
غدير: وين بتسافري؟!
روز: رايحة امريكا..
غدير: صحيح أنش خاينة... ما تقولي لينا ولا شي ...خايفة نروح وياش يعني ههه؟!!
روز: اشدعوة غدورة... والله لو رايحة سياحة و تمشية كان قلت الك، بس الشغلة مو هيك...الموضوع وما فيه أنو حصلت لي قبول جامعة هونيك ...يعني السفرة على بعضها دراسة في دراسة...
غدير: مبروك... بأي تخصص؟
روز: كمبيوتر ساينس..
غدير: حلو والله، مثل أخويي يعني..هو برضو يدرس علوم حاسب هناك بمدينة هيوستن...انتي بتكوني بأي ولاية؟؟
روز: أنا بولاية كاليفورنيا...مدينة سان فرانسيسكو...
غدير: دامش ب سان فرانسيسكو الله يعينش... بآخر الدنيا يعني...مشوارها يذبح...
روز: لا...ما بتكون رحلتي متواصلة...عندي ترانزيت أول ب لندن...راح أمدده عشرة أيام لحتى أزور ماما هونيك، صار لي فترة طويلة ما شفتها فيس تو فيس...و مرة وحدة كمانا من شان أريح شوي من تعب الرحلة..
فجأة باب الغرفة يطرق...ليدخل رامي على أخته... رامي: والله أنش خبلة...طائرتش باقي عليها 3 ساعات وأنتي قاعدة طق حنك بهالتيليفونات...
تستأذن روز صديقتها غدير بمحادثة أخيها... روز: (منفعلة) >>> ممكن تطلع وتسكر الباب وراك...أنا شوي ونازلة...
رامي: هذا الباب وسكرناه...يللا بسرعة شرفي.. ما نبغى ننلطع زيادة في السيارة...
تعاود روز محادثة صديقتها... روز: غدورة...أستأذنك الحين لازم أسكر...لأن بابا و خيي ينتظروني بالسيارة...توصيني على شي ؟؟
غدير: سلامتش ... موفقة إن شاء الله...وبانتظار جيتش وانتي رافعة الراس...
روز: باي... تلحق روز بأخيها رامي و والدها للسيارة متوجهين لمطار الملك فهد بالدمام...
يصلوا الى المطار...يقوم رامي بشحن أمتعة شقيقته وقص بطاقة صعود الطائرة...بينما روز و والدها ينتظروه بالمقهي المطل على مدرج المطار ... روز: (ممازحة)>>> ما أدري كيف طاوعك قلبك تخلي بنتك و وحيدتك تروح تدرس بعيد عنك؟!
أبو رامي: لا تقولي كذا يا بابا...تزعليني عليش...أنا من لي غيرش أنتي و أخوش رامي..ترى ما خليتش تروحي ألا لأني أبغى أشوفش أحسن بنت بهالدنيا بشهادتش و علمش...
روز: (غامزة بعينها) >>>علي هالكلام؟!
أبو رامي: (مبتسماً) >>> والله هالسنيورة ما يعجبها شي...الحين أنا تارك شغلي وجاي وياش المطار أودعش عشان تقولي لي أني ما أحبك؟!
روز: زعلت بابا...عم بمزح معك...وهايدي أحلى بوسة لأحلى بابا بهالدني (وتطير له بوسة بالهواء)...
يرجع رامي حاملاً بطاقة صعود الطائرة... رامي: يللا قوموا هاذي البوردنج وقصيناه...
يمشوا الثلاثة برفقة بعضهم البعض متجهين لنقطة المغادرة...يصلوا للبوابة... أبو رامي: يللا يا بابا مع السلامة... ما أوصيش على حالش...
روز تشتبك في والدها بقوة لتتساقط دموع الوداع... رامي: يللا بدينا النصنصة...أقول أتركي عنش حركات الخبال و روحي بسرعة ما باقي شي عن رحلتش...
روز: وأنت شو دخلك؟!...خليني شوي مع بابا لحتى يعلنوا النداء... وبعدها راح أدخل...
رامي: دخد لك...أنا قايل من زمان أنش خبلة لكن ما حد مصدقني...!!
أبو رامي: خليها يا رامي على راحتها...باقي وقت كافي عن الرحلة...
فجأة... ينادى (تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم SV 33 والمتجهة الى لندن...فعلى السيدات والسادة المسافرين على متن هذه الرحلة التوجه لبوابة المغادرة إستعداداً للسفر...شكراً)...
ينتهي الموقف بدموع روز مودعة والدها وأخيها...لتأخذها طائرة الشوق إلى والدتها بأرض المهجر..
********************
الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً حسب التوقيت المحلي لعاصمة الضباب (لندن)...السماء ملبدة بالغيوم الداكنة...الجو بارد نسبياً... زخات مطر خفيفة تتساقط بين الحين والآخر على خد روز الواقفة بمحاذاة بوابة المطار الخارجية...تقترب لصفوف سيارات الأجرة اللندنية المتميزة بكلاسيكيتها و لونها الأسود...مخاطبة سائق التاكسي...
(الحوار مترجم من اللغة الإنكليزية للغة العربية) روز: هل بالإمكان أخذني الى ضاحية (وود قرين)؟!
السائق: بالتأكيد...
يضع السائق الأمتعة بصندوق سيارته ...لينطلق ب روز عبر طريق المطار المُتخلل بعدد من المعامل ذات الدخان الرمادي مانحة شعور الدفء في تلك الأجواء الباردة...
دقائق ليخترقوا أطراف مدينة لندن المليئة بأكواخ قرمدية تحيطها مسطحات خضراء... وحولها الأطفال يلعبون...
عندها فقط... بدأت روز بإستعادة شريط ذكرياتها...ففي هذه البقعة من الأرض (لندن) وعيت للحياة...وفي هذه البقعة أيضاَ نُسجت مواقف الطفولة البريئة بأيامها السعيدة...حيث هي وأخيها رامي كانوا يجتمعون بحب وشقاوة تحب كنف رباط والديهما المقدس...
تذكرت لحظة تعلقها بوالدها في كل صبيحة أثناء خروجه لدراسة رسالته الجامعية...
تذكرت مشاكساتها المستمرة لوالدتها...وذلك بتفضيل اللعب بدراجتها في الحديقة على الدخول للمنزل ...
تذكرت و تذكرت و تذكرت ..................
أتوبيسات العاصمة البريطانية ذات الطابقين و الشهيرة بلونها الأحمر شرعت بالظهور... ضاربة جرس البداية لدخول وسط المدينة...
ما هي إلا لحضات ليجتازا ساعة بيج بن اللندنية قاطعين الجسر الذي يتوسط ضفتي نهر التايمز ... لتقطع روز حبل أفكارها معه... تخاطب سائق التاكسي.... روز: فضلا.. رغبت المرور بمتجر (هارودز) قبل التوجه ل (وود قرين)..
السائق: لا مشكلة... لكن يحسب انتظاري لك بتسعيرة مغايرة لسعر المشوار الأصلي...
روز: لا مشكلة...
يصلوا لشارع برومبتون الذي يقع عليه متجر هارودز...يتوقف التاكسي بجانب المتجر...تهم روز بالدخول فيه...مخاطبة نفسها... - ايش اشتري لهالأم بعد هالسنين؟!
- خليني اشتري لها صندوق شوكليت...وباقة ورد...وبعدها أنزل لأشوف لها شوز من الموديل اللي كانت دايم تلبسه...
اشترت الهدايا وبسرعة اتجهت نحو التاكسي ليأخذها إلى وجهتها الرئيسية (وود قرين) ...
بينما هي بالسيارة سحبت البطاقة من بين زهور الباقة لتكتب عليها..
أمي الحبيبة
خلق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور ..
تشرق الشمس .. لتلف بدفئها الصحاري والبحور ..
توجد الفراشات دائماً مع أرق الورود والزهور ..
أماه يا بحري .. وشمسي .. وباقة زهوري ..
أحتاجكِ دوما ً وأحبكِ للأبد ..
ابنتك الغالية على قلبك / روز
وصل التاكسي للمنزل...تتجه روز بأمتعتها ناحية الباب وتطرقه...
ما الذي ينتظرها بالداخل؟!
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة...
أترككم في رعاية الله...
ملاحظة: جميع شخصيات هذه القصة من نسج الخيال...
الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً...ضربات حذاء روز على عتبات الدرج الرخامية تقطع هدوء المنزل...فجأة يناديها والدها...تلتفت ورائها... أبو رامي : ها يا بابا...ويش عندش بعد صاعدة فوق...ما خلصتي عفستش للحين؟!!...خلاص ما في وقت لازم الحين نطلع المطار لا نتأخر عن رحلتش...
روز: إلا خلصت كل شي...جست مومنت طالعة أجيب موبايلي من الغرفة و أقفلها وأنا نازلة...
أبو رامي: عموما أنا و أخوش ننتظرش بالسيارة...لا تتأخري...
تدخل لغرفتها...تتناول هاتفها المحمول...على عجالة تتصل لصديقتها الغالية عل قلبها (غدير)... روز: الو...
غدير: يا هلا بهالصوت الحلو...
روز: احلوت ايامك غدورة...
غدير: تصدقي أني اختلعت أو ما شفت رقمش على جوالي...من وين طالعة الشمس اليوم، روزة الحلوة متصلة لي!!!
روز: تؤبريني والله..
غدير: القلوب عند بعضها...كنت حاسبة باتصل لش عشان تحضري عقدي و حفلة خطوبتي أسبوع الجاي...
روز : انخطبتي؟!
غدير: لا بس الحين كلام...ومثل ما قلت لش إن شالله أسبوع الجاي بنعقد وبنسوي الحفلة مرة وحدة..
روز: الف مبروك...وعشرة دايمة انشالله..
غدير: الله يبارك فيش...
روز: عموما بس حبيت اسلم عليك لأني الحين طالعة المطار...
غدير: وين بتسافري؟!
روز: رايحة امريكا..
غدير: صحيح أنش خاينة... ما تقولي لينا ولا شي ...خايفة نروح وياش يعني ههه؟!!
روز: اشدعوة غدورة... والله لو رايحة سياحة و تمشية كان قلت الك، بس الشغلة مو هيك...الموضوع وما فيه أنو حصلت لي قبول جامعة هونيك ...يعني السفرة على بعضها دراسة في دراسة...
غدير: مبروك... بأي تخصص؟
روز: كمبيوتر ساينس..
غدير: حلو والله، مثل أخويي يعني..هو برضو يدرس علوم حاسب هناك بمدينة هيوستن...انتي بتكوني بأي ولاية؟؟
روز: أنا بولاية كاليفورنيا...مدينة سان فرانسيسكو...
غدير: دامش ب سان فرانسيسكو الله يعينش... بآخر الدنيا يعني...مشوارها يذبح...
روز: لا...ما بتكون رحلتي متواصلة...عندي ترانزيت أول ب لندن...راح أمدده عشرة أيام لحتى أزور ماما هونيك، صار لي فترة طويلة ما شفتها فيس تو فيس...و مرة وحدة كمانا من شان أريح شوي من تعب الرحلة..
فجأة باب الغرفة يطرق...ليدخل رامي على أخته... رامي: والله أنش خبلة...طائرتش باقي عليها 3 ساعات وأنتي قاعدة طق حنك بهالتيليفونات...
تستأذن روز صديقتها غدير بمحادثة أخيها... روز: (منفعلة) >>> ممكن تطلع وتسكر الباب وراك...أنا شوي ونازلة...
رامي: هذا الباب وسكرناه...يللا بسرعة شرفي.. ما نبغى ننلطع زيادة في السيارة...
تعاود روز محادثة صديقتها... روز: غدورة...أستأذنك الحين لازم أسكر...لأن بابا و خيي ينتظروني بالسيارة...توصيني على شي ؟؟
غدير: سلامتش ... موفقة إن شاء الله...وبانتظار جيتش وانتي رافعة الراس...
روز: باي... تلحق روز بأخيها رامي و والدها للسيارة متوجهين لمطار الملك فهد بالدمام...
يصلوا الى المطار...يقوم رامي بشحن أمتعة شقيقته وقص بطاقة صعود الطائرة...بينما روز و والدها ينتظروه بالمقهي المطل على مدرج المطار ... روز: (ممازحة)>>> ما أدري كيف طاوعك قلبك تخلي بنتك و وحيدتك تروح تدرس بعيد عنك؟!
أبو رامي: لا تقولي كذا يا بابا...تزعليني عليش...أنا من لي غيرش أنتي و أخوش رامي..ترى ما خليتش تروحي ألا لأني أبغى أشوفش أحسن بنت بهالدنيا بشهادتش و علمش...
روز: (غامزة بعينها) >>>علي هالكلام؟!
أبو رامي: (مبتسماً) >>> والله هالسنيورة ما يعجبها شي...الحين أنا تارك شغلي وجاي وياش المطار أودعش عشان تقولي لي أني ما أحبك؟!
روز: زعلت بابا...عم بمزح معك...وهايدي أحلى بوسة لأحلى بابا بهالدني (وتطير له بوسة بالهواء)...
يرجع رامي حاملاً بطاقة صعود الطائرة... رامي: يللا قوموا هاذي البوردنج وقصيناه...
يمشوا الثلاثة برفقة بعضهم البعض متجهين لنقطة المغادرة...يصلوا للبوابة... أبو رامي: يللا يا بابا مع السلامة... ما أوصيش على حالش...
روز تشتبك في والدها بقوة لتتساقط دموع الوداع... رامي: يللا بدينا النصنصة...أقول أتركي عنش حركات الخبال و روحي بسرعة ما باقي شي عن رحلتش...
روز: وأنت شو دخلك؟!...خليني شوي مع بابا لحتى يعلنوا النداء... وبعدها راح أدخل...
رامي: دخد لك...أنا قايل من زمان أنش خبلة لكن ما حد مصدقني...!!
أبو رامي: خليها يا رامي على راحتها...باقي وقت كافي عن الرحلة...
فجأة... ينادى (تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم SV 33 والمتجهة الى لندن...فعلى السيدات والسادة المسافرين على متن هذه الرحلة التوجه لبوابة المغادرة إستعداداً للسفر...شكراً)...
ينتهي الموقف بدموع روز مودعة والدها وأخيها...لتأخذها طائرة الشوق إلى والدتها بأرض المهجر..
********************
الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً حسب التوقيت المحلي لعاصمة الضباب (لندن)...السماء ملبدة بالغيوم الداكنة...الجو بارد نسبياً... زخات مطر خفيفة تتساقط بين الحين والآخر على خد روز الواقفة بمحاذاة بوابة المطار الخارجية...تقترب لصفوف سيارات الأجرة اللندنية المتميزة بكلاسيكيتها و لونها الأسود...مخاطبة سائق التاكسي...
(الحوار مترجم من اللغة الإنكليزية للغة العربية) روز: هل بالإمكان أخذني الى ضاحية (وود قرين)؟!
السائق: بالتأكيد...
يضع السائق الأمتعة بصندوق سيارته ...لينطلق ب روز عبر طريق المطار المُتخلل بعدد من المعامل ذات الدخان الرمادي مانحة شعور الدفء في تلك الأجواء الباردة...
دقائق ليخترقوا أطراف مدينة لندن المليئة بأكواخ قرمدية تحيطها مسطحات خضراء... وحولها الأطفال يلعبون...
عندها فقط... بدأت روز بإستعادة شريط ذكرياتها...ففي هذه البقعة من الأرض (لندن) وعيت للحياة...وفي هذه البقعة أيضاَ نُسجت مواقف الطفولة البريئة بأيامها السعيدة...حيث هي وأخيها رامي كانوا يجتمعون بحب وشقاوة تحب كنف رباط والديهما المقدس...
تذكرت لحظة تعلقها بوالدها في كل صبيحة أثناء خروجه لدراسة رسالته الجامعية...
تذكرت مشاكساتها المستمرة لوالدتها...وذلك بتفضيل اللعب بدراجتها في الحديقة على الدخول للمنزل ...
تذكرت و تذكرت و تذكرت ..................
أتوبيسات العاصمة البريطانية ذات الطابقين و الشهيرة بلونها الأحمر شرعت بالظهور... ضاربة جرس البداية لدخول وسط المدينة...
ما هي إلا لحضات ليجتازا ساعة بيج بن اللندنية قاطعين الجسر الذي يتوسط ضفتي نهر التايمز ... لتقطع روز حبل أفكارها معه... تخاطب سائق التاكسي.... روز: فضلا.. رغبت المرور بمتجر (هارودز) قبل التوجه ل (وود قرين)..
السائق: لا مشكلة... لكن يحسب انتظاري لك بتسعيرة مغايرة لسعر المشوار الأصلي...
روز: لا مشكلة...
يصلوا لشارع برومبتون الذي يقع عليه متجر هارودز...يتوقف التاكسي بجانب المتجر...تهم روز بالدخول فيه...مخاطبة نفسها... - ايش اشتري لهالأم بعد هالسنين؟!
- خليني اشتري لها صندوق شوكليت...وباقة ورد...وبعدها أنزل لأشوف لها شوز من الموديل اللي كانت دايم تلبسه...
اشترت الهدايا وبسرعة اتجهت نحو التاكسي ليأخذها إلى وجهتها الرئيسية (وود قرين) ...
بينما هي بالسيارة سحبت البطاقة من بين زهور الباقة لتكتب عليها..
أمي الحبيبة
خلق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور ..
تشرق الشمس .. لتلف بدفئها الصحاري والبحور ..
توجد الفراشات دائماً مع أرق الورود والزهور ..
أماه يا بحري .. وشمسي .. وباقة زهوري ..
أحتاجكِ دوما ً وأحبكِ للأبد ..
ابنتك الغالية على قلبك / روز
وصل التاكسي للمنزل...تتجه روز بأمتعتها ناحية الباب وتطرقه...
ما الذي ينتظرها بالداخل؟!
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة...
أترككم في رعاية الله...
- الجزءْ الثّاني -
وصل التاكسي للمنزل...تتجه روز بأمتعتها ناحية الباب وتطرقه...
لحظات و يأتي طفل ذو لغة إنكليزية ليفتح الباب...
(الحوار مترجم من اللغة الإنكليزية للغة العربية) روز: مرحبا..
الطفل: مرحبا...
تنحني لتقبله...تسأله وهي ممسكة بيده... روز: ما أسمك؟؟
الطفل: بيتر..
يقطع الطفل حديثه بشقاوة منطلقا للداخل...وينادي بأعلى صوته...ماما...ماما...شخص غريب بالخارج...
تأتي أم رامي... أم رامي: (باستغراب) >>> روز؟!!!...شو فيك جاية لهون؟؟!!!!!
روز : (بتأثر) >>> ايه ماما جاية لأشوفك...اشتئت لك كتير...(تشتبك في صدر والدتها بقوة)
أم رامي: (ببرود) >>> وأنا كمان مشتائة لك اكتر حبيبي...تعي لداخل...أمرئي
روز: وئت طويل ما شفتك يا ماما... (وتبدأ بالبكاء)..
أم رامي: (واضعة يدها على كتف أبنتها) >>> ما تبكي حبيبي...أيه ما تبكي...
روز: شوفي ماما بالأكياس شو حاملة لك معي...
تتجاهل أم رامي أبنتها...متجهة للخارج.. أم رامي: لما ايجي بتفرج اعليهم... أنا هلئ لازم أطلع عالدوام...ما فيي أتأخر أكتر من هيك...فيك تجلسي مع أخواتك (بيتر) و (كريستين) إذا بدك..وأنا راح ايجي عالمسا...!
روز: (محطمة) >>> لأاا أنا تعبانة كتير من السفر...وين الغرفة؟؟
أم رامي: أيا غرفة؟!
روز: غرفة لأنام..
أم رامي: متل ما بتشوفي يا ماما...البيت صغير كتير...غرفة لألي وجوزي...وكوريدور فيه سراير أخواتك..............لشو ما تروحي أوتيل وبتمرئي علينا كل عشية؟؟
روز : (بغضب) >>> أيه خلاص...هايك بيكون أحسن...!
تخرج أم رامي متجهة لعملها...لتتبعها روز بالخروج باحثة عن فندق لتقيم فيه...
تستقر بالسكن في فندق (ملينيوم ماي فير) المحاذي لحديقة الهايد بارك وشارع أكسفورد الشهير...تدخل بأمتعتها للغرفة محطمة حزينة، نظرا لما لمسته من برود في استقبال والدتها لها...
قررت النزول للنزهة في حديقة الهايد بارك...لعل ذلك يقلل من ضيقها...
أخذت تمشي في أرجاء الحديقة تجر وراءها همومها وأحزانها... جلست على أحد الكراسي بحذو البحيرة المليئة بأسراب البط والمحاطة بالسناجب ونعيق الغربان...
تقلب في هاتفها المحمول...تتصل بوالدها في (القطيف)... لتخبره بما حدث...لعل ذلك يخفف من ثقل ما تحمله... روز: أهلين بابا...
أبو رامي: يا هلا بقمر أبوها...الحمدلله على سلامتش...
روز: الله يسلمك...
أبو رامي: ان شالله ما اتعبتي...وكل شي تمام...
روز: كل شي منيح الحمدلله...
أبو رامي: المهم بشري...ها شفتي أمش؟؟
روز: (تصمت)...
أبو رامي: الو روز... تسمعيني لو انقطع الخط؟؟
روز: (بحزن) >>> لا ما انقطع.........أيه شفت الأم الحنون...وياليت ما شفتها...!
أبو رامي: ليش؟!!
روز: استقبلتني ببرود ولا كأنها هاذي سنين ما شافتني...ولا... ازيدك من الشعر بيت ما تبغاني أسكن معاها ببيتها...قالت لي روحي فندق..و أنا هلأ ساكنة بفندق!!
أبو رامي: ليش عاد كذا؟!!!
روز: تقول بيتهم ضيق وما فيه مجال لي...!
أبو رامي: أنا والله يا بنتي كنت باقول لش لا تروحي ليها...أنا عايش ويا أمش عشرة عمر وأعرفها...ما فيها مشاعر وحنية أبد...لكن ما حبيت أمنعش وبعدين يوم من الأيام تقولوا أن أبوي منعنا من أمنا...قلت أخليش تروحي وتشوفي بعيونش....
روز: أنا ما كنت فاكرة كذا...تخيلتها بتكون مثل أمها اللي هي تيتة (أم مازن) الله يرحمها... لما بعثتنا نعيش معها ب بيروت كانت حنونة علينا بشكل ما تتصور...فكرت بنتها بتكون أحن منها بحكمها أمنا الحقيقية اللي طلعتنا من أحشائها...
أبو رامي: جدتش أم مازن الله يرحمها ما قصرت...هاذي أمش ما يندرى طالعة على من؟!!...لا تشيلي في خاطرش يا بنتي...أمش من زمان وهي كذا...
روز: لا...لا تشيل هم...أصلا أنا ما شلت في خاطري ولا شي ( حالها في الواقع عكس ما تقول)
أبو رامي: (مواسياً)>>> عموما الحين أنسي كل شي ولا تفوتي الفرصة......روحي اتمشي وشمي هوا...هوا لندن ما يتفوت...و مري السوق واستنانسي و اتسوقي و اتشري من هالخلاقين...خبري أن بنتي القمر مغرومة بهالخرابيط ههه....!!!
روز: ضحكتني ههه...خلاص بما أني ساكنة جنب شارع اكسفورد...الحين أقوم بالواجب و أصفي كل اللي فيه ههه ....
يواصل حديثه جابراً بخاطر إبنته.... أبو رامي: أقول لش رزونة؟!...وش رايش تقطعي لش تذكرة قطار و كلها ساعتين وانتي في ( باريس)...هناك الخلاقين بعد ما يحتاج... روحي واشتري كل اللي خاطرش فيه... الفيزا وبطاقات الصراف كلها عندك ... واذا قصرش أي حاجة كلميني...
روز: (بفرح) >>> من جدك بابا مسموح لي برحلة شوبنق ؟؟!!!
أبو رامي: اكيد صحيح... أمورتي تستاهل أكثر...
روز: (في غاية الحماس) >>> شكرا بابا....خلاص الحين الحين طالعة محطة القطارات... وهل فيه أحلى من الشوبنق في باريس؟؟!...ثانكيو سو ماش داد على هالهدية... باي...
أبو رامي: (ضاحكاً) >>> في حفظ الله...
يغلق أبو رامي السماعة ليخاطب نفسه... - مسكينة يا روز...ما أقول غير الله بنتقم من هالأم عديمة العاطفة واللي كسرت بخاطر هالجاهلة...!!
تنقضي العشرة أيام...تجهز روز أمتعتها...فغداً هو موعد رحلتها من المملكة المتحدة إلى وجهتها الرئيسية بالولايات المتحدة الأمريكية مدينة (سان فرانسيسكو)...
********************
كالعادة...مطار (هيثرو) اللندني يعج بزحمة المسافرين...تخترقهم أنظمة متشددة...صفوف طويلة...نداء رحلات لا تتوقف... والكل يهرول قاصدا رحلته...
تنتهي روز من إجراءات تسجيل الأمتعة...تتنقل بين متاجر السوق الحرة أملاً في التغلب على ملل الإنتظار....ينهكها التجول لتجلس على أحد الكراسي...بدأت التأمل بوجوه من حولها...تسقط عيناها على أم أوربية الملامح تمسح على رأس أبنتها المراهقة التي بجانبها ...تخاطب نفسها... - يا ربي ليش حرمتني من هالنعمة؟؟ يعني أنا مو إنسانة من شان أحس بعواطف وحنان الأم يحتويني؟؟...هل يا ربي خلقت أمهات بهالدنيا مثل أمي، ما يبغوا أولادهم؟!...تركتنا وحنا بعز حاجتنا لها...والحين لما كبرنا كل ما بغينا نقرب منها ونحسسها بحبنا...هي تبعد...قاسية مثل الحجر...هل هو ابتلاء و اختبار يا ربي أو ايش بالضبط؟!
تنقطع أفكارها بسماع نداء رحلتها المغادرة إلى سان فرانسيسكو...
تتجه للبوابة...يقف المسافرون صفوفاً استعدادا لدخول الطائرة...
تدخل روز الطائرة مرتدية تنورة سوداء تصل لمنتصف ساقها يعلوها معطف أحمر اللون مفتوح من الأعلى ليتسع عقدة المنديل الملفوف حول عنقها وسلك سماعات الموسيقى التي تغطي أذنيها...
إضافةً إلى أنها ملونة شفتيها ب أحمر صارخ ...ليعكس على عدستيها الزرقاء وشعرها الأشقر لمسة غربية تامة...
تسقط عيني الشاب النجدي (نايف) على روز...يتهامس مع صديقه الحجازي (مجدي)... نايف: آاه عالتفيع هناك... يا عيني عالأشقر (ويبدأ بالغناء) >>> ( أشقر على أشقر...مثل ما هالحر الأشقر...يجمع معاني الزين...بالوصل مخضر ومنظر.....................)
مجدي : أنت ما تترك حركاتك النص كم يا واد...
نايف: يا لبا قلبي... أموت بالأشقر أنا...صدق من قال بنات لندن غير...موب ببنات السعودية الجحلط..
مجدي: أنتو ليه كذا يا عيال نجد؟!!...لمن تشفوا الست او البنت...تبققوا عيونكم مثل البرغي..!!
نايف: وش عرفكم يالحجازيين بالزين... صدق من سماكم بطروش بحر...
مجدي: أنا أقول لك ليه...لأنكوم ما تشوفوا بنات إلا بالحسرة...فأول ما تشوفوا البنت سعابيلكوم تطيح ههه....!!
نايف: اذا مانتب ساكت هالحين عن هالفلسفة والله لصن هالخشة باللي في يديني...أقول ابعد خشتك وخلينا نشوف هالمملوحة...
مجدي: ههه... طيب...دحينا أنت شفت البنت...أديني اللي براسك؟!!
نايف ) :( متاجهلاً سؤال صاحبه...باستغراب) >>> يا أبو.... شف شف شف... وش ذي المتبرجة؟!...طلعت سعودية...!!!!!!!!!!!!
مجدي: كيف عرفت أنو هي سعودية؟!...من شكلها بريطانية أو أمريكية يا فهيم...!
نايف: عاين جوازها السعودي بيدينها...!!!!!.........والله أطلق سعودية شفتها بحياتي..يا لبيه !!!
مجدي: جد سعودية...خلص عليا و اللي بعدو يا جنط؟!
نايف: بعدين أني أشبكها يا دلخ...!!
مجدي: أنا دلخ؟!...الله يسامحك...
تطلب روز الإفساح من المسافرة العجوز التي ستشاركها بالجلوس الى جانبها في الرحلة....
تستقر روز بالجلوس بحذو النافذة في الطرف الأيمن من الطائرة... نايف: يا لبيه...شف شف...جلست بصفتنا...يا حظ عيني...أول مرة يوقف هالحظ الردي معي..!!!
مجدي: سيب البنت في حالها يا واد...
نايف: اكمخه ما تكفيك...قلت لك سد ثمك...
مجدي: هذا فمي سكرتوه وانكتمنا...ابسط يا سيدي...
نايف: يا ربيه... شلون اخلي عجوز قريح اللي قاعدتن بحولها تقوم...عشان اجلس مع هالمزيونة...
مجدي: (ساخراً) >>> كلمها وخبرها انو أنت تبغى تبدل الكرسي معاها...بلكن توافق....
نايف: هالحين اكلمها...
مجدي: لكن لو الحلو ما أداك وش؟؟
نايف: علي الطلاق وأنا ابن ابوي...كل هالزين والملاحة فيني وتقول ما تعطيني خشتها ههه؟؟!!...والله مانيب رجال اذا ما جبت راسها...!!
مجدي: ههه أديلو يا ويلو...!!
يقوم نايف بمخاطبة العجوز الأجنبية التي تجلس بجانب روز عارضاًَ عليها تبديل مكانه معها...لتوافق بالعرض دون أي معارضة....
ماذا الذي سيدور من أحداث أثناء الرحلة الجوية؟!
هذا ما سنعرفه في الجزء القادم...
أترككم في رعاية الله...
وصل التاكسي للمنزل...تتجه روز بأمتعتها ناحية الباب وتطرقه...
لحظات و يأتي طفل ذو لغة إنكليزية ليفتح الباب...
(الحوار مترجم من اللغة الإنكليزية للغة العربية) روز: مرحبا..
الطفل: مرحبا...
تنحني لتقبله...تسأله وهي ممسكة بيده... روز: ما أسمك؟؟
الطفل: بيتر..
يقطع الطفل حديثه بشقاوة منطلقا للداخل...وينادي بأعلى صوته...ماما...ماما...شخص غريب بالخارج...
تأتي أم رامي... أم رامي: (باستغراب) >>> روز؟!!!...شو فيك جاية لهون؟؟!!!!!
روز : (بتأثر) >>> ايه ماما جاية لأشوفك...اشتئت لك كتير...(تشتبك في صدر والدتها بقوة)
أم رامي: (ببرود) >>> وأنا كمان مشتائة لك اكتر حبيبي...تعي لداخل...أمرئي
روز: وئت طويل ما شفتك يا ماما... (وتبدأ بالبكاء)..
أم رامي: (واضعة يدها على كتف أبنتها) >>> ما تبكي حبيبي...أيه ما تبكي...
روز: شوفي ماما بالأكياس شو حاملة لك معي...
تتجاهل أم رامي أبنتها...متجهة للخارج.. أم رامي: لما ايجي بتفرج اعليهم... أنا هلئ لازم أطلع عالدوام...ما فيي أتأخر أكتر من هيك...فيك تجلسي مع أخواتك (بيتر) و (كريستين) إذا بدك..وأنا راح ايجي عالمسا...!
روز: (محطمة) >>> لأاا أنا تعبانة كتير من السفر...وين الغرفة؟؟
أم رامي: أيا غرفة؟!
روز: غرفة لأنام..
أم رامي: متل ما بتشوفي يا ماما...البيت صغير كتير...غرفة لألي وجوزي...وكوريدور فيه سراير أخواتك..............لشو ما تروحي أوتيل وبتمرئي علينا كل عشية؟؟
روز : (بغضب) >>> أيه خلاص...هايك بيكون أحسن...!
تخرج أم رامي متجهة لعملها...لتتبعها روز بالخروج باحثة عن فندق لتقيم فيه...
تستقر بالسكن في فندق (ملينيوم ماي فير) المحاذي لحديقة الهايد بارك وشارع أكسفورد الشهير...تدخل بأمتعتها للغرفة محطمة حزينة، نظرا لما لمسته من برود في استقبال والدتها لها...
قررت النزول للنزهة في حديقة الهايد بارك...لعل ذلك يقلل من ضيقها...
أخذت تمشي في أرجاء الحديقة تجر وراءها همومها وأحزانها... جلست على أحد الكراسي بحذو البحيرة المليئة بأسراب البط والمحاطة بالسناجب ونعيق الغربان...
تقلب في هاتفها المحمول...تتصل بوالدها في (القطيف)... لتخبره بما حدث...لعل ذلك يخفف من ثقل ما تحمله... روز: أهلين بابا...
أبو رامي: يا هلا بقمر أبوها...الحمدلله على سلامتش...
روز: الله يسلمك...
أبو رامي: ان شالله ما اتعبتي...وكل شي تمام...
روز: كل شي منيح الحمدلله...
أبو رامي: المهم بشري...ها شفتي أمش؟؟
روز: (تصمت)...
أبو رامي: الو روز... تسمعيني لو انقطع الخط؟؟
روز: (بحزن) >>> لا ما انقطع.........أيه شفت الأم الحنون...وياليت ما شفتها...!
أبو رامي: ليش؟!!
روز: استقبلتني ببرود ولا كأنها هاذي سنين ما شافتني...ولا... ازيدك من الشعر بيت ما تبغاني أسكن معاها ببيتها...قالت لي روحي فندق..و أنا هلأ ساكنة بفندق!!
أبو رامي: ليش عاد كذا؟!!!
روز: تقول بيتهم ضيق وما فيه مجال لي...!
أبو رامي: أنا والله يا بنتي كنت باقول لش لا تروحي ليها...أنا عايش ويا أمش عشرة عمر وأعرفها...ما فيها مشاعر وحنية أبد...لكن ما حبيت أمنعش وبعدين يوم من الأيام تقولوا أن أبوي منعنا من أمنا...قلت أخليش تروحي وتشوفي بعيونش....
روز: أنا ما كنت فاكرة كذا...تخيلتها بتكون مثل أمها اللي هي تيتة (أم مازن) الله يرحمها... لما بعثتنا نعيش معها ب بيروت كانت حنونة علينا بشكل ما تتصور...فكرت بنتها بتكون أحن منها بحكمها أمنا الحقيقية اللي طلعتنا من أحشائها...
أبو رامي: جدتش أم مازن الله يرحمها ما قصرت...هاذي أمش ما يندرى طالعة على من؟!!...لا تشيلي في خاطرش يا بنتي...أمش من زمان وهي كذا...
روز: لا...لا تشيل هم...أصلا أنا ما شلت في خاطري ولا شي ( حالها في الواقع عكس ما تقول)
أبو رامي: (مواسياً)>>> عموما الحين أنسي كل شي ولا تفوتي الفرصة......روحي اتمشي وشمي هوا...هوا لندن ما يتفوت...و مري السوق واستنانسي و اتسوقي و اتشري من هالخلاقين...خبري أن بنتي القمر مغرومة بهالخرابيط ههه....!!!
روز: ضحكتني ههه...خلاص بما أني ساكنة جنب شارع اكسفورد...الحين أقوم بالواجب و أصفي كل اللي فيه ههه ....
يواصل حديثه جابراً بخاطر إبنته.... أبو رامي: أقول لش رزونة؟!...وش رايش تقطعي لش تذكرة قطار و كلها ساعتين وانتي في ( باريس)...هناك الخلاقين بعد ما يحتاج... روحي واشتري كل اللي خاطرش فيه... الفيزا وبطاقات الصراف كلها عندك ... واذا قصرش أي حاجة كلميني...
روز: (بفرح) >>> من جدك بابا مسموح لي برحلة شوبنق ؟؟!!!
أبو رامي: اكيد صحيح... أمورتي تستاهل أكثر...
روز: (في غاية الحماس) >>> شكرا بابا....خلاص الحين الحين طالعة محطة القطارات... وهل فيه أحلى من الشوبنق في باريس؟؟!...ثانكيو سو ماش داد على هالهدية... باي...
أبو رامي: (ضاحكاً) >>> في حفظ الله...
يغلق أبو رامي السماعة ليخاطب نفسه... - مسكينة يا روز...ما أقول غير الله بنتقم من هالأم عديمة العاطفة واللي كسرت بخاطر هالجاهلة...!!
تنقضي العشرة أيام...تجهز روز أمتعتها...فغداً هو موعد رحلتها من المملكة المتحدة إلى وجهتها الرئيسية بالولايات المتحدة الأمريكية مدينة (سان فرانسيسكو)...
********************
كالعادة...مطار (هيثرو) اللندني يعج بزحمة المسافرين...تخترقهم أنظمة متشددة...صفوف طويلة...نداء رحلات لا تتوقف... والكل يهرول قاصدا رحلته...
تنتهي روز من إجراءات تسجيل الأمتعة...تتنقل بين متاجر السوق الحرة أملاً في التغلب على ملل الإنتظار....ينهكها التجول لتجلس على أحد الكراسي...بدأت التأمل بوجوه من حولها...تسقط عيناها على أم أوربية الملامح تمسح على رأس أبنتها المراهقة التي بجانبها ...تخاطب نفسها... - يا ربي ليش حرمتني من هالنعمة؟؟ يعني أنا مو إنسانة من شان أحس بعواطف وحنان الأم يحتويني؟؟...هل يا ربي خلقت أمهات بهالدنيا مثل أمي، ما يبغوا أولادهم؟!...تركتنا وحنا بعز حاجتنا لها...والحين لما كبرنا كل ما بغينا نقرب منها ونحسسها بحبنا...هي تبعد...قاسية مثل الحجر...هل هو ابتلاء و اختبار يا ربي أو ايش بالضبط؟!
تنقطع أفكارها بسماع نداء رحلتها المغادرة إلى سان فرانسيسكو...
تتجه للبوابة...يقف المسافرون صفوفاً استعدادا لدخول الطائرة...
تدخل روز الطائرة مرتدية تنورة سوداء تصل لمنتصف ساقها يعلوها معطف أحمر اللون مفتوح من الأعلى ليتسع عقدة المنديل الملفوف حول عنقها وسلك سماعات الموسيقى التي تغطي أذنيها...
إضافةً إلى أنها ملونة شفتيها ب أحمر صارخ ...ليعكس على عدستيها الزرقاء وشعرها الأشقر لمسة غربية تامة...
تسقط عيني الشاب النجدي (نايف) على روز...يتهامس مع صديقه الحجازي (مجدي)... نايف: آاه عالتفيع هناك... يا عيني عالأشقر (ويبدأ بالغناء) >>> ( أشقر على أشقر...مثل ما هالحر الأشقر...يجمع معاني الزين...بالوصل مخضر ومنظر.....................)
مجدي : أنت ما تترك حركاتك النص كم يا واد...
نايف: يا لبا قلبي... أموت بالأشقر أنا...صدق من قال بنات لندن غير...موب ببنات السعودية الجحلط..
مجدي: أنتو ليه كذا يا عيال نجد؟!!...لمن تشفوا الست او البنت...تبققوا عيونكم مثل البرغي..!!
نايف: وش عرفكم يالحجازيين بالزين... صدق من سماكم بطروش بحر...
مجدي: أنا أقول لك ليه...لأنكوم ما تشوفوا بنات إلا بالحسرة...فأول ما تشوفوا البنت سعابيلكوم تطيح ههه....!!
نايف: اذا مانتب ساكت هالحين عن هالفلسفة والله لصن هالخشة باللي في يديني...أقول ابعد خشتك وخلينا نشوف هالمملوحة...
مجدي: ههه... طيب...دحينا أنت شفت البنت...أديني اللي براسك؟!!
نايف ) :( متاجهلاً سؤال صاحبه...باستغراب) >>> يا أبو.... شف شف شف... وش ذي المتبرجة؟!...طلعت سعودية...!!!!!!!!!!!!
مجدي: كيف عرفت أنو هي سعودية؟!...من شكلها بريطانية أو أمريكية يا فهيم...!
نايف: عاين جوازها السعودي بيدينها...!!!!!.........والله أطلق سعودية شفتها بحياتي..يا لبيه !!!
مجدي: جد سعودية...خلص عليا و اللي بعدو يا جنط؟!
نايف: بعدين أني أشبكها يا دلخ...!!
مجدي: أنا دلخ؟!...الله يسامحك...
تطلب روز الإفساح من المسافرة العجوز التي ستشاركها بالجلوس الى جانبها في الرحلة....
تستقر روز بالجلوس بحذو النافذة في الطرف الأيمن من الطائرة... نايف: يا لبيه...شف شف...جلست بصفتنا...يا حظ عيني...أول مرة يوقف هالحظ الردي معي..!!!
مجدي: سيب البنت في حالها يا واد...
نايف: اكمخه ما تكفيك...قلت لك سد ثمك...
مجدي: هذا فمي سكرتوه وانكتمنا...ابسط يا سيدي...
نايف: يا ربيه... شلون اخلي عجوز قريح اللي قاعدتن بحولها تقوم...عشان اجلس مع هالمزيونة...
مجدي: (ساخراً) >>> كلمها وخبرها انو أنت تبغى تبدل الكرسي معاها...بلكن توافق....
نايف: هالحين اكلمها...
مجدي: لكن لو الحلو ما أداك وش؟؟
نايف: علي الطلاق وأنا ابن ابوي...كل هالزين والملاحة فيني وتقول ما تعطيني خشتها ههه؟؟!!...والله مانيب رجال اذا ما جبت راسها...!!
مجدي: ههه أديلو يا ويلو...!!
يقوم نايف بمخاطبة العجوز الأجنبية التي تجلس بجانب روز عارضاًَ عليها تبديل مكانه معها...لتوافق بالعرض دون أي معارضة....
ماذا الذي سيدور من أحداث أثناء الرحلة الجوية؟!
هذا ما سنعرفه في الجزء القادم...
أترككم في رعاية الله...
كانت تضع رأسي بين صدرها الدافيء→
" قصة إجتماعية"
~ مُقدمة ~
تتمنى أنْ تملك العالم بين كفيها فتوهب الحبُ والسلام .. وتُلغي كُل الفَراغَات التي ذيّلتها من عَلى خارِطةُ الحياة والتي أضاعتْ مِنها الجهات والأمكنة.. !!
تتمنى أنْ تحتويها مَساءات قمريةٌ جميلة لا تلعنُ فيها مسافات قاهرة ..أوطانٌ وحريات لا تفهمها مجتَمعات عربية مكبوتة ..
فتاةٌ أنجبَتها الإنشطارات في أحضانِ غربة فتحتْ لها ذِراعيّها وعانقَتها بحبٍ طويل الأجلْ .. حب لا يدركُ تفاصيله سوى الراحِلون في قعرِ الإغترابْ أمثالها .. !!
يرتبُ لها القدر أنْ تلتقي بتضاداتٍ ملونة .. من غير موعد مسبق أو خبرة .. فتصطدمُ بالواقع لتتشكل لها الحياة بطبيعتها السعيدة والتعيسة في آنٍ واحدْ .. لتكونُ في كل مرة إمرأة أخرى أنجبتها تجاربٌ قاسية..
نستْ أن تكون فيها على حذرٍ .. وأنْ لا تسيرُ في طرقاتِ الحياة وجيبها من الصبر يصفرْ.. !!
فتاةٌ جهلتْ الكثير .. وهمْ نسوها أيضا ً ..!!
****
إليكم أيّها المتُلَصصون على صفْحتي .. العَابِرون منها بجنْحانُ ملائكةٍ لا تَقطِفوا مِنها الجمال وتَرْحلُوا .. هيَ دعوةٌ مِني للنساءِ والرجالْ لتكونوا مَعي بألفِ خيرْ...