- وقتل الأمل الأخير..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضع بين ايديكم حكايتي ولانها صادقة من اعماق قلبي اتمنى ان تصل الى قلوبكم
وقتل الأمل الأخير..
لا أعرف كيف سأكتب قصتي أرى الكلمات قد تزاحمت تريد التدفق كالسيل تجمعت ترغب القفز من مخيلتي لتُطبع على الأوراق .. عزيزتي كلماتي لقد ضاقت بها الدنيا كما ضاقت بصاحبتها..
ليست حروفي هي التي اعبر عنها هنا ولكنه نزف مشاعري التي دفنت البارحة على اثر كلمات نطقت بها اعز من في الأرض.. أمي ألم تشعري يا أمي بما صنعته .. ألم يقودك قلبك الحنون إلى الأمل المجروح بداخلي لماذا ضغطتي عليه بقوة كهذا ألم تشعري به يُقتل بين كلماتك .. آه يا أماه كثيرا ماحذرتني وقلتي استيقظي يا ابنتي من حلمك لقد مرت السنون لكني لم استفيق مع علمي التام بأن حلمي هو مجرد حلم عذراء وردي واليوم بعد ما نطقتي تأكدي انه مات يا أماه ولم يعد هناك حلم.
هذه قصتي الحزينة اطرحها بين أيديكم لا أريد منها سوى مواساة غير جارحة علها تلملم بقايا القلب على الأقل لينبض بسلام .. لن اكتب بأسلوب قصصي وربما يكون كلامي عشوائي ومبعثر هنا وهناك وقد امتزجت فيه كلماتي الفصحى بلهجتي الدارجة اعذروني لكنها وقع الصدمة يبقيني غير واعية ومدركة لما فعلت بنفسي البريئة..
أعلم جيدا إني من أوقع نفسي في هذا الفخ فكيف بالفتاة التي تمتاز برجاحة العقل والأخلاق العالية والأصل الطيب والنظرة المستقبلية وجمال الحس والذوق إضافة إلى حسن الوجه والخَلق فتاة طموحة حالمة تعشق الدراسة والوصول لنيل أعلى الدرجات العلمية بتفوق حنونة وعاطفية رغم أنها لا تسمح لهذه المشاعر بالانطلاق فمتنفسها الوحيد لم يظهر بعد تبدو عليها الثقة والاعتزاز بالنفس والقوة رغم أنها ليست إلا مجرد ريشة تطيرها أنفاس من تحب.
هذه الحكاية ليست إلا رافد من منظومة الآهات التي يبدو أن لا نهاية لها هو حلم حلمت به منذ الصغر، وجه لم أكن استطيع رؤيته لكني كنت اعشقه بجنون منذ أن علتني ملامح الأنوثة واجتاحت حياتي نسيمات الوعي والإدراك للاختلاف بين الرجل والمرأة ..
أتعرفون ماهو هو.. الزوج الذي احتاج اليه بشدة هو الذي أحببته بجنون رغم إني لا اعرف تقاسيم وملامح وجهه الا اني اعشقه ولا يمكنني وللأسف الشديد الخوض في علاقات غرامية كباقي الفتيات لاني ببساطة لا املك الا ان احبه هو..
مضت السنون تخرجت من المدرسة وإنا احلم كأي فتاه ولكن الأيام صفعتني بمن يتقدمون لي دون ان اشعر بالتقبل لأي منهم بدأ الحلم يقلقني ويصيبني بالإحباط ..
حتى جاء اليوم التي أخبرتني فيه قريبتي عن شخص ما يقرب لي ولكن عبر الأجداد كنت لم أتجاوز العشرين من عمري بعد ولكن خفق قلبي بقوة وهي تخبرني بأنها ترغب بترشيحي لوالدته ليتقدمون لخطبتي .. هو قريبي البعيد المهاجر لإتمام دراسته منذ كنت في الثانية عشر من عمري يكبرني بست سنوات ، حينما كلمتني عنه تذكرت اني التقيت به قبل سفره إلى أوربا أي ما قبل ثمان سنوات وكان يعجبني رغم صغر سني .
ومضت السنين دون ان يعود الى تفكيري مجددا ثمان سنوات لم افكر فيه قط ولكن بمجرد ما ذكرته أمامي أحسست انه صاحب الوجه الذي طالما حلمت به وماذا أريد بعد رجل يمتدحه الكل بأخلاقه العالية طموح مثابر للحصول على أعلى الدرجات العلمية وينتظره مستقبل مشرق وقريبي واعرف عادات أهله والاهم من هذا كله اني اشعر بارتياح كبير يجذبني له بمغناطيس اعجز عن وصف جزيائته التي تتخلل كل مافيّ.
ولكن مهلاً هو لا يعرف بأن هناك هذه المخلوقة التي هي أنا إذا كيف سأجتمع به قادني تفكيري وقريبتي الى ان تطرح هي وشقيقاتها الفكرة على والدته لعلها ترشحني له يوماً ولكن ما تمنيت لم يحصل ولن يحصل أبدا .. مضت السنين والفكرة تتأرجح في مخيلتي أحيانا وانشغل بمستقبلي ودراستي الجامعية من ناحية أخرى وكلما تقدم شاب لخطبتي انتابني شعور بالرفض وعدم الارتياح وكأني انتظر ذلك البعيد.
رباه لقد تخرجت من الجامعة والآن إني اعمل كغيري وقد انتصفت العشرينيات الم يحن لقائي بعد بهذا الزوج ربااه أنا احتاج إلى هذا الزوج سأمت انتظاره.. كنت اشعر بالضيق يخنقني كل ماتقدم لي أي كان وبمجرد ان ارفض تنتابني موجه من الرضا والارتياح حتى رأيته في إحدى مرات زيارته ذلك البعيد كان يسير أمامي عيني لم أره وجهه لكني أحفظ ملامحه فهو يشبه والدته وإخوته كثيرا حتى وان فاقتهم وسامته اقسم اني أصبت بالشلل انتظرت ان أعود الى منزلي وبكيت بحرقة آه منك كم احبك رغماً عني ومن ذلك الحين بدأ يتسلل ليقبع في تفكيري يشل هذه الخلايا الحسية الرقيقة التي احتضنها بين ضلوعي وألهج باسمه دون وعي أصبحت أخشى النوم بمقربه أي كان أخاف ان تنطق شفتاي اسمه وانا نائمة لم استطع تخيل نفسي الا بين يديه وله كنت اشعر بالراحة حينما أحس انه قربي ومجرد التفكير بحياتي معه قبل نومي يتركني أصحو في اليوم الآخر في قمة السعادة وينعكس ذلك على يومي كنت أتلذذ بما احمل في صدري من حب .. تركت الأحلام والأمنيات تعصف بي حتى مر عام وها أنا أعود واراه اثر زيارته لأهله ولكن في هذه المرة رأيت وجهه ..
لا استطيع وصف مشاعري ما حييت كنت اشعر ان الأرض قد توفقت عن الدوران وبأن حلمي وحبي يقف أمامي كم أردت ان اصرخ أحبك ياهذا الا يقودك حدسك الى فتاة تهييم فيك عشقا وتباً ألف مره على هذا الجنون ..
رغم اني عينانا لم تلتقي لكني شعرت به بطول قامته الرائعة وعضلات صدره وأجزاءه يا الهي كم هو رائع انه حبيبي كنت أخشى اني احبه لأنه مثابر وينتظره مستقبل رائع لكني حينما رأيته جيدا تأكدت ان ما يجذبني نحوه هو شخصه هو نفسه بل كل نقطه فيه هرولت لامي مسرعه وكنت قد صارحتها مسبقا بهذا الحب وكثيرا ما كانت تدعو لي وتنصحني وتعاتبني لأني لا اقبل بأيّ ممن يتقدمون لخطبتي.. لكن لفرط غبائي كنت انتظر غائبا يجهل وجودي على هذه البسيطة.
مرت اشهر لحسن الحظ لم يتقدم لي احد ايقنت بأن الخمس سنوات الأولى من العشرينات قد انقضت ويبدو انه لا يوجد من يفضل فتاة على وشك تجاوز هذه المرحلة ولكني كنت افكر لربما اتزوج حبيبي ولهذا لم أتزوج بعد .
رسمت جميع تفاصيل حياتي في مخيلتي التي اقتحمها دون سابق انذار واصبح الوجه الذي طالما حلمت به .. تخيلت حياتي معه وابنائي واخترت اسمائهم وتخيلت حياة اخرى في حين اختار العيش خارج بلدنا بحكم كونه اعتاد العيش في اوربا..
حتى قررت يوما اثر حاله يأس شديدة اصابتني ان اتوضأ واقرأ البسمله وافتح القرآن علني اقرأ آية تطمأن قلبي وتجعله يستقر وماان فتحت القرآن والا وقرأت ايه لاشك بانها تطمن قلبي كانت تقول -بما معناه- قد اجيب دعوتكما ولكن استقيما تراقصت الدموع في عيني وسالت على خدي فرحا وبكيت بحرقه وفرحة ووثقت انه الله سيكون معي دائما وسيزوجني بمن وهبته قلبي ..
وبعد شهور مضت تقدم لخطبني اثنان وبعد معاناة طويله مع والدتي استطعت رفضهما لاني لم ارتح لاي منهما كهذا ببساطه كنت اقول لها كيف اتزوج وهو ماذا اصنع حينما يعود واكون قد تزوجت رغم اني خضت جميع مراحل الخطبتين السابقتين ودخلت المقابلة لاني كنت قد بدأت ايقن ان ماافعله بنفسي هو االخطأ بعينه وكنت قد قطعت العهود باني حينما التقى بشاب جيد ويمكنني الشعور بالارتياح منه فلابد اني ساوافق على الزواج به وهو دعه يختار غيري ..
لكن الله ولعلمه بخير الامور لم يوفقني في الزواج .. مضت الايام وتأكدت ايضا انه مافعلته من فتح القرآن ليطمن قلبي بالايه التي ظهرت لي ماهو الا خرافة ..
كنت اجاهد لزحزحته من عقلي وقلبي انها المرة الاولى التي يتفق فيها الاثنان على انسان واحد رباه لا مفر من حبه..
اصبحت قريبتي تسخر مني وتخبرني ان من المستحيل ان اقترن به بل من سابع المستحيلات وكنت اقول في نفسي سوف يرى الجميع انه لي انا .. كم كنت انانية حينما ارفع يداي للدعاء كنت قد اعتدت ان ادعو لنفسي ولوالدي فقط.
هو الوحيد الذي اشركته في دعائي كنت ادعو ان يعود لي ولاهله سالما ليرفع رأسي ورأسهم بعلمه واخلاقه وان ييسر اموري معه ويوفقه ويكتبنا اسعد زوجين .. لكني ايضا كنت ادعو بأن لم يكتبه الله لي لصلاح في الامر يارب ارزقني من احبه ويحبني ويحسن عشرتي واعيش معه بسعاده عله يعوضني الحرمان ومرارة الم الحب من طرف واحد.
مرت الايام ومازلت اجاهد محاوله طرده من تفكيري واتصرف بحرية ولكن مجرد التفكير فيه يقتلني الى ان اخبرتني امي انه اخيراا سيعود حبيبي سيعود الشهر القادم كم اتحرق شوقا صحيح اني لن التقيه ولكن يكفي ان يكون قريب مني يتنفس الهواء ذاته الذي اتنفسه..
كنت سعيدة مستبشره الى ان طلبت مني امي البارحة مرافقتها الى منزل احدى قريباتنا كانت تتحدث في الطريق عن آخر من تقدم لخطبتي وانه حقا لا يوجد تكافؤ بيننا .. وسرعان ما حولت مجرى الحديث لتتكلم عن حبيب القلب صدمني هول ما سمعته رغم انه كان احتمال فكرت فيها آلاف المرات حبيبي الذي انا احبه بجنون اختار غيري مازلت احاول تشكيك كلماتي لكنها الحقيقية بلاريب ..
كان زوجة عمي تسأل والدتهقبل يومان متى تحين خطبته .. هل خطبتي له .. فردت عليها وهل شباب اليوم يخطب الاهل لهم بل هم من يختارون .. فسألتها اهي طبيبه مثله لم تنطق الام باي كلمه واكتفت بالنظر في أي اتجاه متجاهله السؤال..
كانت امي تقول الكلمات وهي تعلم جيدا مقدار تعلقي به وصلت للمكان الذي نقصده وانا اشعر ان الكون يحوم من حولي بصعوبه بالغة حافظت على توازني ولا اعلم كيف ابتلعت القليل من الطعام مجامله ..
تركتي امي في ذلك المنزل ورحت سريعا اريد ان اختلي بنفسي اريد احتضان فراشي ووسادتي التي تشبعت بدموعي تركتها دون ان تعلق الجميع لاحظ اني تعبه او ان الهم اخذ مأخذه او ان موجه من العصبيه قد اصابتني لكن لا احد ممن حولي يعلم بعظم مصيبتي ..
لم اتمالك دموعي فقد اطلفت لها العنان وانا اكلم صديقتي عبر الهاتف بكيت وبكيت كنت اقول لها وانا وانا تقول لي كانت مجرد أمنية وانا ارد لا انا احبه كيف يستبدلني .. ترد هو لا يعرفك حتى .. ولكني احبه احبه..
لا اعرف كيف قدت سيارتي حديثة الطراز الى المنزل وقد اغرقت عياني الدموع وصلت سريعا وقفت عند المدخل الخارجي امسح الدموع لكن المرايا المحيطه ببوابه الصاله اخبرتني بأن الحمره علت انفي وعيناي .. عملت جاهده تمثيل دور المصابه بالرشح ودخلت الصاله لم يكن هناك سوى ابي نام من شده التعب في الصاله.. اطلقت تنهيده عميقه حبستها كنت اود لو يخرج زفيرها ويخرج معاه كل الهموم التي اثقلت صدري وجسمي النحيف..
ماان فتحت باب غرفتي وتذكرت كل احلامي واماني حتى بكيت وبكيت بكيت بحرقه والم لم تفلح كلمات صديقتي بل غضبت من اسلوبها .. واخيرا اغمضت عيناي في وقت متأخر جدا دون ان اشعر من شده التعب والبكاء .. ونمت كالاطفال
لم انم جيدا ولكن لابد ان انهض فعملي يناديني .. فتحت عيناي في الساعة الخامسة والنصف صباحا اسمع صوت زغردة العصافير كم احب هذا الصوت كل يوم ولكن اليوم مختلف.. حينها رفعت عيناي لسقف غرفتي اخاطب ربي ب بصمت .. يارب ان ثقتي بك تهز السموات والارض وحبي لك هو الاعظم كنت اريد ان احبه في الله وان اضعه نصب عيني ولكن يبدو ان القدر لم يكتب ذلك لكني واثقه انك سوف ترزقني من هو افضل منه .. الهي الهمني الصبر وغير حالي بحسن حالك ..
رغم كل الفراغ الذي احسست به كنت اشعر بنفسي خاوية وداخلي فارغ تماما اعيش بلا حلم وامنية وارى السواد يعم الوجود الا اني اثق بالله واعلم انه الاعلم بحالي وبمصلحتي لملمت قلبي الذي اعتصر قهرا كنت اشعر بألم في معدتي واشعر انه قلبي قد اخذه احدهم وقبض عليه بشده حتى فاضت دماء جراحه.
لكني دخلت اغتسل ياالهي عيناي متورمتان ولكن لابد من الذهاب للعمل لا اعرف ماالذي ارتديته وبدأت صفحة جديدة ولكن مشوه الملامح .. وماان فتحت المذياع اسمع القرآن في سيارتي واذ اسمع الآية التي طمنتني سابقا ً ابتسمت بالاستسلام وعاودت النظر الى طريقي دون ادراك.
اعلم ان الايام المقبله ستحمل الكثير من البكاء والحزن ولكني سأرفع رأسي واسير تلحق روحي دون ان اعلم مصير التحليق بلا امل ولا امنيه وحلم فقد قتلته بيدي ..
كيف لي ان انسى قلمي واوراقي كنت دائما اعبر عن مشاعري واتغنى بأقوى كلمات الحب واكتب هياما فيه كلمات لا حصر لها .. كم تبكيني كلماتي كتبتها من عمق قلبي يشهد الله انها تعبر عن مكنون نفسي جمعت تلك القصاصات التي احتفظت بها زمناً وكنت قد عاهدت نفسي ان اجمعها لمن احب واهديها له يوم زواجنا ولكن يبدو ان الحلم لن يتحقق ابدا.
يتبع بحب...
كيفك ؟؟............
الصراحة القصة بتجنن .............
روعة ما في ولا اي كلمة بتوصفها .............
انا تعاطفت مع قصتك كثير .......
ان شاء الله يكون من نصيبك .........
ما تنسي رب العالمين ........
سلام ...........اختك احلى الاوقات