قصة قصيرة أحسن الله عزائك يا قلبي

تتحرك الأقدار نحوي باستكانة
مضى عام لأجدد فيه حزني والدموع
آه لها لا تترك للظمآن ماء
رف قلبي ذاك المساء مع ميلاد القمر وتوالت المصائب علي تطوق أمالي القديمة في حياء تتراقص حولها الأحزان بتمايل وانثناء .
وانحنت تحث عيني للبكاء , تقول وحده البكاء غاسل للهموم مزيل للآلام ومطهر للقلوب بعبارة أخرى إنه الحل الأمثل للشفاء
خلتها نشرة دواء .
سألتها :أبإمكانه أن يريح القلب من الشقاء أيحتوي على مضاد لكبوات الهوى أتراه مقاوم لمشاعر الحب اللعينة ؟
وأعلم ما من جواب ..
حكيتها عنه
رأته عيني واقفاً بين الجموع وحده كان يصلي هم في شغل يلعبون جذبني صوته الخاشع وكم أحب الخاشعين , مابين الحقيقة والخيال يحضر صوته الدافئ لي لحن عذب سلسبيل,
في عينيه تناثر شلال من الطهر لؤلؤ أضاء القلب والوجدان وجهه نير زادني طمأنينة وسكون .
حينها كنت صغيرة لم أتجاوز السادسة من العمر وبالرغم مني أحببته كان في السادسة عشر ,
خبأت مشاعري في نقطة لا يصل إليها أحد , تشاغلت عن حبه وتناسيته إذ أن الحب منبوذ في عرفي وخطيئة لا تغتفر..
حضور اسمه سنة استنها أخي فهو أيضا معلق به وشتان مابين تعلقي وتعلقه , هو يستطيع أن يذهب للعب معه أن يحادثه أما أنا من مثلي حتى تعلقي به يعد ذنباً , أغار من أخي عليه
وأنا التي لم أفهم بعد ما الحياة ..
رسمت لي وله صور جمعتنا معاً فإن أتى عليها الصبح شُققت ورُميت , كان دائما ذكياً ناجحاً كان جالبا للفخر أينما حل حضوره مختلف وشخصيته الفريدة الجامعة مابين الحزم والطيبة
تفرض احترامه في نفوس الجميع ..
عند دخولي للجامعة أخذت أبعد منطقة عنه وسافرت لها ..
لعلمي بأنه لن يفكر بي مطلقاً ولأريح قلبي من تبعات حبه الذي يعد جنوناً أين أنا وأين هو ,بعد المشرقين اختلافاتنا ..
وفي ذلك اليوم الموشوم بالبؤس جاءني خبر زفافه ممن هي أصلح له مني حبل خنقني وطوق رقبتي به ..
صرخت بانكسار الميتتين لما هي وليس أنا صرخة كبتها في الأعماق وأخي يبث لي الخبر السعيد له / التعيس لي
قال وقد أعطاني فرصة لمحادثة ذاك الذي أحب باركي له إنك كأخته الصغرى من المشين أن لا تحضري زفافه ثم لا تباركين ..
ابتلعت عبرتي وحلقي يكبل صرخة فيا قويت الضعيف في داخلي وحادثته
سمحت لصوته أن يصل لمسمعي بدا محرجاً أكثر مني بينما قلتها ببرود مبارك لك هذا الزواج ...
ولم أسمع رده لأنني أضعف من ذلك بكثير ..
وها أنا أحتفل معهما هو ومن اختارها قلبه بتجديد حزني بعيد زفافهما ..
فأحسن الله عزائك يا قلبي ..