- دموع المساء
- لماذا لا تبكي..مالسبب في عدم شكواها؟؟
- صرخ الأب مجددا على ابنه الذي كان على وشك البكاء
هذا محاولة واتمنى تعجبكم وابيكم بلا امر عليكم تعطوني ارائكم
وما اطول عليكم
دموع المساء
كعادتي كل صباح وقفت امام المرآه فاذا بي اشاهد وجها غير وجهي فتذكرت ما حدث منذ خمسة عشر سنة من الان....يومها
بدت السماء أكثر حزنا مع هبوط المساء بعباءته الداكنة التي زادتها الغيوم كثافة وسوادا. لم تعد تحتمل الحزن الجاثم على صفائها منذ الصباح فانهارت وانهمرت منها دموع غزيرة متواصلة. لم تدوي بشكواها. رفضت إرسال البرق لطعن الظلمة. وفضلت البكاء بصمت أملا في ولادة صباح مشرق. السماء ظلت ترسل دموعها على النافذة الوحيدة في حجرة الاطفال.النافذة التي يحلق منها بخياله الجامح نحو العالم..يحلم بأن يصبح بطلا او ما شابه يحلم بأشياء جميلة . فهد ذو الستة أعوام كان الوحيد الذي يعلم ان السماء تبكي.عرف ذلك من صوت دموعها الذي يزداد وقع سقوطه على النافذة بين الفينة والأخرى.
تساءل:لماذا لا تبكي..مالسبب في عدم شكواها؟؟
لم يسمع صوت الرعد ..ففهم أنها قد اقتنعت بأن الشكوى والبكاء لا يغيران الواقع لذلك استسلمت لقدرها وفضلت البكاء بصمت .
لم يكن صفاء قلب ذلك الصغير هو الشئ الوحيد الذي ميزه عن باقي إخوته ,كانوا غير مبالين بما يحدث في الخارج .إهتمامهم كان ينصب في سياراتهم الصغيرة ..يتنافسون في جمعها ويلعبون بها على الدوام بلا ملل وبداخل كل منهم حلم بقيادة احداها في يوم ما.
بينما كان فهد يلعب بشكل يختلف عنهم جميعا. جلس بعيدا عن بقية الاطفال واستغرق في بناء مكعبات اللعب.أراد أن يحوز على إعجاب أباه لعله يحظى بقبلة أو عناق..أراد أن يحمله والده ويقول هذا ولدي الذي أحب , أراد أن يحس بذلك الأب الذي كاد ينسى شكله من كثرة أعماله وأسفاره. ماهي إلا لحظات واذا برجل حاد الملامح صلب البنية دخل الغرفة وبنظرة خاطفه لمح الصغير في الزاوية. اتجه نحوه بخطى ثابتة ليعرف ماذا يفعل وحين عرف أن فهد أراد أن ينجز عملا فنيا.’سمع صوت عال. وقف الأطفال متسمرين ملتفتين لمصدر هذا الصوت .كان صوت يد كاسرة أكسبتها القسوة خشونة الشوك تحط بعنف على خد الطفل المدهوش سأل:
صرخ الأب:- يالك من مغفل
- لا أنا لست مغفلا
ثم واصل محدثا نفسه: أنا لا أهوى اللعب السخيف ذاك ,أنا لا احب العابهم أبي أردتك أن تفرح برؤية مجسمي الذي صنعته
صرخ الأب مجددا على ابنه الذي كان على وشك البكاء
- فكك هذا السخف
- لا اريد ان افعل انها لعبتي
- أنا قلت ستفعل
- لا يا أبي لا أريد
- حسنا أنا من سيفعل
ركل الأب المكعبات وبعثرها في أرجاء الغرفة فأرتطمت إحداها في وجه الصغير محدثة خدشا في إحدى وجنتيه.خرج الجميع وبقي فهد الصغير وحيدا.جلس في زاوية الغرفة منكمشا. ملامحه الصافيه حجبتها سحب الألم . قرر ان يمتنع عن الشكوى . لم يبكي. قلبه الصغير تسارعت ضرباته يكاد ينفجر من هول الحزن الجاثم على صدره .رفع رأسه ليختلس من النافذة قبسا من الأمل لمواساته .انعكس بريق الأضواء الباهتة في عينيه . انزل رأسه ثانية. فضل البكاء بصمت.