- بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- الأب يشقي ويكد ويتعب على أمل أن يرى أبنائه عناصر صالحه في المجتمع والأبناء لا يردون إلا بالعقوق والضجر فهذا الأب رزقه الله بخمسة أولاد وبنتين فكان العبء المادي عليه ثقيلاً واصل الليل بالنهار في معظم الأيام حتى يتسنى له توفير وسائل كريمه للعيش .
حاول الأب الاجتهاد في تعليم أبنائه حتى لاينخرطوا في أعمال مضنية فيكون مصيرهم شقاه ومعاناه مثل أبيهم .
بدأت أولى الثمار تنضج فيصبح الكبير محاسباً قانونياً والأخر بكالوريوس تربية والثالث دبلوم صنايع والرابع حصل على الثانويه وأنخرط في الأعمال الحرة والخامس مهندساً كيميائياً أما البنتان فقد حصلتا على الدبلوم وتزوجتا .
بدأ المرض يتسلل إلى جسد الأب الهزيل والتعب يصيب الأم المغلوبه على أمرها بعد أن داهم السكر الأب والفشل الكلوي الأم تزايدت المصروفات على الأب وبدأ في حيرة من أمره بين أعبائه المنزلية وتوفير أموال علاجه وزوجته الوضع المزري وعقوق الأبناء له جعله عصبياً وحاد المزاج لأتفه الأسباب ، بدأ ينفعل معهم في كل كبيرة وصغيرة لاسيما وأنهم غير مهتمين بتخفيف هموم الوالد أو وضع حل لمشاكله فالكل نظر إلى نفسه وحاول شق طريقه بعيداً عن الأخر وكانوا نادراً مايزورون أباهم أو يلتقون في المنزل .
في ضوء هذا التصيعد أتت للأبناء فكرة التخلص من الأب غير مهتمين بمرضه أو التماس الأعذار بسبب الضغوط المادية والمعنوية الواقعة عليه انتزع الشيطان من بعضهم العاطفه تجاه الأب وقفز إلى أن عقد لهم عدة سيناريوهات للتخلص من الأب وقتله .
وفي اليوم المشهود تجمع الأبناء وذهبوا للأب المريض وجدوه في حاله صحيه متدهورة وبوادر مرضيه متعدده تقتحم جسده النحيل اقترب الصغير من أبيه ورش عليه مخدراً فذهب الأب في غيبوبه بعدها تم خنقه بحبل ففاضت روحه في الحال واستخرجوا له تصريحاً بالدفنعن طريق أحد المعارف لتتم الجريمه بهدوء دون أن يشك أحد
وذات ليلة مرت الأم بهدوء فوجدت أبنائها يتهامسون ، راقبت تصرفاتهم فسمت الأكبر يقول إنه لم يشعر بطعم الراحه منذ قتل والده وقال الثاني إن والده يأتي إليه كل ليله أثناء النوم وفجأه أستجمعت الأم قواها ودخلت عليهم وهي تصرخ لماذا قتلتم أباكم المريض العيليل ؟ ينهار الأبناء ويعترفون بجريمتهم فصحبتهم الأم بهدوء إلى قسم الشرطه لتسلمهم إلى العدالة بنفسها لينالوا حكما بالسجن المؤبد .
2- قصه واقعيه كاد بطلها أن يفقد أجمل شىء في الحياة الدنيا ألا وهي الأم ، وكاد يفقد أغلى شىء فى الأخرة ألا وهى الجنه ، ولكن الله من عليه وانتبه بعد غفلة واستيقظ بعد سبات وأدرك الأجروالثواب إن شاء الله تعالى ، وفي قصته عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يعق والديه أحدهما أو كليهما ، فلنقرأ قصته يقول :- مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي ، عملت خادمة في البيوت حتى تستطيع أن تصرف علي ، فقد كنت وحيدها ، أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسه الجامعيه كنت باراً بها وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني بالدموع وهي تقول لي :- انتبه يا ولدي على نفسك ولاتقطعني من أخبارك ، أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك .
أكملت تعليمي بعد مضى زمن طويل ورجعت شخصاً آخر قد أثرت فيه الحضاره الغربيه ، رأيت في الدين تخلفاً ورجعيه !!!وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياه الماديه والعياذ بالله .
حصلت على وظيفه عاليه وبدأت أبحث عن الزوجه حتى حصلت عليها ، وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأنني كنت أحلم بالحياة الارستقراطية !!!
وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت أمى ، وفي يوم من الأيام دخلت البيت واذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت :- اختر أحد الأمرين إما أنا وإما أمك في هذا البيت لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك .
جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول :- أسعدك الله ياولدي .
انظروا كم هو قلب الأم كبير وحنون وعطوف فرغم أن ولدها وحيدها طردها من البيت ظلماً وعدواناً إلا أنها تدعو له بالسعاده في الحياه .
يكمل صاحب القصه قائلاً :- وبعد ذلك بساعات خرجت ولكن لا فائده ، رجعت إلى البيت وأستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة !!!
انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصب خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى ، وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني ، وكانت زوجتى عندي وقبل أن تدخل علي طردتها زوجتي وقالت لها:- ابنك ليس هنا .. ماذا تريدين منا .. اذهبي عنا .
رجعت أمي من حيث أتت وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست فيه حالتي النفسيه وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت علي الديون وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة ، وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميلة وقالت ما دمت قد فقدت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع فأنني أعلنها لك صريحة :- أنا لا أريدك ..لا أريدك ..طلقني .
كان هذا الكلام الذي سمعته بمثابة صاعقة على رأسي طلتها بالفعل ، وعندها استيقظت من السبات الذي كنت فيه وخرجت أهيم علي وجهي أبحث عن أمي ، وفي النهاية وجدتها ، ولكنأين وجدتها ؟!
كانت تقبع في أحد " الأربطة " والرباط مكان يجتمع فيه الذين لا مأوى لهم وليس لهم من يعولهم ويأكلون ويشربون من الصدقات ، دخلت عليها وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة ، وما إن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاء مراً ، وما كان منها إلا أن شاركتني البكاء ، بينا على هذه الحال حوالى ساعة كاملة بعدها أخذتها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعاً لها وقبل ذلك أكون متبعاً لأوامر الله مجتنباً لنواهيه .
منقول