قضية و هوية عربية

الانذار جاءني بنبرة قاسية
يقول:"هيا ارحلوا .. أخلو الضاحية"
فحملت في يدي أوراقي الثبوتية
جواز سفر..رخصة القيادة..وهوّية
تقول انيّ حلم أنثى من أرض عربية
و قمت الى الحلى الذهبية
أجمعها
في حقيبتي المخملية
أحاول وضعها
وضعت قربها .. دفتر أشعاري
ونظرت النظرة الأخيرة الى داري
ورحلت عن مسكني ..بدون اختياري
رحلت أحمل في قلبي ارادة
وسرت في طريق معبّد بالشهادة
وأنا لا أدري الى أين المسير
لا أدري كيف يكون المصير؟؟
ذهبت أحتمي في بيت صديق
وأنا لا أعلم..نهاية الطريق
وبدأ العدوان على بلادي
بهمجية وقسوة من كيد الأعادي
تتالت الصور في وكالات الاعلان
تصف الدموع..و الدم.. وحرقة الآلام
فرأيت عبراتي في عينيّ تحجرت
وشمس الأمل ..رأيتها..بغيوم اليأس تلّفحت
سقط الأطفال كأوراق الشجر
في وطني
وذلّ العزيز من البشر
أنّت الصخور و استعاذ القدر
برب العزة القادر المقتدر
وفي غمرة المأساة مددت يدي
أبحث عن ذاتي في دوامة الشرر
فما وجدتها
كنت قد تركتها
هناك
في البيوت الخاوية
وقد احتمت بزاوية
خوفا" من شظايا
من هجوم المنايا
قي غمرة انشغالي
هناك
نسيت حالي
بين البيوت الخالية
هناك
في الضاحية
ومن بارجة حربية
دكّت المدفعية
بعنف الهمجية
مع احلام الطفولة
مع الضحكة الخجولة
نفسي التي تركتها
وحيدة
تبحث بين الركان عن ذكرياتها السعيدة
ع ضحكة الجيران
عن رمال الشطآن
عن شجر الزيتون
وعبق زهر الليمون
واليوم
أعلن الخبر
وجه الحياة قد اندثر
والحلم في نفسي انكسر
وبقيت الهوية
تقول...ان صاحبتها عربية
شريفة..أبيّة
وأنا
أنا مدمرّة
ولدت من قلب المجزرة
ولدت بلا هوية
لكن
في يدي قضية
تبحث بين مثلي
رجالا"بلا هويّة
وعن وصفة سحرية
تعيد الى أذهانن ..ا معاني القضية
وتوقد في دمائنا
مشاعل الحرية