- كيف قدمت المرأة العون لعلم الفيزياء
كيف قدمت المرأة العون لعلم الفيزياء
تعرَّف ألبرت أنشتاين إلى ميليفا ماريتش عام 1896 في معهد زيوريخ التقني، حين درسا معاً في السنة ذاتها. كان عمر ألبرت حينئذ 17 عاماً، وكانت ميليفا أكبر منه بأربع سنوات. واحتفلا بزواجهما في 6 كانون الثاني 1903.
كان الشاب أنشتاين غزير الإنتاج مع بداية القرن، إذ نشر عام 1905 في مجلة الجمعية الفيزيائية الألمانية سلسلة من المقالات العلمية، وقد صاغ في إحداها المبادئ الأساسية لنظرية النسبية الخاصة، وبرهن في أخرى على أن الضوء ينتشر ويمتص على دفعات، واضعاً بذلك الأسس النظرية لنظرية الكم.
عام 1919 وقع الطلاق بين أنشتاين وماريتش. لم يكن في هذه الواقعة ذاتها ما يثير الاستغراب، لكن برز في عقد الزواج بند غير اعتيادي، تعهد فيه أنشتاين بأن يمنح زوجه السابقة نصيبها المناسب إذا ما نال جائزة نوبل. بعد ثلاثة أعوام نال فعلاً الجائزة (جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، على خدماته في الفيزياء النظرية، وخصوصاً على اكتشافه قانون التأثير الكهرضوئي)، ونفذ الاتفاق.
يرى المؤرخون في هذه الحقائق واحداً من البراهين على أن ميليفا ماريتش لم تكن زوجاً لأنشتاين وأماً لأولاده فقط، بل شريكة في أهم أعماله. طبعاً يصعب تسمية هذا الاستنتاج استنتاجاً حاسماً، إذ في الإمكان اعتبار تصرف أنشتاين هذا محض سلوك من رجل لبق.
إلا أنه يوجد مصدر آخر للمعلومات، ظل مهملاً إلى الآن، والحديث يخص رسائل أنشتاين إلى ميليفا ماريتش. ففي إحدى تلك الرسائل كتب قائلاً: (كم سأكون سعيداً وفخوراً، إذا ما سرنا معاً بعملنا على الحركة النسبية إلى نهايته المظفرة). توحي مثل هذه المقاطع من رسائل أخرى، بأن التعاون العلمي بينهما لم يكن محدوداً فقط في إطار نظرية النسبية.
ثمة فريق من المؤرخين مقتنع بأن ماريتش هي التي نفذت الحسابات الرياضية في أعمال أنشتاين، ويظن فريق آخر أنها صاحبة الأفكار غير التقليدية الواردة في أساس نظرية النسبية
أما الفريق الثالث فيفترض أن الدعم الأنثوي كان ذا طابع عاطفي أكثر منه ذهني.
ثمة أدلة أخرى في صالح ماريتش، ففي مذكراته عن أنشتاين، يؤكد الأكاديمي الفيزيائي السوفييتي أبرام إيوفيه أنه رأى عام 1905 تلك المخطوطات ذاتها المعدة للمجلة الألمانية,وأنها كانت موقعة باسمين: أنشتاين وماريتش. لكن عند النشر، ولأسباب مجهولة، لم يبق إلا اسم واحد. كما أن أحداثاً أخرى تدعونا إلى التحفظ: فقد صممت ميليفا ماريتش في زيوريخ جهازاً لقياس التيار الضعيف. لكن لسبب ما، لم يرد في طلب براءة التأليف سوى اسمي ألبرت أنشتاين ويوهان هابيخت.
خلافاً لهذه الحقائق، يعتقد بعض المؤرخين لحياة أنشتاين أن ليس ثمة أساس للارتقاء بميليفا ماريتش إلى مصاف العباقرة، ويسوقون كدليل إضافي في صالحهم الدرجات التي نالتها أثناء الدراسة في معهد زيوريخ، إذ كانت أقل كثيراً من درجات أنشتاين. لكن الآخرين يفندون التحامل على ميليفا ماريتش، فالدرجات السيئة ليست برهاناً. وهذا الموقف مرتبط بالتمييز ضد النساء، الذي يتعرضن له في الأوساط العلمية أيضاً.
منقول
بلا شك ان المرأة لها دور كبير في نجاحات العديد من الرجال
وفقك الله