تعتبر ربة المنزل هي المسئولة الأولي والأخيرة عن صحة الأسرة ، وعن العادات الغذائية المتبعة من قبل الأبناء ، لذا على حواء أن تكون على وعي تام بما يفيد أو يضر الصحة ، وخاصة أن هناك كثير من العادات الغذائية الخاطئة المتوارثة عن الأجيال ترتكبها ربة المنزل بجهالة .
وفي محاولة لتفعيل ربة المنزل وتثقيفها لصحة أفضا للأسرة ، جاء مؤتمر "دور ربة المنزل في حماية المستهلك" الذي نظمه مشروع المساعدة لحقوق الملكية الفكرية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، برئاسة جيليسن موروني وبالتعاون مع جمعية حماية المستهلك بالأسكندرية برئاسة المهندس جمال زقزوق وتحت رعاية وزارتي التجارة والصناعة والتضامن الاجتماعي , وشاركت في المؤتمر د. سامية جلال نائب عميد معهد الصحة العالي وأستاذة الصحة العامة التي أشارت إلى أن المرأة تلعب دورا مهما في حماية المستهلك يتمثل في الحفاظ علي صحتها وصحة جميع أفراد أسرتها وفي مقدمتهم الأطفال الذين يفضل أن يتناولوا طعاما طازجا , خاصة من هم في سن الرابعة وتجنب إطعامهم المأكولات المحتوية علي مواد حافظة أو إعطائهم لعبا ذات رائحة نفاذة أو ذات وبر سميك لسهولة تلوثها ونمو البكتيريا عليها وتسببها في الأزمات الربوية خاصة للأطفال المصابين بالحساسية , وأيضا عدم شراء اللعب الفوسفورية وكذلك عدم استعمال الملابس والأغطية كثيفة الوبر والمصنعة من الألياف الصناعية خاصة في الصيف.
وأكدت د. سامية أن توعية المرأة ضرورة لحمايتها كمستهلكة , فمثلاً عند اختيارها للأجهزة الكهربائية ، يفضل شراء الثلاجة ذات الصنبور الخارجي لأنها تخفض من استهلاك الكهرباء والمياه ، وبالنسبة للبوتاجاز يفضل عند استخدامه إشعال الشعلة المناسبة لقطر الإناء المستخدم للحد من الفاقد الحراري والحفاظ علي الإناء من الاحتراق لأن الرائحة التي تنتج في هذه الحالة تكون ضارة جدا بالصحة.
أما الغسالات فيفضل استخدام الغسالات المرشدة لاستخدام المياه والطاقة وتجنب استخدام المجففات, واستخدام أشعة الشمس لقدرتها الهائلة علي التعقيم وبالنسبة للأواني يفضل الأواني الزجاجية والمصنوعة من الاستانلس استيل للطبخ وتجنب استعمال الألمونيوم والأواني البلاستيكية في تحضير الغذاء الساخن.
وكان إحدي المشاركين فى المؤتمر د. مصطفي أبو العينين رئيس مصلحة التسجيل التجاري الذي أشار إلى أن هناك جهل بالطرق المثلي لحفظ المواد الغذائية سواء كانت طازجة أو محفوظة من قبل المستهلك الذي ليس لديه دراية بالمواصفات القياسية للسلع الاستهلاكية ، فهو يقبل علي شراء الأرخص ، وكذلك يندفع عند سماع الشائعات نحو نقص بعض السلع فيسارع بشرائها وتخزينها ، لذلك فان المرأة يقع عليها العبء الأكبر للإبلاغ عن وقائع الغش واتخاذ مواقف قوية لمقاطعة المنتجات الغذائية مجهولة الهوية وتعريف الأبناء بما يجب تجنبه من الأغذية الضارة المحتوية علي الألوان والمواد الحافظة غير المطابقة للمواصفات كما يجب عليها الانضمام لجمعيات حماية المستهلك ، كما ذكرت جريدة الأهرام .
وفي نهاية المؤتمر اتفق المشاركون علي عدة توصيات صرح بها أحمد لطفي المستشار الإعلامي لمشروع المساعدة وهي :
- ضرورة مقاطعة المنتجات المقلدة والسلع التي ترتفع أسعارها دون مبرر .
- تعدد البرامج الموجهة للمرأة لحثها علي ترشيد الاستهلاك ومدها بالثقافة الغذائية , وتفعيل قانون الغش التجاري الذي ينص علي ان عقوبة الغش السجن لمدة سنة وغرامة10 آلاف جنيه ، وحث الجمهور علي إبلاغ جمعيات حماية المستهلك من الغش ، وادراج مفهوم حماية المستهلك في المناهج والكتب الدراسية وتغيير اسم مباحث التموين إلي شرطة المستهلك.
كما أوصي المشاركون في المؤتمر بالابتعاد قدر الامكان عن المواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والرائحة مثل مرقة الدجاج وأكياس البطاطس المقرمشة لأضرارها الخطيرة حيث انها من أهم مسببات السرطان , وضرورة تجهيز الوجبات الطازجة للأطفال حيث ان الخضراوات التي يتم حفظها في الثلاجات لأسابيع عديدة تفقد معظم قيمتها الغذائية , وعدم استخدام أوراق الصحف في التعامل مع الأغذية وكذا عدم الإسراف في إعطاء الحلوى للأطفال لأنها تؤدي لعدم إقبالهم علي الوجبات الرئيسية المغذية , والتأكد من عدم تغذية الحيوانات والدواجن بالهرمونات الصناعية لتحقيق زيادة مفتعلة في أوزانها وأحجامها لانها تسبب الإصابة بالسرطان.
وهذا ما اتمناه شخصيا ان يحدث وهو التوعية في مجتمعاتنا العربية
جزاك الله خير