بنت ناس مرفوعة الراس
23-08-2022 - 02:03 pm
لا انام حتى ترضى
ان مشوار الحياة الزوجية لا بد وان تعصف به العواصف الهوجاء او تعترضه بعض العثرات والعقبات
ولكن الزوج الناجح والزوجة الحصيفة هي التي تستطيع ان تتجاوز تلك الصعاب والعثرات لا بل انها
وانه نعم، ان كليهما قادران على تحويل المحنة الى منحة والشر الى خير وان تتحول اسباب الخصام الى مودة ووئام.
ما اجمل ان يتسامح الزوجان ويغفر كل منهما زلة الآخر عبر التراضي والترضية، خاصة اذا وقع سوء
تفاهم وليس كما يقال :" ان يذهبا راس براس" اي ان كل منهما يتحدى الآخر انه سيقهره ويرغم
انفه ويجبره على تغيير موقف او رأي . قال ابو الدرداء- رضي الله عنه- لزوجته:" اذا رأيتني غضبت
فرضني واذا رأيتك غضبى رضيتك والا لم نصطحب". لا بل ان سيد ابي داود وسيدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد قال:" الا اخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:" النبي في
الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور اخاه في ناحية المصر لا يزوره الا لله في الجنة... الا اخبركم
بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله،قال:" ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب
زوجها قالت: هذي يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
انه الفارق الكبير بين النساء الصالحات اللواتي ثوابهن الجنة -كما تقدم- وبين المرأة السيئة التي
قيل عنها :" المرأة السوء كلامها وعيد وصوتها شديد ، تدفن الحسنات وتفشي السيئات ، ليس
في قلبها لزوجها رحمة، قليلة الارعاء، توسع الناس ذما، صخوب غضوب، صبيها مهزول وبيتها
مزبول، اذا حدثت تشير بالأصابع، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور".
نعم، انها صاحبة اللسان سريع الطلقات مثل الرشاش الاوتوماتيكي، اذا ما تباين رأيها مع زوجها او
غضبت لموقف فلا تترك مجالا للتفاهم والتراضي.
ان الزوجين العاقلين المتحابين هما اللذان يعمدان الى قطع الطريق على الشيطان وعلى اسباب
الفرقة والخصام ليشيدا معا اسباب زيادة الحب والمودة حتى عند وقوع الخصام وسوء التفاهم الذي
لعله يحصل في كل بيت عبر ان يعتذر احدهما للآخر بقوله او قولها :" آسف"، او بلمسة حانية يقول
وتقول :" هذي يدي بيدك لا أنام حتى ترضى" فإن هذا مما يئد الخصام في مهده ويشيد صروح
الحب والاحترام والمودة بين الزوجين، فإذا حدث وكان الخصام فخيركما الذي يبدأ بالكلام يقول هذي
يدي بيدك لا انام حتى ترضى وغفر الله لي ولك.