هامورة بيج
14-10-2022 - 01:50 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيباتي في الله ... لنتأمّل معاً حقيقة الدنيا من خلال هذه القصة ..
دخل أبو العتاهية على هارون الرشيد .. وكان هارون الرشيد في قصره ..والشعراء يُهنئونه
بقصرٍ افتتحه ..
فقال الرشيد لأبي العتاهية : كيف رأيت القصر ؟
قال أبو العتاهية : اسمع مني أبياتاً ..
قال الرشيد : ما هي ؟
قال أبو العتاهية :
عش ما بدا لك سالماً ... في ظل شاهقة القصور
قال الرشيد : هيه - يهني زد -
قال أبو العتاهية :
يُجرى عليك بما أردت ..... مع الغدوّ والبكور
قال الرشيد: زد
قال أبو العتاهية :
فإذا النفوس تغرغرت ..... بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلمُ موقناً ..... ما كنت إلاّ في غرور
فبكى هارون الرشيد بُكاءاً مُرّاً حتى أُغشي عليه ..
يا الله ما أحقر هذه الدنيا وما أتفهها .. ترانا نقتتل عليها .. وترى بعضنا الآخر يُعرّض نفسه إلى سخط
الله وعذابه بسببها .. ونُقطّع أرحامنا بسببها ... ونظلم بعضنا بسببها .. ونفعل ونفعل ونفعل بسببها...
مع أننا نعرف جيداً أنها ليست لنا .. وبقاؤنا فيها مؤقت .. فما هي إلاّ محطة مرور ..كمن استظل بظل
شجرة ثم راح وتركها ...ووالله لقد فضح الموت حقيقة الدنيا ..إن صحّت منّا العقول..!!
والدار الآخرة هي دار القرار .. إما إلى جنة .. أو إلى نار والعياذ بالله ..
لنتأمّل ... ماذا أخذ من منها الخليفة هارون الرشيد الذي ملك الدنيا ؟؟؟!!!!
انظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها ..... هل راح منها بغير القطن الكفنِ ؟!
وإليكم أبيات شاعركان ينصح بها حاكم كان يرتكب بعض المعاصي فكانت سبب في توبته...
باتوا على قُلل من الأجبال تحرسهم
غُلب الرجال فما أغنتهم القُللُ
واستنزلوا بعد عزٍّ من معاقلهم
فأُدعوا حُفَراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخٌ من بعد ما قُبِروا
أين الأسّرة والتيجان والحُللُ
أين الوجوه التي كانت مُنعّمةً
من دونها تُضرب الأستار والكُللُ
فأفصح القبر حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتلُ
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِلوا
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا بعزتك وجلالك يا أرحم الراحمين..
وآخر دعوانا أن احمد لله رب العالمين.