خطرت على بالي و كتبتها اتمنى ان تنال اعجابكم
لك سيدتي .... الأم..... والأخت ..... و الابنة .....
هل تتعرضين للكثير من المشاكل مع زوجك ؟
هل تعرفي بأن أكثر المشاكل تبدأ صغيرة لتكبر بالعناد و عدم اللامبالاة ؟
هل قمتي يوماً بدور القاضي لإحدى صديقاتك و كان جوابك لها : كوني متسامحة و متفهمه ؟
هل قلت لها بأن الكلمة الطيبة جوابها كلام طيب ؟
هل عذرته و مع ذلك استهان بك و بمشاعرك ؟
إليك هذه القصة الواقعية و التي حدثت مع الكثيرات من بنات حواء , والتي كانت بداية
المشاكل بين الأزواج . من الجائز أنها لن تصل لمراحل بغيضة إلا أنها كثيراً ما تضع الأسرة
بوضع صعب و خاصة للأولاد , حيث أنها تنشئ جيلاً متفككاً و غير متزن يسهل عليه الانحراف
فلا تكوني سبب ضياع فلذة كبدك و فكري دائماً بضم أسرتك بين جناحيك .
ستقولين ليس الحق دائماً مع الرجل ! ... أجل كلامك صحيح و لكن هل سألت ماذا يريد
هذا الرجل . و كيف كان يومه . هل صادفته المشاكل تلو الأخرى في عمله و صحته و لم
يشاركك بها حتى لا يشغل بالك .
تأملي هذه القصة و سترين بأنها قصتك , و قصتها , واحدة .
جلست تشكو حالها وسوء معاملة زوجها لها , وكيف يتركها كثيرا في المنزل مع الأولاد متنقلة
بين المطبخ و الغرف , لإطعام الأولاد و تعليمهم و مراقبة فروضهم المدرسية محتارة من أين
ستبدأ و كيف ستنتهي .
و كلما توقفت لحظة واحدة مع نفسها تتذكر بأن زوجها هذا الذي لا يشعر بها و دائما يتركها
في البيت لتخوض في هذا الكم الهائل من الأعباء اليومية التي أثقلت كاهلها ...
و كلما توقفت عن الكلام شردت لحظة لتتذكر المزيد من الظلم الذي تعانيه من زواجها
و حياتها و لو أنها فكرت أكثر قبل الزواج ... و لو أنها سمعت كلام والدتها .... و لو أنها ما تركت
الوظيفة ... و لو أنها ... و ما أكثر من " لو أنها ... "
و كل هذا الحديث أما الصديقات اللواتي سردن لبعضهن قصصا متشابهه , و كأن قصصهن
تلك هي نسخة درامية واحدة موزعة للجميع .
و أخيراً انتهت زيارة الجارات و الصديقات ليبدأ الموال المعتاد فقد عاد الزوج و يجب أن
تسمعه تلك الجمل التي في قلبها مع التي تعلمتها من صديقاتها , و بدأ الكلام مليئاً بالشكوى
و التذمر و التنكيد .
و الحقيقة يجب أن تقال لأن السيدة مع كل ما تفعل , بداخلها من الشوق و المحبة الكثير
لفارسها الذي تنتظر قدومه بفارغ الصبر , و لكن .. لا أدري ماذا أقول هل هو الطبع أم أنها
تظن بأن ما تقوم به نوعا من ممارسة التسلط أو أنه تمرد .. أو أنها تريد لفت الأنظار إليها
و إلى ما تقوم به و ما تعانيه في البيت و أنها تتعب أيضاً و ترغب بسماع بعض الكلمات الحلوة
المريحة .. أو أنها تعتقد بأن ما تفعله سيظهرها بمظهر القوة .. أو يوجد في داخلها شيء
لا تعرف له طريقا لإظهاره و تملك التعبير المناسب له .
و لكنه النمط اليومي و ينتهي غالبا بحسب مزاج الرجل . فإن أراد تهدئة الموقف " أخذها
على حجم عقلها " و هكذا يقولون بالعامية ....
و يبدأ بتلفظ ما طاب و لذ من الكلمات الحلوة الناعمة , و يبدأ الدلال من قبلها .
و هذا كل ما تريده , تظن بأنها حققت ما تريد و لا تعلم بأن هذا الرجل ليس لديه اليوم
مزاج للمناقشة .
أما إذا كان متوترا من عمله أو من أي شيء آخر , تجده يصول و يجول صارخا في وجهها
و تبدأ المسابقة بينهم من ينكد أكثر على الآخر .
و للحقيقة أيضاً الرجل في أكثر الأحيان يكون صراخه بدون أي تخطيط مسبق , يعني
في منتهى البراءة " يا غافل لك الله " - ارتجالي الكلام و الأسلوب , أما الزوجة فيكون عن
سابق تخطيط فهي تنتظره لتفرغ ما بجعبتها ...
و هذا لا يعني بأنها شريرة الطباع و إنما الجهل بطريقة التعبير لذلك يكون طابعه العام
كلمات عصبية و حادة أكثر .
و للحقيقة أيضا - و هذا سر في المرأة - بعدما تفرغ كل ما يطيب لها من التنكيد تصبح في
غاية الرقة و الوداعة - محبة - لطيفة - و مطيعة - و هي مستعدة لأن تفني نفسها من أجل
زوجها .
أما هو فإنه يزداد قرفاً و ضيقاً - لو جاز لنا التعبير - من هذا البيت و من هذه الزوجة التي
لا تُقَدِرُ تعبه و لا تقيم لعذاباته مع الناس و في العمل أي اعتبار . و هو الذي يتعب من أجلها
و من أجل الأولاد لتأمين مستقبلهم الذي ينتظرهم .
و من هنا تبدأ الفجوة بينهما , و مرة بعد الأخرى تزداد بالاتساع , و يزداد الشقاق بينهما !!
و قد يؤثر ذلك الوضع على الأولاد من الناحية الصحية و النفسية و العلمية .
و بمرور العمر , و بعد أن يتخطوا مرحلة معينة من عمرهم في هذا البيت المشحون بالغضب
تارة و بالمشاكل تارة أخرى , تجد مسحة من البؤس و اليأس على وجوههم , و كل واحد
منهم يقول لنفسه عندما ينظر لشريك عمره .. و هو يقول :" أنا أحبه و لكن ماذا جرى لنا " ... لماذا الدنيا أبعدتنا عن بعضنا و نحن
مازلنا نعيش معا تحت سقف واحد .... لماذا الدنيا ذهبت و أخذت معها العمر الجميل .
أعزائي .. الدنيا حلوة هكذا يقولون و هي كذلك , و لكن للورد أوان , فإن أهملنا العناية
به ذبل و جف , و إن كان تحت الرعاية بات يشع جمالا و بهاء و روعة .
هكذا هي حياتنا و من يقرأ هذا الكلام يجد بأن المشكلة متكررة بين كل الأزواج و في كل
البيوت تقريبا . فالكثير من المشاحنات الزوجية يكون سببها عدم فهم مشاعر الطرف الآخر ,
أو عدم القدرة على التعبير عما تكنه تلك المشاعر المليئة بالمودة و الرحمة .
أعزائي .... أفصحوا عن مكنونات قلوبكم فلا يوجد هناك فرق بين الرجل و زوجته و تذكروا
بأن الدنيا حلوة - بس نفهمها - فالكلمة الطيبة واجب علينا و بالمعاملة الحسنة نحافظ على
بيتنا و أولادنا و صحتنا و دمتم سالمين ......