- السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
- الحركات الصامتة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحركات الصامتة
من منا حاول أن يتحدث دون أن يحرك يديه, المدهش أنك لو كنت تحدث شخصا" ما بواسطة الهاتف وهو لا يراك ولا تراه, وسألك عن موقع ما فانك تصف له من خلال الهاتف وعندما تحدد له الموقع مثلا" في اتجاه اليسار فانك تحرك يدك اتجاه اليسار وهو لا يراك, والكثير الكثير من الحركات التي لو راقبتها أثناء حديثك أو حديث الغير تثير دهشتك, مع أن الحديث وحده يكفي لتوصيل المعنى والفكرة, فماذا تريد أن تقول اليدان بينما الحديث يتواصل.
فيا ترى هل هي علاقة سرية لا نعرفها بعد تقوم فيها اليدان بتجسيد كل لفظة نلفظها؟؟ ولقد جعلني هذه العلاقة الخطيرة التي تشارك حركات اليدان بها حديث اللسان أتأمل كثيرا ولفترة طويلة, وجدتني في كل مرة أصل الى طريق مسدود. لكني لم أيأس.
وكم يدهشني مقدمو براوج التلفزيون عندما يتحدثون, وأحدق بعمق في حركات أيديهم وأيدي ضيوفهم, مشهد عميق لمن يتأمل بصمت .
وكلما رميت شباكي لأصطاد الفكرة, هربت مني, وذات يوم لفت نظري ذلك الشاب أمام اشارة المرور كان في سيارته وهو يتحدث من خلال جواله, وركزت جدا" في حركات يديه وهو يتحدث لدرجة جعلتني أشعر كأني أنا أتحدث كي أفهم لغة يديه التي كانت تشير في جميع الاتجاهات, ومرة تنخفض ومرة ترتفع وبدرجات تتفاوت مع الحديث .
سبحان الله وكأن حركات اليدين معيارلمشاعر الانسان أ ثناء حديثه.فأنتقل عقلي يجول باحثا عما يفسر هذه العلاقةالدقيقة والمدهشة بين حركة اليدين والحديث,قد لا يلقي الناس بالا لهذه العلاقة التي شغلت فكري, مما حدا بالبعض باتهامي بأني أبحث عن غير المعقول حسنا", أخوتي الكرام وجدت ما كنت أبحث عنه, وربما يدهشكم كما أدهشني وهز كياني بأكمله هنا سر العلاقة الخطيرة , يقول تعالى (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) يس : 65
أفهمتم هذه العلاقة الخطيرة, ان اليد هي االسجل الصامت لكل ألفاظنا ومشاعرنا, حتى يأتي يوم القيامة ليسكت الفم وتتحدث اليدان والرجلان..
والله لقد أصابتني الدهشة لهذه العلاقة الخطيرة, ولم يكن هذا الاستنتاج في الحسبان
وأي لفظة أو شعور لا تنطقه بفمك قد يكون على هيئة نبضات سرية في منتهى الدقة تحتفظ بهااليدان دون أن نشعر بها لو كان هناك شخص أبكم فكيف يتم تسجيل ألفاظه الصامتة ومشاعره التي لا يعبر عنها بصوته؟؟ تكون اليدان هي لسان حاله حتى لو لم يحركها لشعور أو سلوك أو لفظ, وستكون تسجيلاتها الخفية مستودعا" لكل احساس سلبي أو ايجابي..
الموضوع لم ينته بعد فهناك أكيد الكثير من أسرار اليدين, وأيضا" السر الآخر في شهادة الرجلين
منقول