- منقول
- فالسؤال هو هل الحب شرط أساسي من استمرار حياة زوجية ناجحة ؟
لا شك أن الزواج الناجح منظومة متكاملة قائمة على المودة والرحمة والتفاهم بين الرجل والمرأة ، واستمراريته يقع على عاتق كل من الزوج والزوجة ، ولكن هل يجب أن يكون هناك حب بين كلاً من الطرفين لحياة زوجية واقعية ناجحة بعيداً عن خيالات القصص الوهمية كروميو وجوليت وغيرها من قصص الحب ؟
في دراسة أمريكية طريفة لباحث في علم الاجتماع يدعي ويليام رويبنسون يبحث فيها عن عمر العمر الافتراضي للحب بعد الزواج ، فتوصل إلى أن العمر الافتراضي للحب هو ثلاث سنوات .
ويقول الباحث " إنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي يصبح نوره خافتاً وقد يتطلب ما يقرب العام حتى يدرك طرفاه علاقة الحب هذه الحقيقة التي تغلفها الحياة المشتركة وهي ربما الزواج ".
منقول
ويؤكد ويليام " أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات وشحنات حب وطاقة عواطف لمدة ثلاث سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت ، ولا يمكن إطلاقا إعادة شحنها ثم تتحول العلاقة القائمة على الحب إلى علاقة دفء وإخلاص "
ويستند رويبنسون في ذلك إلى أن قصص الحب الشهيرة والواقعية أو الخيالية عمرها ولا تتعدى في مداها الزمني ما بين الثلاث إلى خمس سنوات !!
وطالما أن العمر الافتراضي للحب ينتهي بعد فترة قصيرة من عمر الحياة الزوجية الطويل ،
فالسؤال هو هل الحب شرط أساسي من استمرار حياة زوجية ناجحة ؟
تقول سلوي 39 سنة " لا طبعاً الحب لا ينجح الحياة الزوجية ، لأن الحياة بين الرجل والمرأة تعتمد بصورة اساسية على التفاهم والاحترام والمودة ، لكن بعد الزواج من الطبيعي أن تفتر مشاعر الحب وتنتهي "
أما داليا 26 سنة " لا اعتقد حتى بوجود الحب تنجح الحياة الزوجية ، فالحياة الزوجية منظومة متكاملة ، لأن العشرة عليها دور كبير ، كما يزيد من ارتباط الزوجين وجود الأولاد ، كما يمكن لبعض الخلافات البسيطة أن تكون بهارات للحياة الزوجية وأن توطد العلاقة ، كما أن الحياة الزوجية القائمة على الاحترام بين الطرفين هي الناجحة بلا شك "
أما مراد 30 سنة فيشير إلى أن " الحب بعد الزواج يختلف تماماً عن أي حب آخر سواء كان حب مراهقة أو الحب قبل الزواج ، ليأخذ شكلاً جديداً يعتمد على التوافق والتكامل بين الزوجين ، والتفاهم يلعب دوراً كبيراً في الارتقاء بالحياة الزوجية "
وتؤكد الدكتورة نهلة الأبياري استشاري الطب النفسي " أن الزواج القائم على الحب قبل الارتباط يكون ناجحاً عندما يكون الطرفان ناضجان وعلى دراية كبيرة بواقعهما وإلى أي مدي سوف تكون العلاقة ناجحة .
وتضيف دكتورة نهلة " من الممكن أن المرأة أو الرجل يحب أحد ولا يرتبط به فى النهاية لأن في هذه الحالة يكون العقل له دور كبير فى تقرير المصير فالحب والمشاعر ليست كافية لإنجاح العلاقة ، وهذه الرؤية لا تأتي إلا لشخص فاهم الدنيا نتيجة لخبرات ونضوج ".
لذا تنصح الدكتورة نهلة المقبلين على الزواج أن يكونوا جادين في علاقتهم وفي ارتباطهم ، ويكونون قادرين على تحمل المسئولية لبناء حياة زوجية ناجحة ، لأن معظم الشباب يحلمون بصورة وردية بعيداً عن الواقع يستمدوها عن الزواج من الأفلام .
ويؤكد الدكتور جهاد محمود الاختصاصي النفسيكما ذكرت جريدة الوطن أن "الزواج علاقة بين رجل وامرأة قررا أن يعيشا معاً طوال العمر، لأن حكمة الله اقتضت لاستمرار الحياة أن يلتقي الرجل والمرأة لتتعاقب الأجيال ، ولكن حتى الحيوان يؤدي هذه الوظيفة دون زواج ، ولأن الله خلق في الإنسان العقل وخلق فيه الوجدان والعاطفة ، فإن العلاقة الزوجية ليس هدفها الوحيد الإنجاب وحسب، هذه العلاقة بوجه خاص تحكمها 3 جوانب مهمة جدا وهي الجانب البيولوجي وهي العلاقة التي يتم بها الإنجاب ، والجانب الوجداني والجانب الفكري، هذه الجوانب الثلاثة مرتبطة ببعضها، فلا يمكن فصل الجانب البيولوجي عن الجانب الوجداني، ثم لا يمكن فصلهما عن الجانب الفكري".
وأضاف "العلاقة الزوجية لها شكلها وسماتها الخاصة، وتختلف عن أي علاقة إنسانية أخرى، ولو نظرنا إلى الكتب السماوية جميعها وجدنا أنها وصفت العلاقة الزوجية بأنها علاقة مقدسة، والتقديس هنا معناه الاحترام والعمق والجدية، ومعناه أيضا أنها علاقة سامية ورفيعة، والزوج يسكن إلى زوجته، والزوجة تسكن إلى زوجها، وهذا يعني أن في الحياة الزوجية الأمان والسكينة وراحة البال، وذلك بفضل المودة والرحمة، ولهذا فإن قرار الزواج هو من أصعب القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته".
وأوضح الدكتور جهاد أنه لضمان استمرار هذه العلاقة وتحقيق الهدف منها، وهو السكينة والسعادة، يجب الاختيار السليم والتوافق الفكري بين الزوجين، وتبادل المشاعر، وأن يقوم على أسس سليمة ودراسة موضوعية، مؤكدا أن الأساس في تقديره هو الحب.
.