- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاذي أول مشاركة لي هنا، قريت هالقصة في منتدى ومرة عجبتني لأنها مرة معبرة فحبيت انقلها لكم أتمنى تعجبكم. ليْلَى , اليومَ سأخبِرُكِ يا صديقتي ماذا فعلتُ لأجلك , لكن أخبريني أنتِ أولاً ..
هل ذاكرتِ ال Biology parasitic ؟ هل أنهيتِ المادة معي ؟ اتفقنا منذ سنتين أنّنا حين دخولنا إلى نفس الجامعة سنذاكر كل ما يتعلق بالأحياء معاً , لأننا اشتركنا في عشقها سوياً , لا تجعليني أحزن مجدداً و تعتذري بحجة أنّكِ تحت الأرض لا وقتَ لديكِ لمذاكرة أي شيءٍ سوى تأدية اختبار الملائكة و أسئلتهم المكررة لكِ ! , لا تخبريني أنّ البرزخ أغواكِ و جعلكِ تنسينَ وعودنا و مشاريعنا المشتركة , لقد بعثتُ لكِ بالكتاب و مذكّرة التلخيص يا ليْلَى , هيا قومي و راجعي معي , بقي على ذهابي إلى الجامعة و تأدية اختباري ساعتين .. هيا , أنتِ أذكى مني .. ستستطيعين إنهاء المادة في هذا الوقت ! .
تذكرينَ حينَ كنتِ تسخطينَ عليّ و ترميني بملازمِ ملخصات الرياضيات في الثالث الثانوي حينَ كان الوقتُ يصل إلى الخامسة و النصف صباحاً و لم أنتهي من تختيم المادة بعد ؟
تذكرين حينَ تساوينا في الصف الثاني الثانوي في كلا الفصلين و نجحتِ بالمركز الثاني و حصلت أنا على الثاني المكرر ؟! , تذكرين حين قلتِ لي بفرحٍ نافرٍ لا يُنسى : أنا الأصل و أنتي التقليد ! ؟ ..
وعدتكِ حينها أن لا أحصل على أي مركزٍ مكررٍ بعد أحد إلا لو كان تكراراً لكِ ! , لأني أفرح حين تكونين الأصل و أنا الظل الذي يتبعكِ , رغم احتجاجكِ الدائم و إصراركِ على أنّكِ أنتِ التي تسعين إلى أن تكوني ظلّيَ الوارف كصنَوْبَر , حتى و إن استسلمتُ أنا للذبول كغصنٍ تبرّأت منه أوراقه .
- منذُ دخلتُ إلى الجامعة و أنا أذاكر كلّ ما يخص الفاينل قبل وقتهِ بفترةٍ لا يعلمها إلا الله ثمّ أنتِ , كل الضغط الرهيب الذي أجهد بي عقلي و نفسي , أستمتع به يا ليلى , أقسمِ لكِ أنني أستمتع به , لأجلك فقط , لأنّي أحبّ أن تكوني في كامل الزهو بي و رضاكِ عني و أنتِ راقدةً كالملاكِ الأبيض تحت العَالَم , يا أعذب قلبٍ ظلّ حياً لم يعرف كيفَ يجعلني أصدّق أنُهُ مات ! .
- نفذتُ وعدي لكِ خلال سنتين و لم أحصل على أي مركزٍ متساوٍ مع أحدٍ معي / قبلي , إن كنتُ سأستسمحكِ على ذنبٍ سأقترفهُ هذه المرة فسأطلبُ عفوكِ عن نتيجتي , لن أستطيع حصد التفوق ضمن معدل ال A كالسنتين الماضية يا ليلى , أعدكِ أنني لن أتدنى عن ال B في أيّ حالٍ سيكون .. لكنكِ أفضل من سيجيدُ التربيتَ على قلبي حينَ أستطيع الفوز بهذا المعدل في ظلّ كل ما وقع على قلبي خلال هذا الفصل الذين تعرفين ..
أخبري الله في قبركِ يا ليلَى أن يكون كثيراً معي , أنا أحتاجُ إليه , لكني أشعر بأن صلاتي و دعائي لهُ لا يكفيان , أمّي التي تجاوركِ القبرَ لا تعرفني حتى تمنحني من بركاتِ دعائها شيء , و لكنّ الملائكة أخبرَتني يوماً أنّ أمي تعرفُ أنّ التي أنجبتها كانت بنتاً ! , و أنّها منذها لم تكفّ عن الدعاءِ لي و التوسل إلى الله بأن يضمّني دائماً برحماته .
لكنّكِ أيضاً , لكِ دوركِ في حياتي يا ليلَى , لن أقول " كان " , لم تموتي يا ليلَى , ما زلتِ ترافقيني كظلّي كما جزمتِ , ما زلتُ أحرص على سلامتكِ و أنتِ تسيرين خلفي و من جواري أثناء سيري للجامعة , و ما زلتُ أحرص على انتقاءِ مكانٍ واسع في القاعة للجلوس عليه , مكان واسع يكفي لأن تجلسي بجواري و يكفي أيضاً لحقيبتك " الجينز العوديّة " , أخذَتها أمّكِ بعد أن دفنوكِ ذلكَ اليوم يا ليلَى , أخذتها و طلبت منها الاحتفاظ بها و لم توافق ! , قالت .. أنتِ عشتِ ذكريات صداقتكِ معها و أنا سأعيشُ مع بقايا أدواتها .
- ليلى , انظري , انتهيتُ من استذكار ال Biology parasitic قبل ثلاث ساعات , لم أنهض ولا عشر دقائق من خلف طاولتي و كتبي منذ البارحة , سوى الوقت المستقطع القصير جداً الذي كنتِ تنصحينني به " ثلث ساعة فقط يا أشعار " , و أمضيها في شربِ كوبٍ من الماء و قراءة ما تيسّر من الصفو الذي أعرف أنه لن يعكر مزاجي على الإنترنت .
- لكن بالمناسبة , هل أخبرتكِ أنّ أحدهم كاد أن يعكّر عليّ قبل يومين حين جعلني بتوصيته الرعناء في أحد المواقع , أن أشتري رواية طعام الآلهة و أقرأها و يصيبني صداعٌ حاد و زغللة في العين منها ؟! , اطمئني اطمئني , لم أسمح بذلك أن يحدث طويلاً , فوراً تمددت على فراشي لعشر دقائق ثمّ تناولتُ ديوانَ البهجة لجوزيبي أونغاريتي و قرأتُ منه ما كان كافياً لعودة هدوئي و راحتي لي .
- فليزيد اطمئنانكِ أيضاً , أعدكِ أنّني لن أنسى المعلومات , و أنني سأقدم اختباري بعد ساعتين و أنا في كامل نشاطي و ألقي , ليس لأنني أريد هذا , تعرفين أنني لم أعد أهتم أبداً بالربيع ! , أنا فقط , أفعل كل هذا ربطاً على قلبي في مثل هذه الأيام التي لم أعتَد قضائها و المعاناة فيها و تمضيتها لوحدي , اعتدت التصاقكِ بي يا ليلى , أشعرُ بالوحدة و أنا أكتب لكِ , الدفء الذي أحاول بعثهُ لقلبي المفطور عليكِ لا يمكن أن يقارن بالدفء الحقيقيّ الذي كانت صداقتكِ تمنحني إياه , إلى متى يا ليلى ؟ إلى متى سأظلّ أمسكني و أحتملُ بألفَ غصةٍ غيابكِ الذي لن ينتهي أبداً عني .. إلى متى ,
ألا يمكن أن يكون صالحاً أن أجلب كتبي و أجيء للمذاكرة معكِ في قبرك ؟ ! .. أرجوك يا ليلى , خذي ليَ إذناً من ملائكتك و أخبريهم أني أبداً لن أعصي لهم أمراً ! , سأكون في أعلى ما يمكن لطاعتي أن تتجلى به للحصول على رخصة المرور إليك و من ثم ربما .. المكوث معك .
- فقط خذيني , ولا تغيبي عن عقلي أثناء تأديتي لاختباري اليوم , أنتِ الدافع لنجاحي يا ليلى , دعينا نفرح سوياً بسهولة أسئلة الامتحان بعد قليل _
- أستودعكِ رحمة الله و ملائكتهِ و بركاتهم عليكِ في برزخكِ الدفيء يا حبيبَتي _ .
..
+ تمّت كتابته قبل الاختبار بساعتين / لكني لم أستطيع الدخول إلى الإنترنت إلا الآن .
أشعار.
منقولة