الاخت الحنون
11-08-2022 - 02:35 am
**كثرة التسخط وقلة الحمد ...
فمن الزوجات من هي كثيرة التسخط ، قليلة الحمد والشكر ، فاقدةً لخلق القناعة غير راضية بما آتاها
الله من خير . فإذا سئلت عن حالها مع زوجها أبدت السخط ،وأظهرت الأسى واللوعة ، وبدأت بعقد
المقارنات بين حالها وحال غيرها من الزوجات اللائي يحسن إليهن أزواجهن .
وهكذا تعيش في نكد وضيق ، ولو رزقت حظاً من القناعة لأشرقت عليها شموس السعادة .
ومثل هذه المرأة يوشك أن تسلب منها النعم ، فتقرع بعد ذلك سن الندم ،وتعض أناملها ،وتقلب كفيها على ما ذهب من نعيمها .
وماذا سيجني من جراء تسخطها إلا إسخاط ربها ، وخراب بيتها ، وتكدير عيشة زوجها ؟ ؟
فواجب المرأة العاقلة أن تتجنب التسخط ، وجدير بها أن تكون كثيرة الشكر ؛ فإذا سئلت عن بيتها وزوجها وحالها أثنت على ربها ، وتذكرة نعمته ،ورضيت قسمته ؛ فالقناعة كنز الغني ، والشكر قيد النعم الموجودة وصيد النعم المفقودة فإذا لزم الإنسان الشكر درت نعمه وقرّت ؛ فمتى لم تر حالك في مزيد
فاستقبل الشكر .
كيف وقد قال ربنا عز وجل وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
بل يحسن بالزوجة أن تشكر ربها إذا نزل بها ما تكرهه ؛ شكراً لله على ما قدر ، وكظماً للغيظ ،وستراً
للشكوى، ورعاية للأدب . ثم إن الشكوى للناس لا تجدي نفعاً ، ولا تطفئ لوعة في الغالب ..
ولهذا رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته فقال: (يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى الذي لا يرحمك )
ثم إن من حق الزوج على زوجته أن تعترف له بنعمته ، وأن تشكر له ما يأتي به من طعام ،ولباس ، وهدية ونحو ذلك مما هو في حدود قدرته ، وأن تدعو له بالعوض والإخلاف ، وأن تظهر الفرح بما يأتي به؛ فإن ذلك يفرحه ويبعثه إلى المزيد من الإحسان .
أما كفر النعمة ،وجحود الفضل ، ونسيان أفضال الزوج فليس من صفات الزوجة العاقلة المؤمنة ؛
فهي بعيدة عن ما يرضي الله عزوجل فجحود فضل الزوج سماه الشارع كفراً ، ورتب عليه الوعيد
الشديد وجعله سبباً لدخول النار . قال عليه الصلاة والسلام { رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء}
قالوا لم يا رسول الله ؟ قال : { يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط } .رواه البخاري
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه}
وفي حديث أسماء ابنة يزيد حين سألت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما كفر المنعمين ؟ قال -صلى الله عليه وسلم - { لعل إحداكن تطول أيْمتَها من أبويها ، ثم يرزقها الله زوجاً ويرزقها ولداً فتغضب الغضبة ، فتكفر، فتقول ما رأيت منك خيراً قط }رواه أحمد والبخاري في المفرد وصححه الألباني .
المرجع* من أخطاء الزوجات / محمد الحمد