أم حمادة
16-04-2022 - 10:21 pm
لا بد أن نعرف أن الزواج نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولو لم ييسره الله لم يتيسر،
أختي: لقد يسر الله لك وتقدم لك شاب، وغيرك من الفتيات وصلن سن العنوسه ولا أحد يطرق الباب؟ فهل تأملنا في هذا رعاكم الله..
البعض يقول هذه أفضل ليلة, وهي ليلة الدخلة, ولازم نتمتع فيها، لا ليس أفضل ليلة ولا أفضل يوم،وإنما أفضل ليلة وأفضل يوم عندما تأتي الملائكة وتقول لكم لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون..
هيا لندخل في صلب الموضوع:
لقد كثر سماع الغناء وأصبح الكثير لا يبالي، وعندما يكون هناك عرس يبحث الكثير عن شيء يرضي الناس ولا يبحث عن شيء يرضي الله تعالى..
فتجدهم يأتون بفرق موسيقية وغنائية لتلك الليلة التي يجب أن نكثر فيها الشكر لله لأنه يسّر الأمور، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة )
وتنفق الأموال الطائلة في تلك الليلة, ولكي يظهر العريس أمام الناس أنه غني وانه له منصب وجاه، نجد تلك الأموال قد تسلفها من البنك.,ويسقط في ديون كثيرة وربما لا يستطيع تسديها فيسجن..
والعروسة.. تنفق من أجل الزفاف الأموال الكثيرة لكي ترضي الناس وتسخط الله سبحانه وتعالى، فشراء أطقم الزهور، وملابس، وفساتين باهضة الثمن، متكشفة، وأغلى فندق، وكل هذا لكي صديقاتها لا يتكلمون عليها، وغيرها من الأمور التي تبكي العيون..
أخواتي..ألا يوجد هذا معنا؟؟؟ أليس هذا حاصل مع الكثير إن لم نقول الجميع، أليس أعراسنا هكذا..
وماذا بعد ذلك؟؟ ربما نفرح ساعات قليلة، نعم فرح ساعات قليلة، والكل يقول هذه فرقة جيدة، وتلك أغنية مناسبة، وهذه فعلت عرسها في قصر كذا وكذا، والعروس فستانها من أغلى الفساتين في السوق.
بعد هذا..
ننسى ما جنته أيدينا في ذلك اليوم وتمر الأيام تلو الأيام ، ثم تنزع البركة من هذا الزواج، فشهور تمر إن لم تكن أسابيع، وتتغير الأمور، وتبدأ المشاكل الزوجية بين العريس والعروسة.
وبعد ذلك نقول كيف يحدث هذا، وكيف.. وكيف..؟ والجواب: من نفسك أتيت وبسببك ولم يظلمك أحد أنت ظلمت نفسك.. نعم أنت ظلمت نفسك .
تأملي هذا رعاك الله..
قال أحد السلف ( من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليلة )
وكان الفضيل بن عياض يقول ( إني لأعصي الله فاعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي )
أختي لا تكوني صامته تحركك اخواتك واهلك هنا وهناك..أخواتك يقولون لك بنحضر فرقة موسيقية، تسكتي عنهن..لا
ردي عليهن على قدر الإستطاعة، وإذا أمك طلبت فرقة أو شيء من هذه الأمور، قولي لها: يا اماه ( هذا ما يجوز هذا حرام، سوف نأتي بأناشيد افضل من هذا ) أخواتي نرضي الله ولا نرضي الناس..
وأنقل لكم هذا الكلام المفيد من تحفة العروس:
لا يجوز التوسع في موضوع الغناء، فالجائز منه أيام العرس كما هو في الأحاديث ما كان سليم المعنى خالياً من معاني الفجور وخالياً من المعازف ماعدا الدف فقط.
فإن هذه المعازف والأغاني الخلاعية تسبب مفاسد كثيرة وتوقظ الشهوات المحرمة فليتنبه الآباء والأمهات والأزواج الى خطر سماع أمثال هذه الأغاني والمعازف..
ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق الشعور وتنمى العاطفة وهذا ليس صحيحاً فهي مثيرة للشهوات والأهواء ولو كانت تفعل ذلك لرققت شعور الموسيقيين وهذبت أخلاقهم وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم.
ومما يؤسف له أنه أن بعضهم يبيح هذه المعازف في حفلات الأعراس قياساً على إباحة الدفوف وهذا إفتراء.انتهى
إذن نلخص الأمر.. أنه كلما قل المهر كلما بارك الله في هذا الزواج..وكلما قلت المنكرات كثر الخير وبارك الله في هذا الزواج، ومن يتق الله يجعل له مخرج ويزرقه من حيث لا يحتسب.
ولقد سمعت قصة ذكرها الشيخ الكويتي أحمد القطان في شريط ، وكان في تلك الفترة في الإمارت، فوصل له خبر أن حادث أليم وقع ( ومات في الحادث بنات كان في سيارة جميس أنقلبت السيارة وهن راجعت من عرس، وتناثرت الأشلاء في الشارع )
فعندما قيل له هذا الحادث ، قال يحفظه الله ( ربما هذه العين ) فتعجبوا ممن كانوا معه، قالوا: هل بسبب العين ، قال: بل أكثر.. ) اه.
نعم لأن بعض البنات يفرطن في الزينة ويذهبن إلى العرس، وهناك في العرس كثير حاسدات وخاصة في زمن قل المتمسكات بالدين، وبعد ذلك يحدث ما يحدث حيث لا ينفع الندم.. والله المستعان
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن ييسر أمور الزواج لنا وتكون أعراسنا لا منكرات فيها..آمين
والله الموفق
منقول