مرآآآآآآآآآآآآآآآآآتي

في داخلي رغبة مجنونة
في الدخول إلى أعماقها واكتشاف
درجة نقائها في الداخل ، والإختباء فيها
إلى آخر العمر ...لكن أخشى أن يكسر أحدهم
المرآة يوما ويسألني بكل فضول عن سر اختبائي
فيها ويعيدني إلى الواقع الذي فررت منه ذات
ليلة ويدخلني في دوامة البحث عنك من جديد ،
فتعال أبوح لك بتفاصيل علاقتي بها
وأفسر لك سر ذلك اللجوء
العاطفي إليها ، وسر ذلك
التعلق الغريب بها
كانت المرآة صديقتي حين
تراني تضحك في وجهي فأحدثها
عنك بلا تردد وأثق بها ثقة عمياء
وأرسم وجهي باحمر الشفاة على المرآة
وأكتب مع الصورة "هذه الفتاة يحبها بجنون "
وأمام المرآة يا سيدي كنت أقف لكي أراك
وأملأ أظفاري بورد الربيع كي ألتقي بك ،
وأملأ عالمي بالعبير كي أحلم بك ..
وأكثر سؤالي الطفولي على المرآة
ألف مرة يا مرآتي .يامرآتي
من الاجمل في عينيه؟
والاغلى في قلبه؟
عشت معها تفاصيل
عذابي معك وعشت معها
تفاصيل حكايتي وشهدت المرآة من
جنوني مالم يشهده سواها وسواي وأعترف
سيدي بأنني الليلة الأولى لرحيلك جلست
أمام المرآة ساعات طويلة أكتب الفصل
الأخير من حكايتي معك وأرى وجهي
في المرآة ساعات طويلة وأنا أبكي
وأشهد بعيني مراسم عذابي وألمي
وانكساري الأخير فكان البكاء
أمام المرآة هو أولى
العادات السيئة التي
علمني إياها
غيابك
بحثت عن أحمر الشفاه
في الليلة الإخيرة كي أسجل على
المرآة تاريخ موت الحكاية وانتهائي
ولكني دخلت في حالة من الرعب
حين اكتشفت أن حزني في الليلة
الأخيرة لا يوصف وأن صدر
المرآة لم يعد يتسع لي ولا
لآهاتي ,, لدموعي,, لحرقتي
فكسرتها , تفتت شظايا,
سامحيني يامرآتي لم
تعودي صديقتي ..