- مشهدٌ من زمنِ الصمتْ:
مشهدٌ من زمنِ الصمتْ:
إلى هناك :...أبوحُ و الوحدة قد أغرقتْ كياني و في زمنٍ يدعى بزمنِ الصمتِ خالجَ البوحُ خاطري على صفحاتي الباكيةِ لأنها تعلمُ مرارةَ و شقاءَ ما أبوحُ به من كلماتٍ سقيمةً من هذا الزمنْ الذي غابتْ فيه شمسُ الكلامِ.....
زمنٌ أصبحَ الكلامُ فيه جرماً و دفاعُ عن الحقِ سخفاً إنني أتحدثُ و صوتي مغتصبٌ و أنفاسي تقيدها أيادي الظلمِ .... الألم يعتصر كلماتي لما أرى و أسمع عن حالِ البراءة التي تقتلُ عن ابتساماتٍ تخطفُ و عيونٍ لا تملُ البكاء و الخوفُ لا يفارقُ قلوبهم الصغيرة و فرائسهم ترتعدُ وسطَ الصرخاتِ أحكي لكم و كلماتي مبعثرة لا طاقةَ لي للملمتهاَ عن أملٍ تختنقه سحب الحزنِ عن مدمراتٍ لا تملُ من عزف ألحانِ الموتِ على آذانِ البشرِ و نحن قد اعتراناَ الخجلُ من أنفسناَ و ارتديناَ اللجامَ على ألسنتناَ ... حقاً قد علموناَ لغةَ البكمِ و نحن نسمعُ إنني أحكي ... أتسمعونَ كلماتي ماذا أقول عن مدينةٍ أجهشتْ جدرانهاَ بالبكاءِ على نزلائهاَ الشهداءِ رُسمتْ على ملامحهاَ الحزنُ و أُقيمتْ على أنقاضها العزاءُ أما زلتمْ مع كلماتي تصغونْ أم أنكمْ غادرتمْ صفحاتي من مُقْتِ كلماتي أرسلتُ روحي تستكشفُ المكانَ فلمْ تفهمْ منه شيء عالمٌ يُحاكي الدمارَ كانت شمس ذلك العالمِ كومةً من اللهيبِ الحارقةِ تجعلُ كل منْ يمشي تحتهاَ فانٍ فوقفتُ على شرفاتِ الركامِ علني أرى مصدراً للحياةِ فرأيتُ الموتَ لازالَ يحومُ في المكانِ يطاردُ كلَ الأنفاسِ التي كانت تهمسُ لنا لي ننجدهاَ لنسمع هذه التساؤلاتِ البريئةِ التي سمعتهاَ من شقوقِ الدمارِ تناديني يا روحُ هذه حالنا ما أنتي فاعلةَ؟ يا روحُ متى سنعيشُ كبقيةِ البشرِ؟ يا روحُ متى سألعبُ و أحياَ كما يحيا الأطفالُ الآخرين ؟ يا روحُ إننا صغارٌ على هذه الحروبُ.... أرجوكي أجيبيني ... و توقفتْ تلك الهمساتُ مخلفةً وراءها صرخاتٍ و بكاءٍ و أنا ...أنا أحاكي الصمتَ ...أجلْ أنا و الصمت واحد... و نفسي للخوفِ ذليلةً و نظري عنه يخجلُ في طريقٍ مظلمٍ ركنتُ روحي إلى زاوية البكاءٍ و جسدي الهامدُ عن الحراكي من الآلام التي تتغذى على أحزانِ الأطفالِ أصبحتم الآن تتخيلونَ كم أن مشهدَ الموتِ مفزعْ و لهو الأجسادُ تجزعْ و النفسُ تخفي نفسهاَ خلفَ ظلالِ الصمتِ القاتلِ.... انتظروا لم أنهي كلامي فصمتي عن صمته قد عصى و كلماتي تركضُ أمامي فزعةً من أن ترسمَ على ألصفحاتي.. تأبى حروفي الخروجَ من مناطقهاَ و السكونُ قد أوغل َ في لساني أنه لزمن الصمتِ كيف لي أن أجيبَ الصغيرَ و نطقي عن ألفراري سريعاَ يا الله ....أرفقْ بحالي ووقفتُ على عتباتِ الصمتِ أناجي لنفسي خالقها قد أوغلَ الصمتُ خنجره في الحناجرِ بتُ أتَقَاتلُ مع الروحِ أنْ لا تغادرَ جسدي ... حتى حشرجةَ الروحِ و أخذتني لَجْلَجْةً وصرخة آه بني لا تأسفْ علينا فإن زمن الصمتِ قد غدرَ بناَ وغزاناَ و لا أخْفِيكَ أن الأمر عَقيمٌ من وراءِ الأصفادِ التي تحكمناَ و طَبَقَتْ على أنفاسنَا بأرعنِ القوانينِ... والرهبة ُ منَا قد دَنتْ و تغلغلتْ في الصدورِ أنتظر بني حتى ألتقطَ أنفاسي .. فالنفسُ صارَ صعبَ المنالِ... لا تَأسفْ لحكامٍ كلافتَاتِ المروري.... و أراضيهاَ قواعدُ حربٍ ضدَ الاخواني... و ألسنتهمْ تُجَدِدُ لِجَامَهاَ كل سنةٍ في أعيادي الميلادي و طاولاتُ العشاءِ تعقدُ كل صباحٍ و يأكلون في بطونهم ما يقولونه فلا تلمهمْ إن ملوا الكلامَ وركنوا أنفسهمْ عند قارعة السكوتِ قد يأتهم أوامر الظلامِ بأن يتكلموا عندما يكون الناسُ نياماً حتى لا يسمعهمْ أحدُ و يُسْمِعُوناَ أنفسهمْ ألحانَ الخيانةِ بأوراقِ تعهدٍ بإخلاصِ الكلبِ لصاحبه الأرعنِ و هكذا تنتهي الاجتماعاتْ المغلقة بقصةِ الكلابِ الوفيةِ انتظروا و أنتظر لازال عندي ما أفرغه يا بني و إن طالَ زمنُ الدمارِ فلبدَ للزمن العمارِ أن يأتي و عيدُ اللجامِ سينقضي و آن للأصفادِ أن تَنْكَسِرْ و يأتي مَخَاضُ زمنِ الحريةِ و تنقشعُ غيومُ الحزنِ الابديتي و إن كان تمني الكافرينَ لترابِ فإنني أسمى بكم لأنني أتمنى أن أكونَ قطرةً من دمائكمْ يا بني إن قلوبناَ معكمْ و أرواحناَ تسكن جِواركمْ و دعائنَا لكمْ سيكونُ مستجاباً فصبرٌ جميلٌ و اللّه المستعانُ تقبلوا قلمي
في منتهى الروعة سلمت انا
ملك الاكثر من رائعة الله يعطيك العافية
..تقبلي ودي المتواضع