الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
*أصدق إحساس*
31-07-2022 - 02:20 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم حبيباتي؟؟؟؟؟؟؟
وش مسوين مع اولى ثنوي اكيد <<<من زود الدفاره خ
المهم
اكيد اكثركم قدموا مقالات اجتماعيه لان الموضوع قدييم بس انا بعد ما قدمت وياويلي احس لو اني تحت سنون الاستاذه ماحست فيني خ
بليز ابي مقال اجتماعي عن اي شئ المهم ارتاح ?????????
واللي ما قدمت تصف معي طاابورر
انتظركم ...... سلملم....


التعليقات (9)
مرومه العتيبيه
مرومه العتيبيه
من أنت؟ هل جرّبت أن تطرح هذا السؤال على نفسك؟
سوف تجد الإجابة صعبة للغاية، حتى ربما ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير .. وغياب هذا السؤال عن الفرد شرخ في حياته، ربما لا يُسدّ حتى يجيب عنه بكل صراحة، ويرتب عليه حياته كلها.
علينا فعلاً أن نعرف أنفسنا كما هي .. لا كما نشتهي أن تكون، فإن وجدنا خيراً حمدنا الله تعالى، وطوّرنا وزدنا، فمن وصل القمة فإما أن يحافظ على موقعه، وإلاّ فإن الحركة سوف تكون (النزول).
منذ الفيلسوف اليوناني سقراط والمفكرون يصرخون بك: (اعرفْ نفسك)، ذلك لأننا في الواقع كثيراً ما نجهل أنفسنا، وجهلنا بأنفسنا يقتضي أموراً عديدة؛ منها أننا نضعها في المكان الذي لا يليق بها فنزري بها، أو أننا نقدمها لما يطغيها فنفسدها، أو نسنِّمُها موضعاً لا تطيقه فنرهقها، أو نجحف في حقها حين نصنفها في حدود الضعف وقلة الحيلة، وعدم القدرة على الابتكار، أو الإنجاز، محتجين بكثير من التجارب المخفقة التي مررنا بها من قبل؛ والتي لم نستثمرها نحن، بل استثمرها الآخرون الذين ربما شاهدونا أو سمعوا عن قصصها، والنتيجة أننا سنفقد طاقتنا دون أن نحصل على شيء.
لكننا إذا عرفنا أنفسنا بالطريقة العلمية الصحيحة، وفهمناها جيداً، ثم كانت عندنا القدرة الكافية على كبح جماحها من جانب، وعدم تثبيطها إذا هي استسشرفت لما يليق بها ويعزها، فإن الحياة سوف يكون لها طعم آخر.
تبدأ قصة معرفة الذات من الطفولة، فإن الأبوين أو من يقوم مقامهما ينهضان بمهمة كشف ذات الطفل لنفسه أو تشويش الرؤية عليه.
فالبيئة النقية الصادقة الصريحة سوف تجعل الناشئ يعيش النقاء والصدق والصراحة حتى مع نفسه، فتنقشع عن عينيه سحب الأنانية المفرطة، التي يظن وهو يستظل بها أن من حقه أن يكون له كل شيء من حوله، ويبني كل تعاملاته على أساس من المصالح الشخصية المحضة، حتى تكون ذاته وراء كل حركاته وسكناته ومعاملاته، فيدفع عنها كل أضواء الحقيقة التي قد تكشفها لعين نفسه.
إنه يريد أن يحيا مُغمَض العينين، مُغلَق الأذنين، غافي القلب، ومثل هذا يعيش صغيراً، ويموت صغيراً بحجم رؤيته التي لا تتجاوز حجم تلافيف عقله البارد.
وحين يتربى الناشئ في بيئة واعية، منتجة، طموحة، قادرة على أن ترقى بنفسه؛ لتصل بها إلى مدارج الكمال البشري، قد استكملت تربية كل جوانب شخصيته منذ نعومة أظفاره، ثم علمته صدق الإحساس بالذات، وحساسية التعامل مع النفس البشرية، التي قد تمثل دور المصدق لما هو غير صحيح، من أجل أن تخدر مشاعرها، ممارسة بذلك ما يسمى (مخادعة النفس)، حتى ترضى عن نفسها، وهو رضا ممقوت؛ لأنه يغطي الحقائق، فتتخلف مسيرة التهذيب للنفس، التي يشبهها أحد الكتاب بالعجينة العصية، التي لا تلبث أن تبرز عن القالب كلما رفع العاجن يده عنها.
والعجيب أن أصحاب هذه النفس الخادعة يعرفون في الناس بذلك وهم لا يعلمون، فيجد من حولهم صعوبة بالغة في كشف حقيقة أنفسهم لهم، مع أنهم في أمس الحاجة إلى ذلك، فيخسرون فرصة جديدة للرقي بأنفسهم.
وربما تسنَّم بعضهم منصباً ما، ربما كانت تتعلق به مصالح الناس، فترتفع الأسوار حول هذه النفس المسكينة، وتزداد حدة، إذ لا تلبث أن تتضخم في الخارج، وتضمحل في الداخل، حتى تصبح غير متوازنة، فتنهار في لحظة ما.
ومن أبرز صفات هذه النفس المريضة، التي يفتك سرطان العجب بها وهي لا تعلم، أنها لا تقبل المنافسة .. فالويل للمنافس .. والويل له.
سوف تسلقه بألسنة حداد، وسوف تحاول تجريده من كل فضائله، وتضعه على السَّفود؛ هكذا .. عارياً من كل ما يستره.
إنها تنسى كل أخطائها التي وقعت فيها في يوم ما وهي في موقع ما، فإذا جاء الوقت الذي يقف فيه شخص آخر، تحوّل المسكين إلى منافس دون أن يعلم، ولو كان مرشحاً لهذا المكان دون علمه، أو دون رغبته.
مثل هذه النفس تدعي دائماً أنها في راحة من العيش .. وهي في الواقع تتعذب.
ولأني الآن ... أشفقت على صاحبها منها فإني أرجو أن يسارع إلى فهم نفسه جيداً، وألاّ يغره ثناء الناس عليه، وحلم الله تعالى ..
(غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها)

مرومه العتيبيه
مرومه العتيبيه
اذا تبغي مقال ثاني وثالث وعاشر انا بالخدمه ياقلبي . . .

ابداع بلا حدود
ابداع بلا حدود
انا ابغى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

*أصدق إحساس*
*أصدق إحساس*
تسلميين وماقصرتي

&*&دارين&*&
&*&دارين&*&
وانا ابغى مقال
ومشكوره مقدما

لفته وطيف ابتسامة
لفته وطيف ابتسامة
بردقوشه أنا كتبت مقال عن الإرهاب
من السنه الماضيه (ثالث متوسط)
وعدته نفسه مع بعض التغييرات
مرومه.. روعه المقال مره حلو

مرومه العتيبيه
مرومه العتيبيه
الداعية الصغيرة
&*&دارين&*&
انتظروني

مرومه العتيبيه
مرومه العتيبيه
فقر المشاعر الإنسان مركب من جسد وروح ومشاعر، فليس جماداً أصمّ، وليست حاجته قاصرة على الطعام والشراب فحسب، بل هو محتاج - مع ذلك - إلى غذاء عقله، وروحه، ومشاعره وتفصيل ذلك يطول، وليس هذا مجال بسطه.
وحسب الحديث ههنا أن يدور حول المشاعر، وحاجة الإنسان إليها؛ فالذي يُلاحظ في حياتنا اليومية أننا نعاني من فقر المشاعر الإنسانية الصادقة المعتدلة؛ فتجد من الناس من هو جافٍ لا تكاد تحظى منه بكلمة شكر، أو ابتسامة محبّ، أو دعوة مخلص.
ومنهم من هو متملّق محتال يزجي المديح بلا كيل لمن يستحقّ ولمن لا يستحقّ؛ إما رغبة أو رهبة أو لأجلهما معاً؛ فإذا انقضت مصلحته قَلَبَ ظهَر المِجَنِّ، وعرَّى أفراس الصّبا ورواحله.
أما من يقابل الناس بالبشر، ويصافحهم براحة كريمة، ويثني عليهم إذا هم أجادوا، ويردّهم إلى الصواب برفق إذا هم أخطؤوا، ويُسدي إليهم المعروف إذا هم احتاجوا دون أن يكون خائفاً منهم أو راجياً لهم فذلك قليل في الناس، غريب بينهم.
ومن كان كذلك أحدقت إليه الضمائر الحرة، وأولته وداً وانعطافاً؛ وأساغت عشرتَه، وأصاخت السمعَ لما يقوله.
ولكن هذا الصنف مع الأسف قليل؛ لأن المصالح الخاصة قد طغت، فصارت المعاملة إلى النفعية أقرب منها إلى المروءة والإنسانية.
ولا ريب أننا بحاجة ماسة إلى كمية كبيرة من المشاعر الصادقة؛ حتى نحفظ الودّ فيما بيننا، ونبعد عن شبح الأوهام التي تعترينا، ولأجل أن تكون حياتنا مليئة بالمسرّات، بعيدة عن المكدّرات والمنغّصات.
وإن المتأمل في حياتنا ليرى عجباً؛ فلغة المشاعر التي تضفي علينا الدفء في قَرِّ الشتاء، وتهبّ علينا بالنسيم العليل في حرّ الهجير تكاد تنقرض عند فِئام من الناس في هذه الأزمان.
كيف يكون ذلك؛ ونحن نتفيّأ ظلال دين عظيم يرعى هذا الجانب حقّ رعايته، ويحذِّر من أن تتضاءل تلك العواطف النبيلة، فيضيع بسبب ذلك من حقائق الشريعة، وعزة أهلها ما يضيع؟!
ومن هنا جاء الإسلام بما يربي تلك المعاني، ويحييها في النفوس؛ فنصوص الوحيَين - التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحاطت بها إجمالاً أو تفصيلاً مليئة بتقرير تلك المعاني السامية التي تنهض بالمشاعر، وتقضي على روح الأثرة والقسوة، والغِلظة والكزازة .
فلو أجَلْت فكرك في حِكَم الصلاة، والزكاة، والصيام والحج وهي أعظم دعائم الإسلام بعد الشهادتين لوجدت أن من أعظم حكم تشريعها مراعاة المشاعر، وقيام روح الألفة والمودّة بين المسلمين.
ولو ألقيت نظرة فيما يقرره الشارع من أوامرَ ونواهٍ وما جرى مجرى ذلك لرأيت ذلك رأْي العين.
ألا ترى أن الشارع يقرر ألا ننسى الفضل بيننا, وأن أحدنا لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه، ولا يحقره؟
أليس الشارع يأمرنا بستر عورات المسلمين, والسعي في قضاء الحوائج, وتنفيس الكُرُبات, وعيادة المرضى, وتشييع الجنائز؟
أليس يأمر بإفشاء السلام, والرحمة بالخلق, والعطف عليهم, وحسن رعايتهم, ومداراتهم, والصبر على أذاهم.
أليس يأمر ببر الوالدين, وصلة الأرحام, وإكرام الجار, والوفاء للأصحاب, وحسن المعاملة للزوج والأولاد.
أليس يأمر بالأمانة وإنجاز الوعد, وحسن الظن, إلى غير ذلك من الأوامر التي ليس بعدها أمل لآمل, ولا زيادة لمستزيد.
وفي مقابل ذلك, فهو ينهى عن أمور كثيرة من شأنها أن توهي حبال المودة بين المسلمين, أو تنقض عُراها؛ فتراه ينهى عن العقوق, والقطيعة, وأذيّة الجار, والكبر, والحسد, والغل, والحقد, والبخل, والفظاظة, والوقاحة, والعِناد, والغيبة, والنميمة, والسب, واللعن, وإفشاء السر, والسخرية بالناس, والتعبير بالعبارات المستقبحة, والتخاطب بالألقاب السيئة.
وينهى - كذلك - عن كثرة الجدال والخصومة، وعن المزاح البذيء، وعن الكلام فيما لا يعني، وعن الخيانة, والمكر، وإخلاف الوعد, والتحسس والتجسس, وتتبع العورات, والتهاجر, والتشاحن, والتدابر وما إلى ذلك.
وتفصيلُ ما مضى، وذكرُ أدلته يحتاج إلى مجلّدات ضِخام, والمقام لا يسمح بذلك.
ومع ذلك كله فإن الناظر في أحوال إخوانه المسلمين يعتريه الأسى واللوعة؛ لما حلّ بهم من الشنآن, والقطيعة, والتهاجر, وجفاف المشاعر, وجفاء الطباع.
فمن ذلك ضعف وبرود المشاعر بين الوالدين والأولاد، وبين الأرحام، والجيران، والأزواج، وبين المعلمين والطلاب.
ومن ذلك قلة المراعاة للمشاعر حال تقديم النصيحة, وقلة ذلك من قبل المنصوح الذي يردّ النصيحة, ويزري بالناصح أو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.
ومن ذلك قلة المراعاة لمشاعر العمال, والغرباء, والصغار, والمرؤوسين؛ وذلك باحتقارهم, أو هضم حقوقهم أو ما شاكل ذلك.
ومن هذا القبيل قلة المراعاة للمخالفين والخصوم حال الردّ والمناقشة أو المجادلة، ولا يعني ذلك ترك الردّ أو قوّة الحجّة فيه، وإنما المقصود من ذلك ما يكون من الظلم، والزيادة، والبغي، والاستطالة.
ومن ذلك قلة المراعاة لمشاعر المراجعين من قبل بعض الموظفين؛ حيث يستقبلونهم بتثاقل, وبرود, ويقدمون لهم الخدمة بمِنّة وتباطؤ.
ومن ذلك قلة المراعاة لحقوق الأخوّة والصداقة, كقلّة التعاهد، والتزاور، وكالجفاء، وكثرة التجني، وما جرى مجرى ذلك.
ومن ذلك قلة المراعاة لمشاعر المريض أثناء زيارته, كحال من يذم الطبيب الذي يعالج المريض, أو الذي أجرى له العملية الجراحية, أو كحال من إذا زار المرضى أن يذكر لهم أقواماً أصيبوا بمثل ما أُصيبوا به فماتوا.
ومن مظاهر فقر المشاعر ما يقع بين جماعة المسجد الواحد؛ فهم يجتمعون لأشرف الغايات ألا وهي عبادة الله - عز وجل - بأداء الصلاة، وليحققوا مقصداً من أعظم مقاصد الدين ألا وهو الاجتماع، والألفة، والمحبة.
ومع ذلك تجد جماعة بعض المساجد لا يراعون هذا الجانب؛ فتجد أن العلاقة بين الإمام والمؤذّن وجماعة المسجد ضعيفة أو معدومة، بل ربما شاع بينهم كثرة الانتقاد، وكثرة اللوم والعتاب، وربما شاع بينهم القطيعة والبيْن.
وهذا مصداق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" (1) .
فالذي ينبغي لهؤلاء أن يقطعوا على الشيطان طريقه، وألا يسترسلوا مع الظنون السيئة؛ فينبغي للإمام أن يراعي مأموميه، وأن يرفق بهم، وأن يتحمل بعض ما يصدر منهم من جفاء أو كثرة اقتراحات، أو انتقاد.
كما ينبغي أن ينزلهم منازلهم، وأن يبادرهم بالسلام والتحية، خصوصاً كبار السن، ومن لهم قدر وجاه.
كما عليه أن يراعي مشاعر الصغار، والمقصرين، وأن يأخذ بأيديهم إلى الصلاح.
كما عليه أن يحفظ عرضه وذلك بالانضباط، والاعتذار حال المغيب، وأن يوكل الكفؤ إذا كان لديه عذر.
كما على المؤذن مثل ما على الإمام، وعليه أن يحسن علاقته بالإمام والمأمومين، وعليهما أن يهيّئا جو الخشوع والراحة للمصلين.
وبالمقابل فعلى جماعة المسجد أن يلتمسوا العذر للإمام والمؤذن في بعض الأمور، وعليهم المناصحة بالتي هي أحسن.
وإذا وفّقوا بإمام عاقل فليعَضّوا عليه بالنواجذ، وإذا رأوا من بعضهم إساءة في حقه فليوقفوا ذلك المسيء عند حدّه.
وعلى كل حال فالمسألة تحتاج إلى بسط؛ فإن مظاهر فقر المشاعر كثيرة وكل واحد مما مضى يحتاج إلى وتفصيل وعلاج.
وصفوة المقال: فإن مراعاة المشاعر منهج شرعي، ومطلب اجتماعي يحتاجه المعلم مع طلابه، وعميد الأسرة مع أهل بيته، كما يحتاجه القاضي في مقطع أحكامه، والعالم في تصدّيه للناس، والرئيس الأعلى في سياسته لرعيته.
بل ويحتاج إليه كل إنسان ما دام مدنياً بطبعه، ولا يستطيع أن يعيش في عزلة مطلقة.
وأخيراً لا تحتقر شيئاً مما يكسبك شكوراً، وتزداد به صحيفة أعمالك نوراً؛ فلا تحتقر كلمة طيبة، أو ابتسامة صادقة تنزلها رحمة على قلب إخوانك.
ولا تتهاون بملاطفة الصغير؛ فإنه سيكبر ولن ينسى لك ذلك الجميل، ولا يغبْ عن بالك مواساة العامل الغريب؛ فإنه يأنس بذلك، ويرتاح له، ولا تتوانَ أن تقول للناس حسناً ؛ فإن كنت تعرف من تقول له ذلك استملْت قلبه، وإن كنت لا تعرفه فقد أسعدْته، وكسبْت رضا ربك في ذلك كلّه.
بل لا تحتقر المكالمة الهاتفية، أو الرسالة البريدية، أو الجوّالية المسعدة المعبّرة، المذكّرة، المواسية، وتذكّر أن في "الكلمة الطيبة صدقة" واستحضر "أن تبسّمك في وجه أخيك صدقة".
و"لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلِق".
وبالجملة فالموضوع طويل، والحديث عنه ذو شجون، وما مضى إنما هي إشارات وذكرى و (الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).

مرومه العتيبيه
مرومه العتيبيه
مملكة الروح
أرواحنا وليست عقولنا هي مكمن وجودنا، وهي البعد الأرحب والأعمق في شخصياتنا. في أرواحنا تجتمع الروعة مع الغموض، ومنهما معاً تتولد الحيرة، والعالم حائر في أمر الروح اليوم، وحائر في التعامل معها. وقد مسّ أمة الإسلام في أيامنا هذه شيء من هذا وذاك. ليست مهمة الإيمان مقصورة على رسم الفضاء النظري لمعتقداتنا ورؤانا، وإنما أيضًا منحنا التميز في عالم فقد الإيمان ودخل عالم الشك والضياع. إن الإيمان بالله –تعالى- يمنحنا ميزة فورية هي صعوبة سجننا داخل معطيات مادية محدودة. إنه يخرجنا فورًا من العالم المحدود والمحسوس إلى عالم من غير حدود.
وذلك العالم عالم الروح وعالم الغيب. في العالم المادي يشعر الإنسان دائمًا بالانكماش والضعف، ويجد نفسه محاصرًا بالضرورات ومهددًا بنفاد الطاقة. لكن في عالم الروح الأمر مختلف، كل شيء يتمدد، ويتسع، ويكبر؛ فيشعر المؤمن بمدد لم يحسب حسابه يغمر كيانه كله بالنور والحبور.
هدفنا الأعظم نحن المسلمين أن نفوز برضوان الله –تعالى-، وهذا الفوز يشكل مرجعية وأولوية بالنسبة إلينا، بمعنى أن الذي يدخل البهجة على نفوسنا، ويغمر أرواحنا بالسرور النقي يجب أن يظل دائمًا في إطار محبوبات الله –تبارك وتعالى-، كما أن كل أشكال الارتقاء المادي وكل المغانم والمكاسب التي نحاول الحصول عليها يجب أن تتم داخل ذلك الإطار.
وهذه نقطة مفاصلة بيننا وبين الأمم الأخرى. إن الأمم التي تقود الحضارة اليوم قد أسست منذ مدة لوضعية فيها الكثير من المجافاة للروح؛ حيث الأولوية لرفاهية الجسد، وحيث الحكم لمنتجات العقل ومعطيات الخبرة والممارسة. وليس في إمكان القوم على المدى القريب فعل أفضل من ذلك ما داموا فقدوا المفاهيم والرمزيات التي تجعل استمداد الرؤى من الوحي شيئًا معقولاً أو مقبولاً. إن الإيمان يجعلنا ننظر بجدية إلى أن كل التحسينات التي ندخلها على بيئاتنا وعلى أوضاعنا العامة لا تشكل غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لمساعدتنا على تعميق صلتنا بالله –تعالى- وعلى النجاح في الابتلاء الذي كتب علينا في هذه الحياة.
إن مما يدعو إلى الأسف أن هذا المعنى المحوري قد لحقه الكثير من الحيف في هذه الأيام؛ حيث تعمل العولمة على إغراق وعينا بجزئيات وفرعيات وتفصيلات لا نهاية لها. ومع أن الاهتمام بالتفاصيل يظل علامة على الارتقاء؛ إلا أن ذلك يجب أن يكون في إطار الأصول والمبادئ الكلية، وإلا تحول إلى عامل يطمس ملامح توجهنا العام، فنفقد الغاية العظمى، وتصبح حركتنا في الحياة أشبه بكوكب فقد مداره. الخلاصة أن مواصفات زماننا التي تزداد رسوخًا وتعميمًا لا تخدم عالم الروح، ولا تلائم متطلبات الإيمان، وهذا يعني أن على المسلم الذي يريد أن يحيا وفق مبادئه وعقيدته أن يعوّد نفسه السباحة ضد التيار، وأن يمتلك طاقة استثنائية على التحمل والممانعة، ولدينا العديد من الآثار التي تدل على ما يلاقيه المتمسك بدينه في زمان كزماننا من عنت ومشقة، كما ورد ما يدل على عظم الأجر وجزالة المكافأة التي أعدها الله –تعالى- له.
لا يخفى علينا أننا في عالم يقدّس القوة على حساب الرحمة، ويحتفي بالمادي على حساب المعنوي، وينخرط في العاجل على حساب الآجل، وينظر إلى الطيبة على أنها نوع من السذاجة، وينظر إلى الحديث عن الأخلاق على أنه شيء ينزع إلى المثالية، والمتحدث عنها يستحق شيئًا من الإشفاق!. وفي عالم كهذا تكون الأحاديث حول الرجاء والخوف والمحاسبة والمناجاة والشوق إلى الله –تعالى- وتذكر الصراط والميزان والكوثر وشقاء جهنم... شيئاً يدل على العيش خارج العصر وبعيدًا عن دوائر الاهتمام. وهذا بالضبط ما يجعل مملكة الروح تبدو موحشة ومهجورة!.
إن المسلم في هذه الحياة يحتاج إلى أمور كثيرة، لعله يأتي في مقدمتها أمران: رؤية راشد مسددة للواقع بفرصه وإمكاناته وتحدياته... وطاقة تساعده على قطع طريق طويل مملوء بالصعاب والعقبات.
التفكير والتأمل والتثقف والحوار... أمور تساعد على تكوين الرؤى الجيدة. ويبقى علينا أن نتعلم كيف نحصل على مفتاح منجم الطاقة والقدرة المطلوبة.
إن الإيمان بالله –تعالى- حين يتجاوز وضعية القناعة العقلية ليصبح مصدرًا للشعور بمعية الله –تعالى- والأنس به والتوكل عليه والاستعانة به والثقة بما عنده... فإنه يصبح آنذاك المولّد الأساسي لروح المقاومة وروح المبادرة وروح الاستمرار لدى الإنسان المسلم.
الإيمان حتى يكون كذلك فإنه يحتاج إلى شيء غير الفكر وغير الثقافة، إنه يحتاج إلى التعبد والتنفل والإكثار من ذكر الله –تعالى- ومناجاته... ولا ريب أن من يفعل هذا يكون في الأساس قد صار أداء الواجبات وترك المعاصي شيئًا مالوفًا في حياته وموضع التزام صارم.
في هذا الإطار يقدم لنا شهر رمضان المبارك الذي نتفيأ ظلاله هذه الأيام الفرصة الذهبية لاستعادة شيء من أمجاد الروح السليبة. إن الصيام في حد ذاته هو إعلان من المسلم بأنه قادر لمدة شهر كامل أن يفتح قوسًا في سلسلة أنشطة تستهدف خدمة الجسد، وذلك من أجل إنعاش الروح. إن عالم ما بعد الحداثة يدفع بالناس للعيش في وسط مائع خال من القيود وغير محدود بحدود. ويأتي الصوم بحرفية توقيته من الفجر إلى المغرب ليمنح المسلم فرصة التأكيد على أن التدين الصحيح يوفر للمسلم ترياق المناعة ضد موجات التحديث التي تستهدف تفكيك المنظومة الفكرية والخلقية التي تساعدنا على أن نظل بشرًا أسوياء.
إن الاعتكاف قد بات بين السنن التي هجرها كثير من المسلمين مع أنه يوفر فرصة عظيمة لالتقاط الأنفاس اللاهثة خلف مكاسب مؤقتة، كما يوفر فرصة نادرة لإرواء أرواحنا الظامئة وتحريك عواطفنا الجامدة.
إن في إمكاننا أن نتخذ من رمضان مناسبة لمراجعة أحداث عام كامل ومن خلال تلك المراجعة فقد نتمكن من العودة إلى مملكة الروح ومغادرة عالم الوهم والسراب؛ فهل نحن فاعلون؟

تحقيق صحفي
الإعجاز العددي في القرآن