- ببضع كلمات حنونة و قبلتين و وعود كاذبة...
كلما إختليت بنفسي أجدني أفكرفي إجابة لنفس السؤال الذي دائما ما يحيرني و أعجز عن الإجابة عنه... من أنا ؟
بغض النظر عن أنه لي إسمين أميرة-أمينة وذلك لإختلاف الآراء.. عائلة أبي إختارت لي الإسم الأول و عائلة أمي إختارت لي الإسم الثاني و إني شاكرة لهم لأني فقط أجد نفسي أمينة و لا أتذكر يوما أني كنت أميرة.. أنتمي إلي أسرة بسيطة.. في ربيعي 23 .. أعمل كذا و كذا .. كلها أشياء معروفة لي و للجميع...
ولكن هذا ليس جوابا لسؤالي ..أريد أن أحدد من أنا كروح و كيف يراني الناس كشخص...
في كل مرة ألمح جانبا مختلفا من شخصيتي. أو بالأحرى أشعر أحيانا بأن بداخلي صراعا بين مجموعة من الفتيات (الشخصيات).. وكل واحدة منهن تريد أن تتقاتل لتسيطر على الأخريات و تظهر هي في الصورة.. هذا ما أتخيله ...
عندما أكون رفقة صديقاتي تظهر مني فتاة طائشة لا مبالية تضحك لا لشئ تتصرف بصبيانية و تتحدث في مواضيع تافهة كأنها دخلت توا في فترة المراهقة تستمع إلى حكايا صديقاتها اللواتي يتمتعن بنفس المواصفات من طيش و لا مبالاة ... تجمعنا مواضيع حول الموضة و عن التسوق و آخر مشترياتنا ..
و أحيانا تشتكي الواحدة منا من مشاكلها مع أسرتها أو في العمل.. وعلى البقية أن يساعدنها في إيجاد الحل لها وأحيانا نكتفي بمجرد الإصغاء.....
الشئ الوحيد الذي يحسب لها هي ثقة صديقاتها بها و إعتمادهن عليها و لا أذكر يوما أن إحداهن لجأت إليها و لم تكن عند حسن ظنها.. لكنها تشعر أحيانا بنوع من الإستغلال من طرفهن و خصوصا عندما تحتاج هي إلى مساعدة إحداهن لكن لا تجدها كما ينبغي أن تكون ...
ولكنها تتجاهل الأمر و تجد لهن عذرا و هذا موضوع آخر قد يطول شرحه... جميلة هي أحلامها الزهرية ورؤيتها المليئة بالتفائل و الأمل و سعيها أن تكون الأفضل بين صديقاتها ....
و في فترة الدوام أجدني فتاة قد بلغت من النضج المبتغى نادرا ما تظهر أسنانها و قليلا ما تتحدث.. تصرفاتها محسوبة رغم أنه لا حسيب و لا عتيب في مكان العمل غير الله عز وجل .. ولكنها تتصرف هكذا لقناعة الشخصية بأنه في العمل لا مجال العبث و المزاح.
هي مختلفة قليلا طموحاتها لاتتماشى مع ما تقوم به من عمل.. تريد مستقبل أكبر و لكنها لا تسعى لتحقيق ذلك فعليا و هذا أسوء ما فيها.. لا رغبة لها بالضحك قد تحتفظ بإبتسامة خفيفة على محياها فقط لكي تجامل زملائها و لكي لا يضجروا منها .. همها الأكبر أن تنهي ما يتوجب عليها القيام به على أحسن وجه و تنتظر الرابعة و النصف زوالا لتعود إلى البيت...
أما في المنزل فهناك دائما تقلبات و لكن غالبا ما تظهر فتاة ضحوكة ذات حيوية و نشاط و حركة في كل مكان ما عدا المطبخ ههه حقا هي فتاة كسولة لا علاقة لها بالطبخ والحلويات و جل ما تستطيع القيام به هو تحضير الشاي أو القهوى و هكذا .. وأحب أعمال المنزل الى قلبها هي تنظيف الأرضية خصوصا في فصل الصيف ... تستطيع أن تتحايل على أمها الغاضبة من هذا الوضع (الوضع = كوني فتاة لا يعول عليها في البيت.. لا أجيدالطهي و هكذا... )
ببضع كلمات حنونة و قبلتين و وعود كاذبة...
إنها فتاة لعوبة و مشاكسة... مناقشات مع الإخوة و مزاح مع الوالدين و قهقهات هنا و هناك ... نادرا ما تكون منعزلة في البيت و أحيانا مكتئبة ولكن غيابها يحدث فرقا و ينقص من حيوية المنزل..
و أحيانا تظهر لي فتاة أخرى تدمع عيناي و يقشعر بدني عند ذكرها أقل ما أقوله عنها أنني أكرهها بشدة و ما كرهت أحدا مثلها من قبل .. لا يعرفها أحد غيري أنا و لن تظهر لأحد سواي و هذا أبشع ما في الأمر.. أسأل الله العلي القدير أن لاأكونها أبدا و لو حتى للحظات...
و قليلا ما تظهر لي فتاةمتشائمة و مكتئبة مقتنعة بأنها لن تكون أوفر حظا ممن سبقوها.. لذلك فهي لا تسعى إلى تحسين وضعها وهي مكتفية بما هي عليه .. توهم نفسها بأنها في غنى عن الناس جميعا و لا تريد علاقات كثيرة.. تتمنى السكن بالقرب من الشاطئ لتستمتع بشروق الشمس و غروبها في كل يوم .. تخصص لنفسها من الكتب أوفى الأصدقاء بعيدا عن عالم يسوده الخداع و النفاق و الكثير من المشاعر السيئة....
و مؤخرا باتت تظهر لي فتاة أخرى لم أعهدها من قبل ... تتطلع إلى أن تغدو أما مثالية و زوجة رائعة....
حقا إن الإنسان يتغير على مر السنين قبل بضع سنوات كنت أسخر من كل فتاة تردد : لا رغبة لي بالدراسة و كل ما أتمناه زوج وسيم وبيت جميل و حياة مليئة بالحب و الهدوء.
ههه كنت أضحك هكذا معتبرة أن الزواج شئ ثانوي فقد كان همي الأول الدراسة و مشاريع أخرى كنت أحسبها ستكون مستقبلي..
أصبح الأمر مختلفا الآن فحتى وإن كنت فتاة لا تفكر في الزواج إلا نادرا ففي مجتمع كالذي أنا أعيش فيه سأضطر إلى أن أغير تفكيري
ما إن تبلغ الفتاة سن الزواجحتى تبدأ الأسئلة بالتهاطل عليها كالمطر كلها أسئلة عن نفس الموضوع ... الزواج. لدرجة أنك إن إختفيت قليلا عن الساحة .. أول سؤال يطرح عليك عند عودتك..
(فين هاد الغبور واش تزوجتي؟) = أين إختفيت ؟ هل تزوجت؟
كأننا خلقنا فقط لهذا الأمر ولكن على كل حال يجب مسايرة البشر و المحاولة قدر الإمكان العيش بسلام و التأقلم مع أناس يسعون سعيهم لاستفزازك و تعكير صفو مزاجك...
أم ... تحدثت كثيرا بدون فائدة ههه
ويبقى سؤالي دائما مطروحا ...من أكون ؟
قد أكون مزيجا من كل هذه الشخصيات .. و ربما تكون شخصيتي لم تكتمل بعد و لكن السنين كفيلة بأن تظهر لي من أكون حقيقة..
أتمنى أن لا أكون قد أطلت الموضوع عليكن يا فراشات..
المهم أتمنى أن تشاركنني الموضوع بطرح خواطركن أو قصائدكن أو أي كلمات تشعرن بها عند طرح السؤال.. من أكون؟
أتمنى أن تعجبكم الفكرة ولاتبخلوا علي بإبداعكن...
دمتن سالمات
أشكرك بوريانا ،أميرة ، أمينة ههه
لي عودة إن شاء الله إلى هذا الجمال
لك التقييم *****
وكل ودي ..
دخلت بسرعة وسأخرج حاليا ..