كلنا لها
17-08-2022 - 04:14 am
من قصص الموت
من كتاب.. لا تحزن ل د/ عائض القرني
ذكر الشيخ علي الطنطاوي في سماعاته ومشاهداته: أنه كان بأرض
الشام رجل له سيارة لوري, فركب معه رجل في ظهر السيارة, وكان
في ظهر السيارة نعش مهياً للأموات, وعلى هذا النعش شراع لوقت
الحاجة, فأمطرت السماء وسال الماء فقام هذا الراكب فدخل في النعش
وتغطى بالشراع وركب آخر فصعد في ظهر الشاحنة بجانب النعش, ولا
يعلم أن في النعش أحداً, وأستمر نزول الغيث, وهذا الرجل الراكب الثاني
يظن أنه وحده في ظهر السيارة, وفجأة يخرج هذا الرجل يده من النعش,
ليرى: هل كف الغيث أم لا؟ ولما أخرج يده أخذ يلوح بها, فأخذ هذا الراكب
الثاني الهلع والجزع والخوف, وظن أن هذا الميت قد عاد حياً فنسي نفسه
وسقط من السيارة, فوقع على أم رأسهِ فمات.
وهكذا كتب الله أن يكون أجل هذآ بهذه الطريقة, وأن يكون الموت بهذه الوسيلة.
كلُّ شيء بقضاء وقَدَرْ...... والمنايا عِبَرٌ أيُّ عِبَرْ
وعلى العبد أن يتذكر دائماً أنه يحمل الموت, وأنه يسعى إلى الموت وأنه
ينتظر الموت صباح مساء, وماأحسن الكلمة الرائقة الرائعة التي قالها
علي ابن أبي طالب- رضي الله عنه- وهو يقول (( أن اللآخرة قد ارتحلت
مقبلة, وأن الدنيا قد ارتحلت مُدبرة, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا
من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغداً حساب بلا عمل))
وهذا يفيدنا أن على الأنسان أن يتهيأ وأن يتجهز وأن يصلح من حاله,
وأن يُجدد توبته, وأن يتعامل مع ربِّ كريمقوي عظيم لطيف.
أن الموت لا يستأذن على أحد, ولا يحابي أحداً, ولا يجامل, وليس
للموت إنذار مبكر يخبر به الناس { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِب غَداً
وَمَا تَدرْي نَفْسٌ بِأيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.
سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم