- تقول الاحصائيات والبحوث في هذا المجال ان اسباب قلة الأسئلة:
- فالتساؤل:
- س: لماذا يبكي الطفل في هذه اللوحة؟
- ويمكن ان نصنف الاسئلة ايضا على نحو آخر.الاسئلة:
- الذي طرحته منذ فترة ليست ببعيدة هنا في قسم البحث العلمي,,
مرحبا بالجميع
كيف حالكن اليوم يالفراشات,,
موضوع طرح الأسئلة، واقترح اسم “التساؤل”، موضوع جديد على الدراسات البحثية نسبياً
رغم ما له من اهمية بالغة.بل ان اغلبنا لا يشجع عليه ويقفون منه موقفا سلبيا,,
الانسان يبدأ طفولته صفر المعلومات . غير ان له قدرة استطلاعية وفضول استكشافي كبير. في مجتمعاتنا، يفتر الطفل بعد زمن قصير من ممارسة عملية السؤال، وتقل قابليته وحماسه لسؤال والديه ومن يحيط به في عالمه الصغير. ونلاحظ كم يتكرر سؤال “لماذا” على لسان الاطفال فيما بعد عمر السنة والنصف. وحسب تجاوب العائلة مع هذا الحماس، قد يستمر الطفل أو يتوقف عن هذه اللعبة الجديدة. فربما كان جواب احد اسئلته:
- الامر هكذا
- الله هو السبب
- لا تسأل مرة اخرى عن هذا الامر
- لا يجوز السؤال عن هذا
أو يلفت انتباهه بعيدا عن جو السؤال أو يلفق عليه الجواب ويكون ذلك مما يبقي اثرا سلبيا في تفكيره طيلة حياته. وقد كان هذا التلفيق هروبا او كسلا من تقديم شيئ يرضي هذا الشغف.
وبمجرد ان يكبر، ويلتقي الانسان بالكبار من العائلة والكبار أساتذة في المدرسة و رجال دين وجيراناً نساء ورجالاً، يبدأ بكسب عادات المجتمع في التساؤل بسلبياتها وايجابياتها هذا اذا لم يزجر عن التساؤل أو يسخر منه .
غالباً ما يفهم المرء، أن هناك معلومات جاهزة لنا توجد لدى من حفظها وتعلمها وقرأها في الكتب. وغالبا ما تقدم هذه المعلومات الجاهزة تلقينا أو يسأل من يعرفها فتعطى كما هي وينتهي السؤال، أو يبحث عنها بنفسه – وغالبا ما يكون البحث رغما عنا في مجتمعاتنا في العالم الثالث.
اذا كان السائل ارفع درجة من المسؤول – الاستاذ والطالب والرئيس والمرؤوس – وقع المسؤول في نفسية الاحراج. و اذا قلبنا الامر، كان السائل دائما ينظر اليه على انه غبي.
التساؤل يحتاج لرغبة فيه من قبل السائل ويحتاج ايضا لشجاعة وجسارة في بعض الاحيان.
تقول الاحصائيات والبحوث في هذا المجال ان اسباب قلة الأسئلة:
- عدم توفر المهارة لدى الناس
- عدم توفر الجو العام – او الاقتناع بذلك
- تربيتنا التي تعلمنا ان السؤال قد يكون قلة ادب مع الاخرين حتى ولو كانوا موضعا للسؤال كالمدرسين والذين يلقون الخطابات بانواعها.
تنبه اليوم خبراء التعلم والتعليم الى اهمية التساؤل. التساؤل يمكن أن يكون افضل وسيلة في هذا المجال. لم يعد اسلوب تلقين المعلومات واسترجاعها ينتج لنا مفكرين وعلماء ومخترعين. لم يعد ينتج غير موظفين قليلي الابداع وقليلا ما يربطون بين ما حفظوا من معلومات وبين مشكلات الحياة والواقع. لنتصور كيف كان وجه العالم اليوم لو لم يسأل اينشتاين عن فيزياء نيوتن عن اجابات لم تدرس له في الكتب. وكيف سيكون وجه العالم لو لم يسأل أديسون – صاحب الثلاثة آلاف اختراع – ولم لم يسأل فرانسيس بيكون ودافينشي ودالتون وبقية العلماء والمكتشفين والمخترعين؟
عملية التعليم والتعلم بالتساؤل تفجر كوامن العقل الانساني و تفتح بوابات الابداع ليس ذلك في الجو المدرسي والأكاديمي فحسب.
فالتساؤل:
- يصقل مهارات التفكير
- يخبرنا عن مستوى فهمنا كمتعلمين ومعلمين
- يبقى المعلومات لدينا بشكل اكثر ثباتا
- يربط بين المعلومات التي نعرف ويمازج بينها
- يضاعف من نوعية الفضول والشغف المعرفي
- يدخلنا في تحديات علمية جديدة
- يزيدنا متعة في تداول المعلومات
- يفتح افاقاً جديدة للكشف والتطوير وايجاد الحلول
- يجعلنا نتمرد على ما هو موجود من المعلومات ويبعثنا للبحث عما لم يعلم
ولو نظرنا الى انواع الاسئلة فيمكن ان تصنف الأسئلة على هذا النحو:- العادية: اسئلة عن كيفية القيام بعض المهام، اسئلة عن المعلومات الموجودة عند الغير ولا يعرفها السائل مثل اسئلة الطفل.
س: بابا، اين ذهبت اختى؟
- الاستفسارية: الاسئلة التي يعرف السائل فيها ان المسؤول لا يعرف الجواب عليها فتفتح استثارات الى مزيد من البحث مثل اسئلة المشاكل وحلولها.
س: لماذا توقفت السيارة عن العمل اليوم؟
- المعقدة: الاسئلة التي تنطوي فيها علاقات وتركيبات او يمكن ان تبسط الى اكثر من سؤال.
س: هل توقفت عن تدخين السجائر؟ وهنا يفترض ان المسؤول يدخن السجائر وهو يسأله عن التوقف!
- المغلقة: الاسئلة التي جوابها “نعم” و “لا” او الجواب القصير الذي لا يثير المزيد من الاسئلة. هذا النوع من الاسئلة يطلب اجابات موجودة وما الاجابة الا عملية استرجاع للمعلومات. وغالبا ما يؤثر المحيط العام على جعل الاسئلة مغلقة.
س: ما هي عاصمة البرازيل؟
- المفتوحة: هي الاسئلة المشجعة على الكثير من الاسئلة الاخرى. هذه الاسئلة عادة تتطلب تفكيرا اكثر تركيزاً وعمقاً.
س: كيف يمكن توفير بديل عن السيارات لا يحتاج الى الشوارع ويقلل من الحوادث؟
- الانشائية: اسئلة لا يطلب فيها الجواب ولكن الجواب نوع من التعبير وانعكاسات لما في نفس المسؤول.
س: لماذا يبكي الطفل في هذه اللوحة؟
- المنطقية: هي الاسئلة التي تقدم استدلالات وتوجيهات مساندة للحكم على الامور. هذه الاسئلة يجب ان تستخدم بحذر والا قادت الى نتائج قد لا تكون صحيحة. ممكن ان تكون الاسئلة للتوضيح، لطرح افتراضات، للبحث عن السبب والمسبب، للبحث عن النتائج، لتغيير وجهات النظر و للتسآل عن السؤال نفسه احيانا.
س: ما الذي نفترضه ضمنا في هذه الحالة؟
- التفريعية: هي الاسئلة التي تنتهي الى تفريع الاجابات وتساعد على استخراج وجهات نظر مختلفة.
س: ما هي الطرق التي يمكن توظيفها لتخفيف درجة حرارة الجو؟
هذه التصنيفات من الاسئلة متداخلة. فيمكن ان يكون هناك – مثلا – سؤال منطقي ومفتوح او منطقي وملغق.
ويمكن ان نصنف الاسئلة ايضا على نحو آخر.الاسئلة:
- الاسئلة الاستنتاجية: وهي اسئلة لا تبحث عن المعلومات الظاهرة ولكن تبحث عن ماوراء المعلومات التبسيطة ومحاولة استنتاج معلومات اخرى اكثر عمقا. مثل النظر الى قطعة اثرية عليها رسومات. وجودها في قبر احد الموتى ووجود جرج في جسمه لونه يشبه لون الرسم على القطعة؟
الكثير من الاسئلة يمكن ان يخرج بنتائح ليست في الحسبان عند النظرة الأولى.
- الاسئلة التفسيرية: وهي اسئلة تعميق ايضا مثل الاستنتاجية ولكن تقود الى الربط بين المعلومات ومحاولة فض غموض ظاهرة من خلال التحليل. في الاسئلة الاستنتاجية نحاول الوصول الى نتيجة من خلال الدلالات ولكن هنا – وقد نعتبر التفسيرية نوعا يغطي الاستنتاجية – التفسيرية قد لا تقدم نتائج لاسباب.
- الاسئلة الانتقالية: وهي اسئلة غير تعميقية ولكن اسئلة تحول مجرى التفكير الى وجهة نظر او موضوع اخر. مثل ان يسأل المرء عن تصرف لو كان في مكان رئيس شركة ما.
- الاسئلة الافتراضية: وهي اسئلة ليست تعميقية مثل التفسيرية والاستنتاجية. في الحالة، تقدم افتراضات لحلول المشكلات ومحاولة تفسير الظواهر.
- الاسئلة الانعكاسية : الاسئلة المعكوسة من اسئلة اخرى. مثال ذلك كأن تقول: هل من اكتشف امريكا هو كولومبس؟ فيكون معكوسه: وهل اكتشف امريكا غير كولومبس؟
لكل من هذه الاسئلة دور في الكشف والتقليب والتحليل. يمكن ان تجتمع و تختلف ولكن العبرة بما تخرج من الابداع.
رغم ان موضوع التساؤل موضوع قليل الطرق وحديث نسبيا إلا ان هناك من البرمجيات والتقنيات ما صمم ليساهم في عملية التساؤل والخروج بنتاج فعالة
منها:- قبعات التفكير الست ل ادرواد دي بونو
Six Hats Thinking by Edward De Bono
- Bloom’s Taxonomy of Thinking
- Thinker Keys
- Question Matrix
الذي طرحته منذ فترة ليست ببعيدة هنا في قسم البحث العلمي,,
الاسئلة تزيل عادة هيمنة الشعور بالثقة بما نعرف من معلومات. ونحن في عصر يكشف لنا انه كلما تعلمنا شيئا، عرفنا اننا لا نعلم الا القليل. كم يفسد الشعور بالثقة تطور حياتنا ويزيد في جمودنا في اماكننا دون حراك
!
بدأ العالم الآن يدرس فن التساؤل في المدارس ومجتمعات العمل والشركات. هناك مهارات ونظريات في التعامل مع الطلاب اثناء تدريبهم على التساؤل. المدرسون يجب ان يتوقفوا عن ان يسألوا عن معلومات لتحفظ وتكتب في ورقة الامتحان . يجب ان تكون هناك اسئلة خلاقة تبحث عن ما وراء الكتاب. كلنا يذكر ان الطالب الذي يسأل نفسه قبل الامتحان، بلا مفاجئة، هو من يدرك اعلى الدرجات – ليس عند المدرسين جميعا فهناك من يخطؤك ان لم تقل ما في ذهنه! المدارس الخلاقة، تعلم الناس كيف ينجحون، ليس في المواد الدراسية التي يدرسونها ولكن ليخرجوا الى الحياة ناجحين ومبدعين.
اليوم اخواتي الفراشات، مازلنا نتجادل عن مناهج التعليم. هناك الكثير من امور حياتنا لا نعيه. هناك الكثير من ما يسمى بالمسكوت عنه غير المسؤول فيه. كثير من مشكلاتنا تحتاج ان نبدأ بالتساؤل في كل شئ. قلة الابداع في مجتمعات العالم الثالث، احد اسبابها، ان لم يكن اهمها، هو عدم شيوع ظاهرة التساؤل. كثيرا ما نسيئ التصرف ونخطئ في قرارات هامة في حياتنا ونتأخر – أكثر مما نحن متأخرون – وذلك لاننا لا نسأل.
لمزيد من الاطلاع:- Wolf, Dennis Palmer. “The Art of Questioning.”
- Joe Painter.” Questioning techniques for gifted students”
- Karron G. Lewis, Phd. “Developing Questioning Skills”
الى لقاء جديد بأذن الله
دمتن بخير وصحه وسلام,,