هجر البيوت الزوجيه

خطراً ينذر بتحوله الى ظاهرة اجتماعية تهدد الاسر واللبنة الاساسية في بناء المجتمع. واود هنا ان اقول ان البيت بمثابة الوطن للانسان ولا اظن ان شخصاً يختار الهجرة من وطنه الا لاسباب قاهرة وبما ان المرأة هي ملكة هذا الوطن/ البيت فلابد ان تعرف ان دورها كبير في دفع الرجل الى مغادرة البيت وهجرها. وقدرتها عظيمة في منع ذلك ان اتاحت لنفسها فرصة التفكير بموضوعية وبشيء من التجرد.
فهناك امور ينشدها الرجل في بيته مثل حسن الاستقبال، وعدم طرح المشاكل ومناقشتها عند عودته للبيت، واختيار الاوقات المناسبة للنقاش او طلب اي شيء. والتجديد في تقديم اصناف الطعام دون الاتصال بالزوج وسؤاله: (ماذا تريد على الاكل)؟ لأن هذا السؤال قد يستفز الرجل!
كما ان الاهتمام باجواء البيت والتغيير من شكل (ديكور) البيت بدءاً من الاثاث ومواقعه واضفاء لمسات من الورد واللوحات له اثره الايجابي على النفسية، وكذلك التجديد في الملبس والمظهر بما يثير اهتمام الرجل ونظره، والبعد عن الشكوى المستمرة والتذمر ، وعدم التقليل من شأن الرجل ودوره او من بذله وعطائه مهما قل او كثر.
كما ان لعبارات التشجيع وبث الحماس في نفس الزوج اثراً في احساسه بان زوجته تشعر به وتشاركه احلامه وطموحاته حتى وان لم يفصح عنها. لكنه يحتاج الى دعم شريكته ووقوفها الى جواره في السراء والضراء وتدعو له.
والرجل بطبعه يحب ان يشعر بان زوجته تقدره تحتاج اليه والى حمايته لذا لابد ان تشعره المرأة بذلك حتى وان كانت مقتدرة او مستقلة ماديا فذلك لا يسقط مكانة الرجل كرب للأسرة.
وانني في هذا الموضع اتحدث عن الحالات السوية من الرجال ولا اتحدث عن الرجل الذي يعيش عالة على المرأة ويستولي على اموالها.
وللمرأة دور كبير في تحقيق الاستقرار لزوجها وبيتها لو تحلت بكثير من الحكمة في معالجة شؤون بيتها فلا تجعل اطرافاً اخرى تتدخل في حل مشاكل البيت الزوجي ولا تخرج اسرار البيت والخلافات التي تحدث فيجدها الزوج حديث اهل الزوجة او الاصدقاء او اهله.. فالرجل يحب ان يشعر بحرص المرأة على بيتها واحترامها لخصوصية ما يحدث في ذلك البيت كما يحب ان يشعر بحرص زوجته على ماله فلا تبدده في مواضع لا لزوم لها. ويحتاج الرجل من شريكة حياته ان تهتم بصحته وحاجاته، وتتجنب السخرية منه وهز صورته امام الاخرين او امام اولاده بالتطاول عليه وبرفع الصوت والتجرؤ بكلام سيئ عليه او حتى الخلاف معه امام مرأى الابناء ومسمعهم فلذلك اثره السلبي على نفسيات الابناء وتشويه صورة الاب الموجه والقائد الذي يعتمد عليه الابناء ويحتمون به خاصة حينما يكون الخلاف على امر يخص تربية الابناء او اتخاذ قرار بشأن ذلك. وان اختلفت وجهة نظر الزوجة عن وجهة نظر الزوج/ الاب فلتكن مناقشة ذلك بينهما. لان اي خلاف امام الابناء له اثره السيئ ايضاً على علاقة الزوجين ببعضهما البعض. ان احتياجات الرجل تظل بسيطة امام القدرات التي لدى المرأة. وان لم تفطن الزوجة للامور الجاذبة للرجل سوف تحصد ما تزرعه من منغصات ومشاكل وسوء معاملة وعجرفة ستجد نفسها بعدها وقد استيقظت على مشكلة هجران الزوج لها ولبيئة حياتها الزوجية هارباً متلمساً للهدوء والراحة حتى يستطيع ان يكابد في عناء الحياة وطلب الرزق الذي اصبح محفوفاً بالكثير من الجهد والتعب والمعاناة، وانني هنا لا أبرر بهذا السرد هروب الرجل وهجرته للبيت الزوجي ولكن احاول القاء بعض ضوء على العوامل التي قد تساهم في وصوله الى درجة الاحباط والضجر اللذين يدفعانه لهجر البيت.
التوقيع