هدوء ما قبل ال

هدوء ما قبل العاصفة
تهب الرياح عاصفة كل ما معها
و أنا من ضمن ما تعصفه
إن اقتربت مني النسمة
ستقتلني وتدفعي بالهاوية
سأصبح معلقه بين الأرض والسماء
تماما كالخردة التي لا فائدة منها فترمى
يروني هادئة منعزلة في زاوية
ولكن بداخلي تعصف العواصف
وبركان يتوق للانفجار
وتتكون السيول
ويحرق جوفي بالبروق
وتصم أذني بالرعود
يا ترى متى ينفجر البركان؟
حتى ذلك الحين سأظل كما أنا
فانا هدوء ما قبل العاصفة
ولكن كما يبدو سأتحول لعاصفة ما بعد الهدوء
لماذا السعادة فانية؟
والعذاب خالد
لماذا تتحطم القلوب وتغرق في العذاب؟
كما تتحطم السفن وتغرق في غدر البحار
لماذا الكلام يجرح ويطعن كالسيف المسلول؟
ولكن جرحه وطعنه اشد أثرا وإيلاما من السيف
لماذا هم يتقافزون كالسعادين؟
بينما أنا كالطير المسجون
الذي يرون صياحه وعذابه
تغريدا وشاعريه تلهم الشعراء
مهما حدث ومهما فعلوا سأظل هدوء ما قبل العاصفة
سأبقى الجبل الذي لا تهزه الرياح
سأبقى النهر الذي لا يتوقف عن الجريان
لماذا يبادلون الجفاء بينما أبادلهم الحب؟
الحب ما هو الحب؟
اهو وهم وخيال؟
أم حقيقة وواقع لم وان أجربه؟
اقسم بالعلي العظيم أني إنسانه
لا أريدكم أن تفهموني
فقط حنوا علي
قد أبدو قويه من الخارج
ولكني هشة من الداخل
طول حياتي كان يقال لي الكتاب لا يقرئ من عنوانه
لكني لم أعي هذه الحكمة
اجل حكمه
أما ألان فانا أعي جيدا المغزى من الحكمة
يروني قوية ولكني ضعيفة
يروني هادئة ولكني عاصفة
يروني مرحه ولكن محطمه
يا لسخرية الأقدار
فانا رمز الأمل لمن حولي
ولكني الإحباط بعينه
اشعر برغبة بالانتحار
ولكنهم وفروا علي هذا المجهود
نعم وفروه فانا هدوء ما قبل العاصفة
قد لا أتحول لعاصفة ما بعد الهدوء
ولكن هدوء تموت بالدقيقة ألف
مرحها
ضحكتها
جديتها
حزنها
أملها
جنونها
عذابها
هلاكها
سينهي هذا كله
فهدوء بدأت بالاختفاء
وعما قريب لن يعود لها وجود
ستموت هدوء
ويموت معها كل ما يشقاها
ستموت هدوء
ويموت معها العذاب الأبدي
أخيرا حان الوقت
اجل حان ولكن أي وقت؟
انه الوقت الذي تفارق فيها هدوء
عصر الغدر والألم والعذاب
وسيتحول هذا العصر برحيلها
من الخيانة إلي الوفاء
قد لا تتحول لعاصفة ما بعد الهدوء
ولكنها ستختفي إلى الأبد