هل تعرفين كيف تستثمري صيام النفس

1. ولم يعد الذهاب إلى طبيب الصحة النفسية أو أخصائي العلاج


2. الضبط الذاتي


3. الصبر والتحمل


4. التفكك النوعي للحيل النفسي ة


5. للجميع تفرح النفس


6. ليلة القدر


7. نفسية الطفل


8. استثمار صوم النفس


9. ويحدث هذا نتيجة:


10. فصوم النفس تبدأ آثاره مبكرا:


11. 4 مشاكل الازواج.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخلو نفس من متاعب، فالنفس البشرية تواجه شتى المواقف والمشاعر منها الرقيقة ومنها الغليظة، ومنها التوتر والقلق بالإضافة إلى الصدمات غير المتوقعة التي تؤدي بنسبة لا بأس بها إلى اضطرابات نفسية.

ولم يعد الذهاب إلى طبيب الصحة النفسية أو أخصائي العلاج

شيئا غريبا أو غير مألوف، بل أصبح أمرا عاديا خاصة في أيامنا هذه، وما تتميز به حياة العصر من ضغوطات سياسية واجتماعية واقتصادية تنعكس جميعها على حالتنا النفسية ومن ثم حيويتنا وإقبالنا على الحياة.
ولعل من أهم أساليب العلاج النفسي هو الجانب الديني وتقوية الإيمان والرجوع إلى الله عز وجل، ولهذا فإن شهر رمضان بأجوائه الدينية والروحانية فرصة لمن يعاين بعض الأمور التي تشكل ضغطا نفسيا عصبيا عليه لأنه يساعد على التخلص منها.
يوضح استشاري العلاج النفسي والسلوكي الدكتور حسن عيدي ان الصيام تكليف شرعي حتى لا يفوت الإنسان على نفسه فرصة ثمينة للرعاية الصحية وعلاج النفس، إذا ما أدركنا حقيقة الصوم وان الصيام ليس عن الطعام والشراب فقط، بل انه صيام النفس أيضا.. كيف؟ يقول:
إنه حب النفس أو استحبابها وحب ممارسة العمل الطيب، والكلمة الطيبة، والأفكار الخيرة، وابتعاد النفس عن القول والفعل السيئ، وأيام وليالي رمضان وساعاته هي الأفضل لذلك، حيث يشعر الصائم بالهدوء والراحة النفسية، وتفرحه الأشياء اليومية الصغيرة فيسعد بها ويشعر بقيمتها، كما انه يتذوق الطعام عند الإفطار ويستطعمه فيقدر هذه النعمة، ومن الأطعمة ما هو مستحب في رمضان وله انطباع خاص مرتبط بالشهر وروحانيته، وهي تلك الأطعمة التي اعتدنا عليها في رمضان، مثل المحلبية، التشريب (الثريد)، ولهذا ننصح ربات البيوت بالحرص عليها وألا يسعين جاهدات لإعداد الأصناف الجديدة، فمازالت أصناف الطعام القديمة معروفة ومرغوبة وطعمها يذكرنا بليالي رمضان ومعانيه وروحانيته لأنه مرتبط بالذاكرة والنفس.
كذلك فإن التجمع الأسري ساعة الإفطار واللقاءات الاجتماعية فسحة نفسية مريحة، فتتنبه النفس الى معان جميلة كالتسامح والعفو والالفة والصبر وصلة الرحم، حتى ان الصائم يتسامح مع نفسه ولا يثقلها بالهموم والتنازع. بالاضافة الى قراءة القرآن التي تسمو بالنفس وترتقي بها. هذا عدا النظام الذي نلتزم به، مما يريح ليس فقط النفس بل الابدان ايضا.

الضبط الذاتي

الصوم النفسي يعني ان الصائم يتحكم في المدخلات والمثيرات العصبية، وتكون له القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من اثارة الانفعال لديه، وتسمى هذه الحالة 'الحرمان الحسي'. وينتج عنها تأثيرات ايجابية على عمليات النشاط العقلي، مثل:

• يكون للصائم قدرات عالية من الصفاء والتوازن النفسي تساعده على التأمل.
• تكون له القدرة على التفكير المترابط.

والتفسير البيولوجي لذلك، ان الصبر على الجوع يحسن من مستوى مادة السيروتونين (محذرات الالم الطبيعية التي يفرزها المخ)، وهي مجموعتان:
1 - الاندروفين: وهي عبارة عن 31 حمضا امينيا من الغدة النخامية، وهي مهدئة وتسكن الألم اقوى من العقاقير الصناعية بمرات.
2 - الانكفالين: وهي مجموعة من خمسة احماض امينية وتوجد في نهايات الاعصاب.
ولكي يستمر افراز هذه المواد الطبيعية المسكنة والمزيلة للألم والاكتئاب لا بد ان يمر الصائم بخبرات الحرمان الحسي.

الصبر والتحمل

يعد الصيام تدريبا يوميا عمليا ومنتظما على الحرمان الحسي وتحمل الجوع ومقاومة الرغبات، مما يساعده على:

• تغيير افكاره واتجاهاته بصورة عملية وتطبيقية.
• ضبط وتنظيم المراكز العصبية المسؤولة عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية من طعام وجنس.
• ضبط وتنظيم الدوائر العصبية والشبكات الترابطية الاحدث والتي تشمل التفكير، الخيال، توجيه السلوك.

التفكك النوعي للحيل النفسي ة

يساعد الصوم كتدريب عملي على الحرمان وتحمل الجوع والامتناع عن الرغبات، وهذا بدوره يؤدي الى تفكك نوعي للحيل النفسية، وهي حيل واساليب لا شعورية يلجأ اليها الانسان لتشويه الواقع الذي لا يريد ان يقبله او يواجهه بصدق، وذلك حتى يتخلص من المسؤولية والتوتر والقلق الناتج عن رؤية الحقيقة التي تهدد امنه النفسي وتقلل احترامه لذاته.
هذه الحيل تعيق تنمية الانسان وتوازنه النفسي، لكنها تضعف خلال الصوم المنتظم (عملية الحرمان والصبر) ومع التدريب المنتظم خلال الشهر تنهار تلك الحيل خصوصا كلما زاد الانسان في صبره وثباته، فالصيام المنتظم يزيد من الترابط بين التفكير الواعي والعقل الباطن، وهذا يسمى عملية تغيير النفس واعادة تنسيق المعلومات.
مناسبات سعادة

للجميع تفرح النفس

ليلة القدر

• ينتظرها الصائمون ويستعدون لها وكذلك الشباب.
• تأتي لتتوج النفس برضاها للاستمرار على الخلق والصفات الحميدة.
• تؤكد على الصدق والثبات على المعاني الجميلة الراقية التي مارسها الصائم.
• ليلة نفسية مباركة فيها رحمة للنفس لما تشع من صدق وتقرب الى الله بالمغفرة وأملا بالفوز بالجنة والسعادة الأبدية.

نفسية الطفل

• يتربى الطفل نفسيا على الأجواء الهادئة والأخلاق الكريمة مما يراه من والديه والمجتمع وفي المسجد والصلوات والأدعية في رمضان.
• يسعد الطفل بالتجمع بانتظام على مائدة الافطار والسحور ومشاركته الفعلية في النشاطات اليومية والعبادات.

غذاء للنفس
التعود على التحكم في الرغبات يقوي الارادة ويعيد صياغة النفس، ويؤدي هذا الى تحفيز بعض المراكز في الدماغ:

• تتحسن الذاكرة
• تزيد الثقة بالنفس
• تتحسن القدرات والمهارات (اطلاق لطاقات العقل)

إعادة برمجة العقل
الانتظام في الصوم يساعد الانسان على الخروج من دوامة الصراع اليومي، التوتر، اهدار الطاقات النفسية والذهنية، ويعمل على اصدار اوامر للعقل بالتسامح والعفو. وهذا يؤدي الى:
1 ) رقي وتعديل مستمر للحوار الذاتي.
فما يقوله الفرد لنفسه طوال اليوم من كلمات وحوار يؤثر في افكاره وسلوكياته وانفعالاته.
ولأن الصائم يكون في حالة صفاء ذهن وهدوء نفسي فهي فرصة لغرس معاني وعبارات هادئة ومحفزة ومؤثرة في النفس، والتخلص من الافكار والعبادات السلبية المثبطة.
2 ) التعلم والتدريب المنتظم
ويتم من خلال:

• الاستمرار
• التعلم بالتدرج
• التعلم بالمشاركة الفعالة والممارسة
• استخدام اسلوب توزيع التعلم

3) الصوم النفسي:
وهو نظام شامل يتدرب عليه الصائم بإعادة برمجة الجهاز العصبي والسلوكي، تعديل التفكير والتأمل، تغيير النفس والتخلص من الانفعالات، ردة الفعل، الاضطرابات النفسية واطلاق طاقات العقل.

استثمار صوم النفس

والمسلم الذكي هو الذي يعرف كيف يستثمر صوم النفس، وذلك من خلال عدة امور:

• 1 علاج الحالات النفسية:
• ومنها حالات الفصام، حيث وجد ان مريض الفصام يكون اهدأ نفسيا خلال الصوم، كما ان الصوم يخلصه من الشعور بالارهاق والاحساس بالاجهاد.
• الاكتئاب ومشاعر الاحباط.

ويحدث هذا نتيجة:

• ازدياد رغبات الفرد وتضخم شهواته. فتؤدي كثرة الاختيارات وتعدد الاستجابات الى عدم السيطرة على غريزة التملك والرغبات.
• يؤدي عدم خفض الاختيارات والتحكم في الرغبات الى تزايد الاحساس بالكآبة وارتفاع معدلات مرضى الاكتئاب ومشاعر الاحباط نتيجة الافراط في الاختيارات وعدم القناعة. ومعظم افراد المجتمع لا يعرفون طريقة لضبط شهواتهم وخفض رغباتهم وخفض الاختيارات المتاحة، والعلاج يكون بالتدريب خلال الصوم على:
• اسلوب الضبط الذاتي للرغبات والشهوات وبالتالي الغرائز.
• ضبط الانفعالات.
• بالنتيجة تعديل السلوك.
• 2 الاقلاع عن التدخين والكحول (رجالا ونساء):

حيث وجد ان الكثيرين من المدخنين ينتبهون لذلك قبل رمضان ويبدأون بالتركيز على التغيير للعمل على التخلص من هذه العادات.

فصوم النفس تبدأ آثاره مبكرا:

• يشعر بقدراته وقواه الخفية تستنهض.
• يكون اكثر ثقة بالنفس.
• تتهذب نفسه وتهدأ.
• يكون منسجما مع نفسه وذاته.
• يريد لذاته ان تحيا حياة صحية.

وهكذا يبدأ المدخن الانقلاب على وضعه ولا يرضاه لنفسه فيبدو قويا ومتحفزا وهذا ما نلمسه من خلال جلسات العلاج. فيأتي بعد ثلاثة ايام يقول انه لم يدخن خلالها، ثم يقول مر اسبوع ولم ادخن، وهكذا حتى يؤكد انه شفي وتخلص من عادة التدخين.

• 3 الحالات المتعلقة بالآباء والامهات (تربية الأبناء):

نلاحظ ان الوالدين يصبحان اكثر هدوءا وتوازنا نفسيا، ويقران بأخطائهما التي ارتكباها في حق ابنائهما بهدوء. وهذا من نتائج صوم النفس، فنراهما اكثر عقلانية، ينتبهان لمسؤولية الابناء ويريدان فعلا ممارسة وتطبيق اساليب الاستماع والحوار مع ابنائهما، كما يحرصان على قضاء وقت خاص معهم، وكثيرون يتحفزون لتعلم مهارات التربية.

4 مشاكل الازواج.

الاجواء الروحانية للشهر تجعل النفوس هادئة منفتحة على الحوار والتسامح، والمشاركة في الزيارات والذهاب الى المسجد والاستمتاع بقضاء حاجات المنزل والاولاد وتوفير متطلباتهم وشراء ملابس العيد فتحيا روح المشاركة بينهم.
فمن نتائج الصوم ان يشعر الشريك بصفاء الذهن وان له القدرة على العطاء، فلا يرغب في ظلم او مضايقة شريكه، بل يبدأ بالتعاون معه والمشاركة وتقبل الآخر.

• 5 الصوم تدريب عملي على الحرمان والصبر.

وذلك نتيجة التحكم في الشهوات والرغبات، كبح الاحساس بالجوع او العطش، وهذا يؤدي الى:

• التوازن النفسي.
• رقي الحوار الذاتي.
• تفكيك نوعي للحيل النفسية.

وقد اظهرت بعض الدراسات التي اجريت على عدد من المرضى اثناء الصيام نتائج متقدمة مثل:

• تعديل السلوك.
• تغيير التفكير
• التخلص من العادات السيئة.
• تحسين مهارة الضبط الذاتي.

دمتن بصحة وعافية