- مرحبا بكل الفراشات الغاليات
مرحبا بكل الفراشات الغاليات
في أربعينات القرن الماضي بلغت العنصرية في ألمانيا النازية حدّاً أن علماء الأجناس فيها وضعوا طرقاً عجيبة لترتيب الجنس البشري. فقد اعتمدوا على أخذ قياسات مترية لسطح الجمجمة اعتقاداً منهم أن هناك علاقة بين سعة الجمجمة و (نوع) المخ الذي تحتويه...
ومن فرط إيمانهم بهذه العلاقة أرسى علماء مدرسة برسول (المتخصصة في علم الأجناس) قواعد لتحديد درجات الذكاء بين الشعوب - بل وتحديد الطبقات المهنية والاجتماعية بحيث أصبح هناك:
جنس الحمالين والخادمات والأطباء والجنود والموظفين ومربي المواشي .. وبناءً على هذه الافتراضات بدأت بعض الجهات في إسناد المهام والوظائف وفقاً للجنس الطبقي الذي يحدده سطح الجمجمة وحجم المخ فيها!
ومع هذا لاننسى أنه خرج من ألمانيا ذاتها عالم يدعى "واجنر سيماتريس" أثبت عدم وجود أي فرق في الحجم بين مخ عالم عريق وفلاح بسيط.. كما أثبتت التجارب اللاحقة بشكل قاطع عدم وجود علاقة بين حجم المخ أو شكل الجمجمة وبين درجة الذكاء أو الموهب التي يتمتع بها الإنسان.. بل أصبح واضحاً أن حيوانات ضخمة كالفيل والحوت تمتلك أمخاخاً أكبر من تلك التي لدى الإنسان ومع ذلك لاتفوقه ذكاء!
فدماغ الفيل مثلاً يصل وزنه إلى (6) كيلوغرامات ودماغ الحوت يصل وزنه إلى (9) كيلوغرامات في حين لا يتجاوز مخ الإنسان (1.4) كيلوغرام .. ومع هذا لا مجال للمقارنة بين ذكاء الإنسان والحوت مثلاً. ويعتقد أن هذه التفاوت الشاسع يعود إلى أن مخ الفيل والحوت يفتقدان لفص المخ الأمامي ويتوجب عليهما تنظيم جسم أكبر - بحيث لا يبقى مجالاً لعمليات التفكير المجردة كما في الإنسان. فالفيل مثلاً رغم أن مخه أكبر من مخ الإنسان بأربع مرات إلا أن عليه أن يدير جسماً أكبر من جسم الإنسان ب (30) مرة على الأقل..
وبناء عليه سقطت إلى الأبد الفكرة القائلة بأن درجة الذكاء يحددها حجم المخ الذي تحتويه الجمجمة - وأصبح من الخطأ القول أن فلاناً من الناس صاحب "مخ كبير".. وفي المقابل أصبح الأقرب للصحة هو تقييم الذكاء بناءً على درجة تعقيد التلافيف وكثرة الشرايين الموجودة على سطح المخ الخارجي؛ فغنى المخ بالشرايين يعني تغذيته بشكل أفضل بمزيد من الجلوكوز والأوكسجين. كما ثبت أنه كلما زاد تشابك الخلايا العصبية في المخ زادت نسبة تواصلها وتبادلها للمعلومات والعمليات المنطقية!!
ومع ذلك تظل هناك معضلة صغيرة تشوه جمال هذه الفرضية وتتمثل في أن الدولفين يعتبر استثناء وحيداً ومحيّراً للعلماء.. فمن ناحية الحجم والوزن يفوق مخه مخ الإنسان (إذ يبلغ 1.7كغم) ومن ناحية عمق التلافيف يمتلك درجة مشابهة - إن لم تكن أعمق من بعض البشر - ومع ذلك نعرف أن الدولفين ليس أذكى من الإنسان (وإن كان يحتل المركز الثاني بعده ) وهذا لوحده إشارة إلى وجود عناصر أخرى مجهولة تحدد درجة ونوعية الذكاء!!
الطريف حقاً أن جمعية "عشاق الدلافين الكندية" تدعي أن الدولفينات أذكى من الإنسان بالعقل ولكن عدم امتلاكها لساناً ينطق ويداً تبني حرمها من إثبات ذاتها وبناء حضارتها الخاصة.. (وهذا بلا شك منطق الدلافين)!
دمتم بخير
ليس شرطا ان كلما زاد حجم المخ كلما زاد صاحبه ذكاء
بنفس الوقت ان الذكاء منه فطري واخر مكتسب
الفطري اذا تلعم مهارات الحياة اكثر واكثر وخصوصا التمرس في علم الذكاء الاجتماعي كان شخصا ذكيا
ام المكتسب هو لكل شخص يرغب في تنمية ذكاءه بامكانه ذلك و باستطاعته ان يكون ذكيا عن طريق التنمية ...
هذا باختصار
دمتي بخير