--------------------------------------------------------------------------------
وضعت المجمرة بين يدي ..
ألقيتُ قطع البخور على الفحم الملتهب وأنا أقول :كم هي شديدة التوهج تلك الجمرات .!
أخذت أطوف به أرجاء المنزل فيفوح أريجه هنا وهناك ..
كلما نظرت إلى وميض النار بين قطع الفحم ؛
تذكرت المعركة حامية الوطيس التي دارت بيننا فبل سويعات ..., بفتيلك آدم !
تذكرت أن الغضب جمرة من نار ..
ربما تُشعل .., وتحرق ...,
وتصهر ..,
ثم لا تبقي ولا تذر ..
إنما هو رمادٌ يُذر !!
خُيّل إلى أن الشيطان يتراقص بين هاتيك الجمرات .., طرباً وفرحاً !
فهذا غاية مناه ومنتهى أمله ..
سُحقاً ...., دعنا منك ومن شرك الآن ..,
إم .., يا الله !..,
ما أجمل رائحة ال
بخور الآسرة !
هيهِ يا أُنس النفوس .., فداكَ نشرُ الغالية !!
تنفست بعمق ..,
ملأتُ رئتيّ من هذا العبق ...!
كم تشعرني هذه الرائحة بالانتعاش ..,
كم تذكرني بوَلعٍ بأعذبِ أيام حياتي ..!
عندما كنت عروساً ليلة حلتي البيضاء ...,
نجمةٌ تلتمعُ في كبد السماء ..
بسمات السرور تتألق في وجوه من حولي ..,
ونسمات السعادة تهتز في أجوائي
فقد هبت على ليلتنا نفحةٌ ساريةٌ من الحب !
طاقات الزهور تملأُ الأركان ..,
وأريج ال
بخور فاض به المكان ..
المشاعرُ في تلك الليلة باذخة ..,...... باذخة !!
الورود الحمراء بين يدي تكاد تُسحق من شدة الخجل ...,
كم كنت بريئة ووديعة !!
تذكّرتُه ..,
إخ.., ضحكتُ من قلبي !!
يالَحالِهِ تلك الليلة !!
رجلٌ بتلك العضلات المفتولة .., وذلك الطول الفارع لم يستطع فتح زجاجة الماء
من شدة الارتباك والخوف ..
عجبي له !!
أبِوحْشٍ سيجتمع ؟
لكنها رهبة اللقاء الأول .., فما ألذها من رهبة !!
وما ألذها من ذكريات !
ما أجمل لحظات السعادة والصفاء تظلنا ..,
قد نفسدها نحن بتهوّرنا ..., قد لا نحفل بها ..
حين نأبى إلا أن نركز راياتنا في أرض المعركة مسطوراً بها :أنا ,....أنا ..!
فتختنق أنفاسنا برائحة الغبار .., بعد أريج ال
بخور ..؛
الذي لم نرَه سوى قطعٍ من الخشب !!
حينها ...؛ لن يفيدنا انتصارنا لأنفسنا سوى أن يسلُب حياتنا
ما يكسوها من بريقٍ وجمال !!
واأسفي !
ليتنا نقدّر الأشياء قدرها ..!
حبل أفكاري انقطع !
هاهو صوت مفتاحه يعالج رتاج الباب ..,
عندما رأيته ..؛
لم أقوَ على استعادة مشهد العراك ثانيةً .., فقد ملك عليّ مشهد العرس لبي !
اعتدلت في جلستي ..
تحسست باقة الورود بين أصابعي ...!
أنا عروس بأبهى حلتي .., وكامل رقتي ,فكيف أتجهّم في وجه حبيبي !
قفز شيطاني يقول :أليسَ من أغضبك وأحزنك ؟؟
لكنني بكل الحزم والقوة رفسْتُه إلى الخلف بقدمي ..
ولسان حالي :لا تفسد عليّ أجمل لحظاتي أيها الرجيم!
لحا الله ساعةً ظننتك فيها ناصري !
تقدّم نحوي بخطاً مثقلة ...,
يداه معقودتان للخلف .., كمن يستعد ليلقي عبارات الندم , وخطابات الاعتذار ..
يتقدم خطوةً ثم يقف ...
حتى مثُل أمامي ..
وبسرعةٍ أخرج ما كان يخفيه وراء ظهره !
يا إلهي !!
باقةٌ حمراء كباقة عرسي ....., يالسعادتي !
لم أدرِ ماأفعل ....,
مددتُ يدي بلهفٍ لأتلقّاها ..؛
لكنني فجأةً قبضْتُها ..!
صوّبْتُ إليه نظرة عتابٍ أظنّه فهِمها ..
فهاهي ابتسامةٌ كأنها ابتسامة الندم , هو يعلم ما فعل ..
لكنني بتنازلي إذ ذاك ..
سددتُ الثقوب حتى لا تغرق السفينة !
وألقيتُ كل ما ينوء بها من أحمال .., حتى تتابع سيرها ..
لذا ..؛
سأتنازل اليوم ؛
وغداً ..
وللأبد ..
فربما أحظى دوماً ..
بباقةٍ حمراء من الورد !!!
:aq77
منقول وانتن يالفراشات اعطوني ردودكم الحلوة مثل الورود الحمرا