- جاءت سكرة الموت لياخذ حلمها وجسدها ويظل الصمت هو المتكلم الوحيد
وبكى صمتي لصمتها
تهامست النجوم فيما بينها-- لماذا القمر يبدوا متوتراً؟ لعل الريح ازعجته ام انها قذيفه
لهب احرقت الورد والزرع وهناك في الارض لم يبقي احد
قالت الكواكب--وهي تدور كما امرها خالق البشر-- لالا القمر حزين على واحد من البشر
انها إمراة جورية التزمت الصمت بعد بكاء كان كالمطر وحزن دائم فيه رعد يخرق البصر
هي عانقت الصمت، والصمت بداخلها يحترق
رات ان البشر و الشجر لا يختلفان الا من الشكل فقط وفي القسوه هما واحد لا اكثر
ذهب القمر الي بيتها ويتسائل هل أساعدها أم اصمت احتراما لصمتها
تكسرت الاشجار وتساقطت الاوراق في انهيار من وقع الالم وشدة الحزن
غادرت الطيور وهي حائره فجعت من صوت الصمت ونار قد التهمت كل شي
قالت النجوم ومال القمر ومالها هو في علياء السماء وهي مجرد بشر !!
اقبلت الريح وهي تحمل في طياتها الخطر وقالت:- انا ساحمل هذه الجورية الي مكان لايعلمه احد!
فالتزمت الصمت مجددا وقلت انا ساحملها الي هناك حيث تجد بلاد اندثرت اجيالها تحت البحر!!
كانت تقف بعيدا تسمع صوت الريح دموعها اصبحت لا تثير احدا وتتحرك ببطئ شديد
يداها ترتعشان من قلب ضعيف يطلب الموت وعروق تهتكت وجسد مخنوق فتطعنه بسكين الصمت
فيتمايل حتي يتساقط رويدا رويدا وعندما اقتربت من الحلم وظنته قد اوشك على النيل منها
جاءت سكرة الموت لياخذ حلمها وجسدها ويظل الصمت هو المتكلم الوحيد
بكت النجوم وبكي القمر عليها كثيراً واسرعت الريح تتلون مع السحب بغلافه سوداء شديده
وانهمر المطر وكأنها قنابل تفجر الارض، واسرع كل البشر الي البيوت وقد بهرتهم اضواء البرق وزلزلتهم اصوات الرعد وانتشر السواد ليحل الظلام في وسط النهار ومازال المطر في ازدياد وخلت الطرقات الا من المتسولين حتى الحب
خلى المكان من ذلك المدعو الذي هرب من المطر!!
وهناك ظلت تلك المرأة الجورية بارده مثل لوح من زجاج يتساقط المطر عليها وهي ساكنه
سكون الاموات فقد التزمت الصمت بعد سنيين القهر ونداء لم تجد له اصغاء وقلب ظل
يرفرف حتي مات بصمت المقهور وبقيت هي تعد كم من الايام ستمضي وهي تقول
انا هنا انتظرك ايها الموت فقريبا ساغادر وطنكم ايتها الالات المسماة بالبشر
تدثرت بالصمت وفي عينيها دموع تحجرت وقطرات دماء تنهمر
فهاهي الان تقول انها تحتضر !!
بسبب ضلمكم وجوركم ايها البشر
فعلمت الان ان صمتي لم يبكه الا صمتها وان كل ما حدث انما هو امر قد قُدر!!
منقول للأفادة