- بقلم: خولة القزويني
- ثنائي الحلقة: " سعيد وأمل "
- ((وكيف عرفت ذلك؟ وما هي الأعراض؟!)).
- بجدية تصرّح:
- عادت تقول:
- ((احترم نفسك واحترم سنك واكبح رادار عينيك الأرعن)).
وثالثنا الشيطان!
بقلم: خولة القزويني
ثنائي الحلقة: " سعيد وأمل "
قد تظنون للوهلة الأولى أن هناك رجس ملوث ودنس ملطخ بالإثم قد وقع بين امرأة ورجل في خلوة محرمة بضيافة شيطانية حافلة، فالشيطان له فنون مبتكرة في الغواية يستطيع عن طريق أحابيله الناعمة أن يستدرجنا إلى الوحل الذي خيل لنا أنه جنة السعادة.
شريكتي هنا، ليست حبيبة أو عشيقة استحوذت على مشاعري فنفذ سهم إبليس من مكمن عينيها الفتاكتين إلى قلبي حتى صرعتني في هواها فما عادت لي قدرة إلا أن استسلم لشيطانها القاهر، بل زوجتي التي استغرقها الشيطان إلى حد كانت تتحدث بلسانه وتبصر بعينيه وتفعل بيده، مؤلم أن اكتشف جنونها في السنة السابعة وسألت نفسي مرات عدة: لِمَ هي السابعة؟! ولم تكن مصادفة أو ظن بل حقيقة اكتشفها العلم لأنها المحك لقوة ا لعلاقة الزوجية أو ضعفها وهنا تبدأ وتيرة الزواج بالتغير حيث يدب الملل في قلب الزوجين ويشيب مشاعرهما بعضاً من الفتور، لكن بعض المنعطفات القاسية تستفز الحب من المنابت فيرشح نداوة جديدة ترطب القلب وتسمح للعاطفة بالتدفق المدرار.
ورغم كل الظروف والملابسات أحب زوجتي ((أمل)) وأبحث معها دوماً عن مساحة اتفاق مريحة وقواسم مشتركة تسمح لسفينة زواجنا أن تسير سيراً هادئاً وآمناً، لكن شيطانها المشاكس لا يسمح لعواصفها أن تهدأ، بل إنه يحشر أنفه في أدق تفاصيل خواطرها، فما أن نجتمع معاً حتى يباشر في غزل شرنقة خانقة تقفل على نفسها فما تسمح لأية نسمة عقلانية أن تتسلل إليها، في داخلها تعشعش الوساوس وتضطرب الهواجس، دائماً تصرّح وبمنتهى اليقين.
((أنت لا تحبني)).
اقتربت منها متودداً فإذا بها معرضة تنهرني بشدة.
((لست أداة للمتعة!)).
مندهش
((أنت زوجتي وهذا حقي الشرعي)).
تصدني
((لست أنا الباعثة على رغبتك)).
شعرت بالخيبة
((لِماَ تقولين ذلك؟)).
تسخر مني:((أقول ذلك متأكدة لأنك تأتيني محملاً بصور الإثارة من هنا وهناك فإذا بي مجرد أداة للتنفيس)).
((هذه أفكار دخيلة عليك)).
صرخت معنفة:((هذا هو واقع الحال، بدأت أشعر بالقرف منك، فكم من المرات ضبطت انفعالاتك وأنت مستغرق في بعض المشاهد)).
صرخت مدهوشاً:((أية مشاهد؟ وأية صور؟ ما هذا الهراء؟)).
((كنت أحس بك متأثراً إلى درجة الغياب!!)).
سألتها متهكماً:((وكيف عرفت ذلك؟ وما هي الأعراض؟!)).
بجدية تصرّح:
((حالتك كانت تشي بذلك، لونك، نظرة عينيك، رد فعلك المباشر ناحيتي، لم تعد لي قيمة عندك، أحسست أني منطفئة، لم تعد لي تلك الجاذبية التي تثير فيك المشاعر وتوقد في قلبك ذلك الميل المحبب إلى نفسي، في بداية زواجنا كنت مفعماً بالحب والاندفاع المحموم، كنت ألتقط إشاراتك عن بعد، في الفترة الأخيرة نضب منك ذلك التوق المثير وكأن كل شيء فيك خمد ناحيتي)).
سألتها وأنا أغلي غضباً:((افترضي إني تأثرت بهذه الصور المغرية والمشاهد المثيرة فما هو دورك إذن؟!)).
تفاجئت بثورتها العارمة وصوتها يتهدج غيظاً:((إذن تعترف بكل وقاحة، لقد حدس ظني، وكرامتي تأبى عليّ أن أكون مجرد وعاء فأية حمقاء بليدة المشاعر تقبل هذا الزيف)).
نهرتها بشدة:((هذه وساوس مريضة وشكوك شيطانية ستدمر علاقتنا حتماً، لِماَ تتهربين مني كلما توددت لك؟! فما عدنا نخرج من خلوتنا الشرعية إلا بشجار وخصام، ما الذي حدث؟! ماذا دهاك؟! لم تكوني هكذا من قبل!)).
عادت تقول:
((أنا كما أنا، بل أنت الذي تغيرت، لم تعد تحبني، كل شيء صار عندك عبئاً ثقيلاً، كواجب وإلزام، أين ((سعيد)) أيام زمان حينما كان يفاجئني بالزهور الحمراء والكلام العذب والعناق الدافئ أحسستُ بك تنسلخ عن جلدك، فإذا بك شخصاً بارد المشاعر فاتر الإحساس وتابعت وهي مازالت غضبى:
هل تذكر البارحة؟ عندما كنا في المجمع التجاري لأشتري بعض الثياب، لعلك لم تنس المرأة الأجنبية التي خطرت أمام المحل كانت ترتدي الجينز الضيق والتيشرت الساخن لاحظتك تلحقها بنظرات الإعجاب كنت أتخفى عنك لأراقبك وأرصد إحساسك في غياب عيني، كانت كل ذرة فيك ذائبة في فتنتها، توقدت فيك رغبة جرحتني من الأعماق وألمتني بشدة)).
صدقوني لم أذكر هذه المرأة المعنية ففي المجمع التجاري حشد كبير من النساء والفتيات الكاسيات العاريات اللاتي اعتدنا على رؤيتهن فلم يكن هناك أي شيء مبهر يستحق الذكر.
ضحكت مستخفاً بكلامها وحماقتها المرهقة لأعصابي، فقهقهت ملء فمي لأخفف حدة التوتر بينما كانت تحتقن وتغضب.
((اضحك ما شئت فهل تظن نفسك شاباً يافعاً))
وأقهقه وتمضي في سخريتها:((لقد اشتعل رأسك شيباً فلم تعد تثير في نفوس البنات سوى الاشمئزاز)).
وأصر على قهقهتي لأغيظها فإذا بي أنجح رغم كل سهامها الجارحة في صميم كرامتي..
((احترم نفسك واحترم سنك واكبح رادار عينيك الأرعن)).
وهبت خارجة كعاصفة هوجاء وأنا بقيت لوحدي أتساءل في حيرة: ((أليست هذه المرأة مريضة؟! هل هناك شيء يستدعي كل هذا الشجار السخيف؟! وأحسست بالمهانة لأني أعود بعد كل خلاف مجروحاً، متهماً، تصدني بقسوة وإذلال في لحظة لقاءنا الحميم تحت مسوغات مشوهة تنم عن باطن قبيح)).
انسحبت إلى كهف الصمت أتضور من ألم الجراح والكرامة المباحة على مذبح شكوكها، أحسست أن في داخلي قلب مشروخ لا يكاد يلتئم طالما هي معرضة، نافرة، ووجدت أن بعدي عنها لفترة طويلة أجدى في رأب الصدع.
وبقينا في فضاء مفتوح وحالة معلقة إذ لابد أن ينتهي الوضع إلى نتيجة مقنعة وحاسمة، أيام تمر وهي معرضة وأنا صامد لا أبادرها بالصلح، بل كنت قد خططت لهجرها فترة طويلة كنوع من التأديب، فقد انطفأت رغبتي ناحيتها ولم أعد أجد فيها ذلك الدفء الوثير، فعيناها حفرتان من الشر المستطير تتعقباني كجلاد ظالم قد تركت شكوكها المريضة جرحاً بالغاً في قلبي لأنها لم تثق بي مطلقاً وأنها حينما أعطتني نفسها يوماً كانت ترتاب في مشاعري ناحيتها، بل وتصر أنني لا أحبها وأن في داخلي مجرم يتصيد النساء ويأسرهن في عالمه الداخلي ويعيش مع كل واحدة منهن قصة غرام ملتهبة ولهذا يعود لزوجته وقد أنهكته هذه المغامرات!! هذه المرأة مجنونة حتماً تحتاج إلى معالج نفسي ينتزع من صدرها أشواك الشك والغيرة.
اتصلت بشقيقتي ((هالة)) التي تكبرني بخمس سنوات والتي لها خصوصية في قلبي تجعلني أطمئن لها وأصارحها بهمومي ومشاكلي فهي التي خطبت لي أمل وانتقتها من دون البنات، صارحت هالة بكل مخاوفي وقلقي وكانت هي حبل الوصل بيني وبين ((أمل)) تلك المشاكسة التي تمادت في غيها وضلالها فلم تعد تصغي لصوت العقل ونداء الضمير بل عملت بكل إصرار على تهميشي وتحويل البيت إلى مقبرة موحشة يلفها الصمت الكئيب.
أصارحكم..
شعرت بفراغ عاطفي كبير، فلست أنا من النوع الذي يبحث عن مبررات نزوة تمتص طاقتي الفائضة، أو دافع لزواج ثاني، إنما كنت بحاجة كبيرة إلى ((امرأة)) إلى صوت حنون وصدر مفعم بالرحمة وقلب مترع بالطيبة، فالخيبة تحفر في أعماقي جرحاً غائراً أخذ يتأزم يوماً بعد آخر خصوصاً مع تصلب موقفها كنت ألاطفها بدعابات شاعرية لكنها تجفل منزعجة، أبعث لها مسجات غزل تنفر، أيقنت في النهاية أنها امرأة محنطة العاطفة، تملكني الغضب خصوصاً عندما عادت شقيقتي هالة خالية الوفاض قد خاب سعيها في الصلح قائلة لي:
((إن شكوكها في محلها، فقد قرأت في بعض الأيام مسجات غزل من امرأة مجهولة، حاولت أن تكظم غيظها لكنها بذرة انغرست فيها فأينعت الشك والقلق)).
تحدجني ((هالة)) بنظرات مريبة تسأل:
((صارحني يا أخي فربما كان غضبها في محله)).
كنت في حينها أنفخ من جوفي المحترق أبخرة الغضب فإذا بها ألسن لهب متصاعدة في دماغي تلتهم كل ما تبقى لي من عقل، تقت إلى صفعها مرات عدة لتفق من غيها، تراجعت هالة مذعورة وهي تحدق بعيني المحملقتان بالشر فقلت:
((هذا اتهام صريح وجريمة تستحق العقاب لأني لم أعرف في حياتي أية امرأة سواها)).
سألتني هالة مقاطعة:
((والمسجات لمن؟)).
((ربما جاءتني خطأ، صدقيني لست مضطراً للكذب)).
نفضت ((هالة)) يديها معلنة عجزها عن لمّ الشمل.
في هذا المنعطف شعرت بالتغيير، نبت في داخلي غرس جديد ونما حتى استحوذ عقلي، حدثت نفسي هذه الليلة وأنا أشاهد فيلماً رومانسياً وأخص البطلة بذائقة فاحصة، كانت صحافية مشهورة أحبت طبيباً ناجحاً قد توفت زوجته وله مجموعة من الأولاد في أعمار مختلفة، أعجبت بالبطلة وأنا غير مدرك لخبيئة نفسي هل هو إعجاب في موقفها النبيل حينما تركت ذلك المجد من أجل حبها للرجل وتفانيها فيه واستحضر موقف زوجتي المشوه وهي تغرق في وحل أنانيتها وعنادها فتتداعى أمامي الصور في مقارنات قاسية، أم تلك الملامح الهرمة عبرت عن باطن فتي وعينان نشيطتان ينضح من بريقهما السحر، وطفت في فضاء الخيال أحدث نفسي، ماذا يمكن أن تقدم لي امرأة داخل شاشة التلفزيون وما تأثيرها عليّ؟! كان وضعي النفسي غير مستقر وربما ارتفع منسوب هرمون التستسترون أفقدني حالة التوازن، شعرت بنوع من الاضطراب وأنا أقلب وجوه النساء على الشاشة وأتذكر نقد زوجتي واتهامها الصريح وأربأ بنفسي أن أغمرها بهذا الزخم من الخواطر فكل شاكلة من النساء تخلق عندي حالة من الانفعال لست من ذلك النوع الذي يتقصى محاسنهن بمنظور ذكوري بحت، انغمرت في غربال من الأفكار المتضاربة فشطت عيناي بعيداً عن الفيلم وتشتت ذهني أقفلت جهاز التلفزيون وتمددت على سريري أستعيد شريط حياتي الزوجية، وأشعر أن مساحة الفراغ تكبر فإذا بالحياة جرداء قاحلة لا طعم لها ولا لون، أحس بالحنين لأنثى مبهمة لكيان ضائع غير محدد الملامح توق فطري للتلاحم الجسدي والنفسي، فسنوات من عمري انقضت وأنا في وجود امرأة تلتف حولي وبجانبي وبين عيني تكيفت مع شهدها ومرارتها، كانت تتناغم معي في لحظات التكامل الروحي والعاطفي، الآن انسل من جنباتي ذلك الدفء الرتيب فإذا بالبرودة تغزو مساحاتي وتستقر حتى أطراف أصابعي فتعم الفوضى حياتي، أخرج صباحاً دون فطور أو حتى فنجان قهوة ينعش مزاجي، أضطر لشراء الساندويتش وأنا في طريقي إلى العمل ثم أعود إلى نفس المطعم ظهراً لأشتري وجبة الغداء.
مرضت وأسقطتني الحمى في الفراش أياماً ولم تجد المضادات الحيوية نفعاً في درء هذه العوارض المتأزمة فكان الطبيب يستبدلها بمضاد آخر حتى عزى حالتي إلى وهني النفسي وقلقي الذي أكابده، رق قلب زوجتي ولان رأسها فجاءتني مكفهرة الوجه، عابسة المحيا قلت لها وأنا غارق في ضباب الحمى وقد خفت صوتي إلى حد الانكسار:
((تعوذي من الشيطان فما هذه إلا وساوس إبليس)).
بامتعاض ترد وقد جف الحنان من نبرتها.
((أرجوك اقفل هذه السيرة)).
في هذه الأثناء دق جرس الباب فإذا بالخادمة تأتيني باشة وهي تحمل باقة ورد كبيرة.
بفزع هستيري أخذت ((أمل)) الكارت وهي تقرأ بصوت عالٍ.
((سلامتك... الدوام من غيرك ظلام))
((نهلة))
رمت أمل الكارت على الأرض وخرجت غاضبة تهذر بكلام غير مسموع لكني استرق السمع إلى بعض كلماتها تأتيني مدوية في رأسي كطلق ناري ((خائن، خائن، مخادع)).
نسيت الحمى، نسيت المرض والخيانة وأمل والمشكلة برمتها تذكرت أمراً واحداً وأنا أتفحص باقة الورد المبهجة ((نهلة)) تلك الشابة اليافعة التي انتقلت إلى قسمنا الجديد في الوزارة، لم أفطن لها مطلقاً، فهي مجرد زميلة لي في العمل، كانت تتذرع بالحجج لتسألني في بعض جزئيات العمل بحكم خبرتي المتواضعة، قبل يومين قدمت لي قطعة من الكيك قائلة في حياء جميل ((تفضل إنها من صنع يدي)) لم أنتبه واقعاً إلى مواقفها المتوددة، ظننت أنها خصتني باحترام متميز لأني أكبرها بسنوات طويلة، فقد نسيت أن أخبركم أنني على مشارف الأربعين وزوجتي تغنجني باستمرار ب ((الشايب))! الآن وقفت أتفحص نهلة بعينين مدركتين واستحضر بعض المشاهد التي جمعتني بها في الأيام الماضية وأربط المقدمات بالنتائج وأرتب الأحداث بشكل منطقي لأكتشف أن لي عندها خطوة خاصة عندها، فكلماتها وغمزها المتقصد فيه إثارة انتباهي، نظراتها الولهى خصوصاً عندما أطلب منها تجهيز بعض الملفات كانت تستجيب بخضوع حميم رطّب كلماتها بنداوة عجيبة ((على أمرك)) ((يشرفني خدمتك))، وصادفتها ذات مرة تتحدث بميوعة وهي تغمز مرددة عبر هاتفها النقال رقمها للطرف الآخر وبصوت مسموع وبإشارة ((إياك أعني واسمعي يا جارة)).
انتعش قلبي، وانحسرت حرارتي من كامل جسدي، ربما ارتفاع منسوب المعنويات كان أفتك في قتل الميكروب من المضاد الحيوي شغلت هذه الفتاة تفكيري وكأني عدت مراهقاً حيوياً يقفز بخطوات غزال رشيق، بخفة وتهافت بمرح وانشراح ووجدتني هذه الليلة أنسى توصيات الطبيب وأقرر قطع إجازتي وأستيقظ في وقت مبكر جداً، أرتدي دشداشتي النظيفة المكوية بشكل موسوس وأهذب شعري وأتعطر ثم أنطلق لألحق بحلمي المنتظر، لا أدري لِماَ أحسست أن الدنيا أجمل من قبل وأن في جوفي قلب يغرد بألحان شادية وروحي هائمة كفراشة هفهافة على مروج خضراء، وهذا الكون عذب في إطلالته المشرقة إذ تبتسم لي شمس هذا الصباح وتفرش ضوءها الممراج عل دربي الزاهر.
((نهلة)) شابة عشرينية، قمحية اللون، ملفوفة القد، مائلة للقصر، استقبلتني بمحياها الطلق وعذب لسانها، في حفاوة تقطر شوقاً ((حمداً لله على سلامتك، نوّرت المكتب)).
شئت أن أعبر لها عن مكنون قلبي، وإحساسي بالإمتنان، لكني ترددت، انعقد لساني أمام جحافل عواطفها الباذخة إذ أحسست أنها تفيض رقة، تثرثر تلك الثرثرة الأنثوية المتناغمة مع بحة صوتها الرخيم، ثرثرة مريحة أحياناً للرجل الجاد المتصلب فهي برغم تفاهتها لها مفعول حيوي في قلبه إذ تبدو كالماء المنساب بين الصخور، تطري جوفه القاحل.
((هل أعجبك الورد؟)).
((ما رأيك في ذوقي)).
((كنت أشعر بالضيق في غيابك)).
((واجهتني مشكلة)).
((حاولت الاتصال لأتفقدك لكني خجلت)).
((يا إلهي ماذا دهاني كيف أصرح بكل هذه الأشياء دون حساب؟!!)).
وأسمع بأذني وأصغى بقلبي وكأني أبحر في نهر من المشاعر التي تساقطت كرذاذ على قلبي المتعطش وأبصر في عينيها الفتيتين ذلك الرونق الخفاق الذي شف عن أعماق طيبة وروح حانية.
فانفرجت عن أساريري ابتسامة استرخت على وجهي بعد غياب طويل، عبرت لها باقتضاب من يخشى على هذه العاطفة الهادرة أن تنزلق به إلى هاوية لا قرار لها.
((أنت رائعة وذوقك جميل)).