والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
أخواتي :
كثيرا ما ألاحظ في هذا القسم من خلال إشرافي عنوانين
أتعجب منها..
(ولدي جنني ، ولدي ما يفهم ، ولدي غبي).
تذكري غاليتي أنك ممكن أن تكوني السبب في دمار ابنك
بتلفظك فقط بهذه المصطلحات، والدليل على ذلك إليك
هذه القصة.
( قصة خالد المتخلف عقليا)
جاءتني أم خالد إلى ال
عيادة ، وقالت : يا دكتور إن ولدي
خالداً قد أتعبني وأرهقني ، أشعر أنه متخلف عقليا،
وأريدك أن تقيس ذكائه.
فقلت: وما المشكلة؟ قالت: هو لا يسمع كلامي، ولا يدرس
ولا يحفظ دروسه ولا يحل الواجبات ، وأظن أنه
متخلف يا دكتور..
ثم استمعت إلى الولد ( خالد) ، وسألته عن صفّه
وتحصيله الدراسي، فقال: أنا في الثاني المتوسط، ومعدلي
جيد جداً، وتحدثت معه فلم أجد أي شيء يدل على
تخلف عقلي فيه.
فقلت لأم خالد: الحقيقة أن التعاسة التي تعيشينها، وعدم
راح البال هي بسببك أنت؛ لأن اعتقادك أن الولد متخلف
عقليا، جعلك تتعاملين معه على هذا الأساس،
فنظرات عيونك توحي له بأنك تتعاملين معه على أنه
متخلف عقلي، وكذا أسلوبك وتصرفاتك، وعليه فهو
سيتصرف بناءً على هذا الأساس.
قلت لخالد: انسَ الماضي، وحدثني عن أمانيك في المستقبل
فقال: أريد أن أصبح طبيباً بيطرياً، فصرخت الأم :
لا مستحيل. أتعب وأشقى، وفي الآخر طبيب
بيطري. فقلت لها: أرجوك لا تتدخلي في رغبة الولد،
ودعيه يخطط مستقبله بنفسه.
وبعد مدة جاءت ( أم خالد) وعلامات الرضا والراحة في
عيونها وقالت: خالد تغير بدرجة كبيرة يا دكتور. فقلت
لها: خالد لم يتغير، هو ذاته، لكن الذي تغير هو اعتقادك
أنت عنه.
فلأجل أن ترتاح نفسك غير نظرتك عن الآخرين، وإذا
تغيرت هذه النظرة، فسيتسرب عليها تصرفات ومشاعر
إيجابية معهم، عندها سيبدأ الآخرون بالتغير الإيجابي.
أخواتي:
كم من الأبناء والبنات أصبحن في حالة يرثى لها. ليس
لشيء!!!
وإنما اعتقادنا بأنهم غير نافعين وصالحين وما إلى ذلك،
أوصلهم إلى هذه الحالة.
ختاما:
أوصيكم ونفسي بأن نغير نظراتنا عن الآخرين بصفة
عامة. ونظراتنا حول أبنائنا بصفة خاصة.
حتى لا نكون سباً في دمارهم.
وأسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن يوفقنا جميعا لكل
ما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا أعالي الجنان.
ملاحظة:
الموضوع مما راق لي من كتاب (ريّح بالك)
د. عبد الله الملحم.
مع التصرف من قبلي.
محبتكم:من المريخ 2009
أم ريان ولين.
قصة وعبره
موضوع مميز
تسلمي ياقلبي في الاختيار