السلام عليكم جميعا
كما وعدتكم اني انزل روايه من ذوقي
وهذا طلب عدد من العضوات
واتيت بروايه تختلف اختلاف تام عن الروايات الأخرى
وهي للكاتبه منعطف خطير وسبق لها ان انزلت روايه بأسم صدى الأيام
وكانت رائعه
والأن اترككم مع الروايه
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته **..
بعد أن فرغت من كتابة رواية((صدى الأيام)) .. بدأت بكتابة هذه الرواية ..
ولكنها مختلفة تماماً عن روايتي السابقة .. بل وأقل منها بكثير ..
فعدد صفحاتها ..(59).. صفحة ..((وورد))..
ومدة كتباتي لها .. أسبوع ونصف فقط ..
روايتي ..((يأس الأمل)).. أعتقد أنها الفريدة من نوعها ..
فقليل ما يكتب الكتاب عن .. أهل فلسطين وطريقة عيشهم ..
.. الجزء الأول ..
اليأس يتملك الجميع ..
وبوارق الأمل ما زالت في قلوبهم ..
أرض فلسطين .. فلتبقي شامخة .. عزيزه ..
شخصيات الرواية
_
&& بيت أحمد &&
.. في غزة ..
يسكن في هذا المنزل ..
العمه الأرمله ((إيمان)) .. التي تبلغ من العمر 36 سنه ..
إبن أخ أحمد اليتيم ((عمر)) .. الذي يبلغ من العمر 15 سنه ..
أبناء أحمد//
((مقداد)) .. الذي بلغ من العمر 15 سنه ..
((سنا)) .. طفلة أحمد والتي تبلغ من العمر 8 سنين..
كذلك زوجته ((فادية)) ..
يعيشون في أحد بيوت غزة .. وخلفهم بستان صغير جداً ملك لأحمد ..
..((في الصباح الباكر))..
عمر: مقداد
مقداد: نعم؟!!
عمر: إنتا بتعرف كم معي شيكل؟!!(العملة الفلسطينية
)
مقداد: لأ
عمر: معي سته شيكل..!!
مقداد: معقول ...!!!
عمر: بدك تشوفهن؟!!
مقداد: أكيد بدي..!!
أخرج عمر من محفظته ((شيكل)) واحد ..
مقداد: فين باقي الشياكل؟!!
عمر: شوف أنا لو بكرر هاد الشيكل خمس مرات بيكون عندي سته شيكل
إبتسم مقداد على تفكير عمر ثم قال: كررها
عمر: ههه أنتا تصدق بسرعه
مقداد: شو رايك نروّح لعند عمتو إيمان ..؟؟
عمر: لا .. لا شوو رايك نروح لعند عمو حسين ..؟!!
مقداد: مشينا
خرج مقداد وعمر من منزلهم وذهبوا لمنزل العم حسين الذي يبعد عن منزلهم
مسافة شبه كبيرة .. وكانا مشتاقان لصديقهم حسن إبن العم حسين ..
ولكن ..................
وأثناء سيرهم بدأ القصف العشوائي .. إختبأ الإثنان وهما يعلمان أنه لا منجأ من
القصف .. إلا الإستعانه بالله ..
مقداد: شو رايك نخرج ...؟!!
عمر: شو أنت بدك نموت؟!!
مقداد: لكن بيتنا ما فيش زلمة ..!!
عمر: شو بدنا نعمل هلأ ..؟؟!
مقداد: عمر إحنا لازم نروّح إلهم
ولكن من حسن حظهما أن القصف إنتهى وكانت مدته قصيرة جداً ..
خرج الإثنان وهما يرقبان الموت .. ركضا بإتجاه المنزل .. ولكن وفور وصولهم
كانت سيارة الجيش اليهودي متوقفه أمام منزلهم .. صرخ عمر وجثا على ركبيته
من هول ما شاهد ..
مقداد: إمشي مو وقتك .. إمشي بدنا نساعدهم
عمر: شو بدك تساعدهم .. حيقتلوك ........!!
مقداد: أنا بنقتل ما بيهم بس شرفنا يا عمر شرفنا ..
تأججت الغيرة في عمر ووقف بجانب مقداد وسارا بإتجاه المنزل .. فوجئ مقداد
بعدما رأى أمه قد ضمت إبنتها الوحيدة((سنا)) واليهودي يحاول أخذها بالقوة ..
أما فادية فمازلت مصرّه وممسكه بإبنتها بكلتا يديها .. والعمه إيمان إنزوت في
زاوية من الغرفة ولا تعلم ماذا تعمل ..
أمسك مقداد بحجر كبير ورماه على اليهودي الذي يحاول أخذ أخته ..
أخذ اليهوديان اللذان كانا مع اليهودي((الذي ضربه مقداد)) صديقهما .. وأخرجاه
أما باقي اليهود فبقوا محاصرين للمنزل .. دخل ثلاثة من الجنود وأمسكوا بمقداد
الذي يحاول الفكاك ولكن ضربوه وحاول ولم يأبه بضربهم وهو يكرر:أنا بموت أحسن من إني بعيش أسير عندكن ..
وأخذ يصرخ ورفس بقدميه اليهود .. أما عمر فقد إستغل ذلك وأخرج العمه وفادية
وسنا للبستان من الباب الخلفي للمنزل .. وبقي مقداد محاصر باليهود ..
مقداد: بعدو عني .. شو بدكم مني ..؟!!
دخل عمر فجأة وبدأ بمساعدة مقداد وهو يضرب هذا ويصرخ بوجه ذاك .. ولكن
أطلق أحدهم على عمر النار ليسقط أرضاً .. وقدمه تنزف .. وتنطلق رصاصه
أخرى لتنغرس في بطنه .. بدأ عمر بالصراخ من شدة الألم ..
وكان مقداد يصرخ معه ويحاول أن يأتي لمساعدته ..
مقداد: عمر لا تموت .. لا تموت ..
وفجأة دخل يهودي من جهة البستان وهو ممسك بالعمه وفادية وسناء ..
وقف اليهودي بهدوء .. ولم يكن يظن أن فادية تملك تلك القوة .. ضربته بقوة
وقف اليهودي مذهولاً مما رأى .. وأقترب منها أكثر وأكثر .. وهي تصرخ ..
ومقداد يصرخ ..
مقداد: بعد عن إمي وإلا بتشوف إشي ما بيرضيك
ولكن اليهود إستغلوا إنفعال مقداد الذي لم يحتمل .. ويستمتعون بالتعذيب ..
إقترب اليهودي لفادية ..
خر مقداد على الأرض .. ومات .. لقد إنقطع قلبه من الغيرة .. خرج اليهود ..
بعد أن فعلوا فعلتهم الشنيعه .. ويتركون المنزل بعد أن أحرقوا بستانه ..
فادية .. تلملم ما بقي من كرامتها ..
العمه .. تبكي وتنتحب لما فعلته تلك الخنازير ..
سناء .. التي لا تعلم ما يدور حولها ولا تعلم أنها فقدت شيء عزيز جداً .. ولكن
بكت لإن الخوف تمكلها ..
عمر .. الذي يصارع الآلام من أجل البقاء ..
مقداد .. بقيت جثته على الأرض ..
دخل أحمد وهو يرى أن كل مافي المنزل إنقلب رأساً على عقب ..
نظر أحمد لزوجته ليقرأ كل الأحداث في عينيها .. ويفسر كل شيء ..
ماذا يفعل ..؟!!
هل يواسي زوجته وهو يحتاج من يواسيه ..؟!!
أم يبكي على إبنته التي فقدت الثمين ..؟!!
أم يحاول تهدئت أخته المسكينه ..؟!!
أو يساعد إبن أخيه الملقى على الأرض ..!!
أم يبكي على الإبن الوحيد له في هذا المنزل .؟!!
ماذا يفعل ....؟!!
ذهب أحمد وساعد عمر لينقله إلى المستشفى .. ساعده كل من رأه في الطريق ..
.|.|.
وقف أحمد مشدوهاً مما يسمع ........................!!
مات ................ كيف .............؟!!
خرج أحمد وهو يجر أقدامه على الأرض ودموعه تنهمر .. ولكن ما يسعده ..
أن عمر .. شهيد .. بإذن الله ..
._.
بعد ما إنتهت مراسم العزاء .. وبعد ..((ش1ه1ر)) ..
في ظلمة الليل البهيم .. كان المطر غزيراً .. والكهرباء لا تعمل .. كانتا الظلمة
والعتمة هما سيدتا المكان .. الجو هادئ فقط أصوات قطرات المطر وصرير
الأبواب .. سُعدت غزة بالمطر لكي يبعد عنها هم الحرب قليلاً .. ولو لمدة قليلة
وفي هذا الجو الهادئ خلد كلٌ إلى نومه .. فجأة .. طُرق الباب طرقات سريعه
متواصلة وهادئة .. نهض أحمد وهو يدعو الله أن تكون الأمور على ما يرام ..
فتح الباب ليفاجأ بوجود ..((أُويِس)) .. إبنه الأكبر .. صمت قليلاً ليتأكد أن ما
يراه هو إبنه وليس يحلم ..
أحمد بعد صمت لم يكن طويلاً: إبني أويس وإلا أنا بحلم؟!!
أويس: أنا أويس يا با .. أنا أويس
ضم أحمد إبنه الأكبر أويس وأختلطت دموعهم ..
أحمد: فين روّحت يا ابني إحنا بننتظرك من زمان
أويس: إشتقت إلكم كلياتكون
أحمد: وإحنا إشتقنا إلك .. أنا وإمك وعمتك .. وإختك سنا ..
أويس: ومقداد شو عامل .. أكيد صار كبير ...؟!!
صمت أحمد ولا يعلم ما يقول لإبنه العائد من السفر الذي يبلغ من العمر 25 سنه
حدق أويس بأبيه ليستنبط الحزن الذي أنجلا عليه: عملوها اليهود صح؟!!
تنهد أحمد بحزن: إيه يا ابني وإبن عمك عمر
أويس: لا تحزن يا با .. هذا شرف إلنا .. الشهادة .. إحنا بنتمناها ..
أحمد: تفضل حتى تسلم ع أمك
دخل أويس داخل المنزل .. لم تكن فادية تتوقع أن زائر الليل هو إبنها الذي غاب
منذ أن كان عمره 18 عاماً ..
ضمت فادية إبنها وهما يبكيان ..
أويس: أحسن الله عزائك يا إمي بوفاة إبنك مقداد
فادية ومازالت ممسكه بإبنها ولكنها تركته فجأة بعد أن سمعت عزاء إبنها ..
ليعود الحزن من جديد وكأن رؤية إبنها أنستها فجيعتها بإبنها الآخر ..
مسحت فادية دموعها ومازال ذلك الموقف متعلقاً بذهنها .. بدأت حكاية الموقف
وكأنها تشاهده ..
فادية: كان مقداد شجاع .. كان عمر شجاع .. إجو إلنا وساعدونا .. وأنقتلوا
وراح شرفنا وعزنا .. راحوا وراح معاه شرفنا ..
صمت أويس وهو يحس بإن الأقدار أعادته لمنزلهم لتحزنه ..
أويس: إمي لا تبكي .. أنا بكون قريب منكم وماراح يتكرر هاد مرة تانيه
فادية: من فمك للسماء
خرجت العمه إيمان لتشرب الماء وتفاجأت بوجود أويس .. وأنهالت عليه بالقبلات
وهي محترقه شوقاً له ..
خرج أويس وهو محمّل بالهموم .. وبدأ يتجول في شوارع غزة ..
أما في الصباح فبدأ يساعد والده بإصلاح ما يمكن إصلاحه من البستان ..
(( وفي المساء))_..
ذهب أويس للقيا ذلك الصاحب الوفي الذي كان معه في فترة غيابه .. دخل المكان
الذي إتفقا عليه .. وهو قهوة العم ..((علاء)).. إتجه أويس مباشرة لتلك
الطاولة .. التي جلس عليها شاب في 25 من عمره .. سارح الذهن .. لم ينتبه
لأويس القادم إليه .. سحب أويس الكرسي وجلس أمامه .. نظر كلٌ منهم إلى
الآخر .. لتحكي العيون الحزن الذي ألم بهم .. كان الصمت سيد المكان .. وكلٌ
منهما يرقب الآخر بنظرات حزينه .. قطع هذا الصمت صوت النادل ..
النادل: شو بتشربوا؟!!
نظرا إلى بعضهما بصمت .. إحتار النادل .. وكرر السؤال مرة أخرى ..
وأخيرا تكلم أويس: بدنا إثنين شاي بعد إذنك
النادل: بتؤمر أمر
.. وذهب ..
أويس: أَيّهَم .. شو صار إلك؟!!
أيهم: شو صار إلي ..!! شو ما صار إلي ..؟!!
أويس: إحكي لي شو صاير .؟!!
تنهد أيهم بحزن ورمق صديقه ثم قال: لما إرجعت لبيتنا ما كان فيه حدا في البيت
ولما روّحت عند جارنا حكا لي .. أنو بيي أستشهد قبل سنتين .. وإمي قبل خمس
شهور .. وماظل غير فارس 11 سنه ساكن عند جارنا .. وإنت إحكي لي شو
صار معك؟!!
أويس: ..((أخبره بكل شيء))..
صمت قليلاً ثم أكمل: أنا لازم أدبح خمس من اليهود
أيهم: يا حبيبي بيتكم مو أول بيت بيدخلوه ويدبحو اللي فيه ولا بيتكم أول بيت
بيوخدوا شرف بناتهم
نهض أويس والشرر يتطاير من عينه: بس حيكون آخر بيت .. بنقدر .. بنقدر
أيهم: أنا بعرف أنو بنقدر لكن كيف ..؟!!
صعد أويس على الطاولة وكانت القهوة مليئة بالشباب الفلسطيني وكلٌ منهم يرسم
الآمال لتحرير ..((فلسطين))..
أويس بصوت عالٍ: إحنا شباب فلسطين .. وإحنا بنحرر فلسطين .. صح؟!!
هتفوا جميعاً: معاك حق
أويس بصوته العذب أخذ يردد بعض الأهازيج وهم يرددون ..
أويس بصوت أعلى من ذي قبل: أوعى تفكر يا محتل
بأرض بلادي راح تظل
عمرك ما بتخوفنا
إحنا كبار وما بننذل
صرخ أحد الشباب: ثاني
إبتسم أويس وقال: فلسطين بتظل ومنشانك يا فلسطين بنغني لك .. يلا يا شباب
معي؟!!
الشباب بصوت واحد: معك
أويس: صامد يا دار
رغم الحصار .. صامد
غزتنا الحرّة
نزرعها ثوره
صامد في حي الزيتون
في رفح وفي بيت حانون
ورح نملا أرضك حنون
ونسيجها بالإصرار
صامد .. صامد .. صامد ..
وأخذ الشباب يرددون معه وهم شعله من الحماس .. صعد أحد الشباب على طاولة
أخرى وقال بصوت جهوري عالٍ: إحنا فلسطين وفلسطين إحنا .. فلسطين بتتحرر
فلسطين إنتظرينا .. إنتظرينا ..
وأثناء سعادتهم البالغة أقصى حد .. والإبتسامة ملأت الوجوه .. والقلوب إشتعل
حماسها .. إنفتح الباب بقوة وكاد أن ينخلع .. ليظهر القادم .. (جندي يهودي) ..
وقف كلٌ مكانه ولم يتحركوا .. دخل هذا اليهودي وتقدم .. كان يسير بخيلاء ..
ماذا سيحصل ؟!!
السعاده ملأتهم فما لبثت ثواني حتى تلاشت ؟!!
أرجوا أن تتابعوني حتى النهاية
لا إله إلا الله
السفاحة: منعطف خطير