شلونكم شخباركم
هذي قصة حزينة ومؤثرة وايد قريتها في موقع وحبيت انقلها لكم
اخليكم مع القصه1----------------
- يالله .. أنا طالع للسوق تبين شئ .. - أبي سلامتك .. انتبه لنفسك خالد تكفى .. - طيب يا روحي ..
خرج .. وهو واقف أمام الباب .. تذكر أنه لابد لزوجته التي يعيش وإياها الحب بأسمى معانيه وأرقى صوره .. حب نزيه طاهر .. لابد لها من عذر لهذا اليوم الذي غابت فيه ..
فأبدى اهتماماً كعادته مع زوجته في كل صغيرة وكبيرة .. وهنا ..
عاد إليها مرة أخرى ..
دخل البيت ..
- هاه .. خالد .. ما رحت للحين ...
هو مطرق رأسه ..
- إلا طالع الحين .. بس .. ما أدري ما تبيني أروح للمستشفى أجيب لك عذر .. - إلا والله .. إن كان ما عليك كلفة .. - أي كلفة الله يخليك .. أنا أنبسط بخدمتك ..
فأطرقت رأسها وقد علت وجنتيها حمرة الخجل الذي يزين نساءنا .. وأحست بشعور غريب ينتاب قلبها .. لم تكد تصف هذا الشعور ولم تعرفه .. غير أنها كانت تخاف منه ..
خرج خالد من منزله .. وركب السيارة .. وبعد أن أدار محركها .. وقف ..
ثم نزل مرة أخرى وعاد للمنزل ..
دخل البيت .. وعلى وجهه حالة وجوم غريب ..
- خالد .. وش فيك .. نسيت شئ ؟؟ - لا .. لا .. بس ما أدري .. - تبي شئ .. لك حاجة ..؟ - لا .. يالله .. مع السلامة .. - الله يسلمك ..
أحست زوجة خالد في نفسها .. وكأن الأمر في ريبة وشك .. فقد عاد خالد للمنزل ثلاث مرات بعد خروجه .. وليست عادته !2 --------------
كانت زوجة خالد .. تعد الغداء كعادتها .. وهي في مطبخها .. سمعت صوت الإسعاف !
فأحست بخنجر قد غرس في قلبها .. وراحت تركض دون وعيها إلى الجوال .. لتتصل بحبيبها ومن بقي لها في دنياها بعد أن فقدت أمها وأباها ..
وأخذت تتصل ملهوفة مترقبة منه سماع صوته الحاني عليها .. والتي دائماً ما يبادرها بكلمته المعتادة : هلا والله بهالصوت !
اتصلت مرة .. مرتين .. ثلاث .. عشر .. عشرين ..
وفاقت اتصالاتها الثلاثين اتصالاً .. ولم يرد .. وراحت في وجل وخوف تدور في البيت .. وعرفت أن حبيبها قد أصابه مكروه ..
واتصلت بأخيها .. فلم يرد .. واتصلت بأخوته فلم يرد أحد ..
وأجهشت بالبكاء .. وعلمت كما يعلم المحبين بأوضاع محبيهم .. وأحست بقلب الزوجة الحاني العطوف .. أن زوجها قد أصابه مكروه ..3 --------------
كان الحادث مؤلماً .. وأصيب خالد في رأسه إصابة بليغة .. ودخل في غيبوبة ..
انتظر الجميع على وجل مضي الأربع والعشرين ساعة التي حددها الأطباء لزوال الخطر .. ومضت غير أن خالد لا يزال في غيبوبته ..
انكب أبناء البلدة كلهم إلى المستشفى ليطمأنوا على ابنهم الذي عاش في الظل .. وكان يحمل أبسط معاني الإنسانية في بساطة المعيشة ورقي المعاملة ..
كان خالد .. بعيداً عن الأضواء كحال أخوته .. لم يكن ذو شأن ومنزلة في المجتمع .. غير أنه كان رجلاً محبوباً من أول نظرة .. وله ابتسامة تعكس صفاء سريرته ونقاء قلبه .. كان خالد متوسط القامة تكسو وجهه لحية تملأ وجنتيه كما امتلأت حباً وصفاء ..
ممتلئ الجسم .. وممتلئ القلب بحب الناس وحب الخير للناس ..
وقف أخوته حوله .. تحملهم الآمال بشفائه .. ويحدوهم دعاء الناس له .. بكشف ضره ..
امتلأت صالة العناية المركزة بالزوار .. لتعطي دلالة واضحة على امتلاء قلوب الناس بحب خالد .. وحب أخوة خالد وأسرة خالد ..
كان الكثير من الناس .. يقف أمام الزجاجة .. ويعتصر في حلقه غصة بكاء .. ويحاول جهده أن يكتم عبرته ويسجن دمعته .. ولكن خالد كان أحب ... وكانت العبرات تتدفق تلو العبارات ..4 --------------
في البيت .. كانت أمه .. تبكي بكاء أمٍ تشكو إلى الله بلاءها .. وترفع يديها متضرعة إلى المولى أن يتولى ابنها بعطفه ..
كيف كانت هذه الإشارة سبباً في دخول ابنها غيبوبة عميقة .. كانت الآمال تلامس الآلام .. كمصافحة الدموع للخدود ..
وأخته .. وهي تعيش ألم المخاض الذي لا يعدله ألم في الدنيا .. كانت تبكي وتقول .. ادعوا لخالد .. هو من يحتاج دعاءكم ..
مع صيحة الطفل الصغير .. وخروجه من بطنه أمه .. كان الجميع أمام زجاجة العناية يصيحون .. حين رفع خالد يده ..
تحركت قلوبهم بالأمل .. وعاشوا لحظات سعادة وهم يهنئون بعضهم ..
- شفت يده .. والله العظيم رفعه والشيخ يقرأ عليه .. - يا رب يا كريم إنك تقومه بالسلامة .. - يا رب يا شافي إنك تشفيه ..
قبل أن يتم يومه الأول .. كان الطفل ابن أخت خالد قد سمى نفسه بنفسه .. خالد ..5 --------------
أتعجب .. لحالتين متقاربتين ..
بداية حياة ... ونهاية أخرى ..
بدأت بالبكاء للطفل .. وهذه تعيش النهاية ببكاء الأهل ..
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً ..... والناس حولك يضحكون سروراً ..
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكاً مسروراً ..6 --------------
- كم الضغط يا دكتور .. - والله الضغط مرة نازل .. الحين وصل الخمسين .. والله يستر ..
استمر الضغط بالنزول .. وبدأت الحشرجة .. وبدأ الصدر ينخفض ويصعد بسرعة متناهية ..
لقد حضرت النهاية .. وجاءت ساعة الصفر .. تجمع الأطباء والممرضين حول خالد .. حاول جاهدين .. بدءوا عمليات الإنعاش القلبي ..
بعد دقائق .. وقف الجسد الطيب ..
ووقف القلب الطيب ..
وانتقل إلى رحمة الله خالد
مات خالد .. ولكنه أحيى في أنفسنا حبه .. وحب الناس له ..
مات خالد .. وهو من عاش في بسيطا حبيباً خلوقاً كريماً .. بعيداً عن الأضواء والجماهير .. ولكن يوم الجنائز يتبين حب الناس له .. وهو يوم تتجلى فيه الصورة الحقيقية للشخص ..
مات خالد .. ولكن إشارة الموت لم تمت بعد ..!
مات خالد .. كما مات قبله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .. والموت جار علينا جميعاً .. " إنك ميت .. وإنهم ميتون .. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون "
" قصه واقعيه منقوله "__________________
ولكنها قصتنا قصة النهاية والبداية.....
شكرا جزيلا.....