طِفْلَةُ ُ.. كنتُ أَهذِي ..
بحلم ٍ شفاف أبيض
وثوبُ ُ مخملي
وحديقةِ أزهار غناء
وأنا
ك طيفٍ ملون
ك عصفورٍ مُغرد
ك هتان عذب نقي
أتباهى ببرائتهِ
بأحمر شفاه مُلطخ على وجنتي
وضحكةٍ تسبقُ خطوتي .. تُجلجل أضلُعي
على أحمرِ شفاه سرقتهُ من درج والداتي
وشقاوتي تُراقص الكون ولا تنجلي
طِفْلَةُ ُ.. كنتُ أَهذِي ..
بحلمٍ .. لا أكثر .. !!
والحلمُ الآن يضجُ .. يقهر
يهدمُ أضلعي
كسيرة الطرفُ أنا
غائرةُ ُ في الشجون
حتى أخمصُ قدمي
مُثخنه بجراحٍ تكدست في داخلي
أبت .. ألا تنجلي ..
مُحمله بأسى لا يُفارقني
وروحُ ُ بداخلي تغرقُ في غياهب حُزني
تُكابد شهقات موتي
تُصارعُ أمواج الإنتظار
طِفْلَةُ ُ.. أنا ..
أحملُ فؤاد أرقهُ طول الأسى
!! .. وماحيلتي .. !!
إن كنتُ أهرب من الوجع .. فأجدهُ يبحث عني
طِفْلَةُ ُ.. كنتُ أَباهي ..
بحلمٍ رسمتُه على الجدار بريشتي
ولونتهُ بضحكتي
بأمنيةُ ُ تخيلتُها لحظةُ نوم هادئة
وحكيتُها في الصباح لوالدي
بجدتي تخيلتُها تخرجُ من ثراها
بأختٍ تخيلتُها بقربي
وعاشقٍ يعشقني .. باتساع السماء يُحبني
كنتُ أَهذِي .. بالتأكيد ..
لم يكن حلمي هذا سوى .. لحظة حمى شتوية
وحين رحل الشتاء .. أخذ معهُ حُلمي
وبقيت الحمى بجسدي المتهالك .. !!
آآه يا نفسي
فأنا محمومةُ ُ من الوريد إلى الوريد
كنتُ طِفْلَةُ ُ.. أحلم ..
لا أكثر .. !!
ك تلك الورود الملقاه بجانبي
ك حنيني إلى أختي تسبقني اللهفة إليها
ك أملٍ يتراءى لي
ك أمنيات أسعى لتحقيقها
ك جدتي
ك قلبي يتراقصُ فرحاً عند ذكرها
ك والدتي
ك عطري المنثور على ملابسي
ك مدرستي
ك غرفتي بدفئها .. وهدوئها
ك ضحكتي
كنتُ .. طِفْلَةُ ُ ..
لا أمَلُ الخيالات والأحلام
لا أمَلُ حضن والداتي وقصة جدتي
لا أمَلُ الرسم في كراستي
لا أمَلُ الشخبطة على جدران منزلنا
لا أمَلُ ضحكاتي الشقية .. حين تقع أرضاً مُعلمتي
لا أمَلُ الترنح والأناشيد والرقص .. حين أفوز بجائزة مُعلمتي
طِفْلَةُ ُ.. كنتُ أَهذِي ..
وذبلَ الحلمُ .. وانتهى
والآن أنا
.. أنثى .. جامحة ..
متوردة الأنوثة
ذابلة الجوانح ك وردتي
وحمى الأحلام لازالتْ .. تسكُنني
أعانقُ رنين ضحكة الأمس
بأنين يُمزقُ .. نياط القلبْ
بحنينٍ يُفجرُ .. مكامن اللبْ
ولازلتُ أعطشُ لحلمي
بآهات تتندى لهفةً وألمْ
فأضحكُ وقلبي يبكي
اتأملُ وداخلي يتقهقر
أفتقد العزم
أفتقد الفرح
أفتقد ذلكَ القلب المغامر بداخلي
أشعر بصخب .. وضجيج
أشعر بأسى .. وانكسار
يهزني
وأخبأ ُ بأعماقي زفرات لم تشأ أن تخرج
أنثى .. جامحةُ ُ أنا ..
بداخلي طفلةُ دامعة
سلبوا منها لعبتها
حرموها من النوم عند جدتها
فبكتْ
وبكت ْ
وبكتْ
فلا أحد يسمعُ بكائها .. !!
/
\
/
\
انتحرت الهجائية أمام حُلمي
احتارت في هذياني وانكساري
في جمودي وأوراقي وحروفي .. !!
التي لم تعد تعني لي سوى ذكرى أليمة .. تصهرني
سوى أن يتقيأ قلمي جراحاً .. عندما يقرر المسير على أحرُفي
سوى أن يعوج خط يدي توهاناً
عندما أحاول أن أخط فرحي ..
سوى أن أقهقه امامهم وداخلي .. يئن .. يبكي
يا وجعي .. يكفي
ياحزني بربكِ أخبرني
أين حُلمي .. !!
أين بحري .. ونهري .. !!
أين بعضي .. وكينونتي .. وكُلي .. !!
بأي قلمٍ أكتبكَ ياوجعي
وبأي لونٍ ألونُ كلماتي
بالحبر .. !!
أم بدمي .. !!
أم بطعم الألم الذي يحرقني .. !!
آآآآآآهٍ ..
لم أعد أنا هي طِفلتي
لم يعد احساسي بضحكتي
لم أعد ألهو وأمرح وألتهي
لم أعد أحلم ُ ولاحتى .. أهذي
ضجيجُ ُ في روحي لا يهدأ
وأنفاسي متعبه .. عالقه في الريح تتعذب
ُ.. أنثى .. جامحةُ ُ أنا ..
أرسمُ الآن أحمر الشفاه بدقه على شفتي
لكن لم تعد تجلجل الضحكة قلبي .. !!
أتمشى في بستاني
لكني أعلقُ انهزاماتي على ذبول الأزهار .. !!
أمسكُ بقلمي لأرسمَ أحرفي
لكني أجدني أهذي بأفراحي .. !!
أتذكرُ حُلمي الذي .. تهاوى
.. فتنتهي بدموعي الأمور ..
فلا أجد ما أفعلهُ
سوى أن أنظر إلى السماء علي أرتوي
/
\
/
\
/
عفواً كانت هنا
¨°o.O ) طِفْلَةُ ُ.. تهذِي .. ( O. o °"
فكانت زجاجة عطرٍ منكسر
تبحر بنا إلى موانيء من الروعة
وتأبي أن نرسى دون أن تضيفنا
بسيل من الجمال التي صنعته
تلك هي كلماتك .. وهذا ماتفعله
بنا وبمشاعرنا .. تسيطر على الوريد
فتسيطر على كلنا
(( you-name-us ))
لأني أعرف نزف قلمك .. وروعته
أعرف أيضاً أننا جميعاً مهما دوننا
تبقى حروفنا في عجز تام عن مجاراة روعتك
أعطر الأمنيات
~* /ريما *~