فراشة متطورة
21-01-2022 - 04:37 am
أدس رأسي بين سطور هذا الكتاب , ولكن رأسي مايلبث أن يرتفع , أدسه مرة أخرى ... ماباله إنه يرتفع ...؟!!
تسدد عينيّ نظراتهما في الأفق البعيد , يبدو الأفق فارغاً فيهما وكأنّ عينيّ قد كفتا عن البصر !!
ترى مالذي يجري ؟! كالذي يتلظى قلبه من جمر اللهفه والعذاب , كالذي لا تقوى رجلاه على حمل جسده من هول المصاب , مضنى من تراكم الحزن والتعب , أو كالطَر ِب من شدة الهم والكرب , لا يفقه مايقول أو يفعل كأنما عقله ذهب .
عيناي متسمرتان في نقطة واحدة لا يحيد عنها بصري المشدوه لاتتحركان .. كجسدي الذي يتخذ شكل تمثال لايتزحزح من مكانه قيد أنمله ...؟!!
سؤال مهم يؤرق عيني المسودّتان ؟!! ويشتت عقلي الحائر في متاهات المجهول ؟!! هل سيعيش عشق مجنون ليلى رافعاً رايته ؟!
هل هيام ابن زيدون الخالد في قلبه سيمنع ولاّدة من هجره ؟!
هل سيشعر قلبها وهو الذي قد اعتاد محبته بالشفقة والود مرة أخرى ؟!
وأي ذنب ارتكبه يستحق منها أن تطعنه في قلبه .. في حبه .. في هيامه ؟!
رجعت إلى إيماني في أيامي العصيبة هذه لأتزود منه ..
أيقنت أن القلوب أمرها بيد خالقها ..
لكن .. لكن الحب قد يتسلط عليها أيضاً بأمره .
يارب غوثك .. هاقد عُدت أطرق بوابة الحيرة ..؟!
حركت رأسي لأدسه في الكتاب خوفاً من إلحاح هذه العواطف والمشاعر الملتهبة .. ما هي إلا هنيهه إلا ويرتفع رأسي المدسوس ويضطرب جسدي اضطراب السليم ..!!؟؟
انظر بإرتياع لأرى قلبي ملقى على الأرض مدمى , دمعة ساخنة قفزت من عيني , ألهبت وجنتي المرهقة .
ماذا حدث ؟! ياإلهي أشعر بإعياء شديد
أ في منام أنا أم يقظة ؟!
يا إلهي مات قيس على قبر ليلى .. ؟!
مات ابن زيدون وعلى شفتيه ذبل اسم عشيقته ..؟!
وبقي حبي يتخبط بلا مأوى .. !!
دمتي ودام قلمك ذخرا لنا