نور القنديل
24-08-2022 - 09:37 am
قامت مجموعة من المختصين بسؤال أطفال تحت العاشرة من أعمارهم عن تعريفاتهم للحب، فأدلوا باجابات متفرقة، ولكنها طريفة. أحدهم قال: “ان الحب هو أن تقول لأحدهم ان قميصه جميل، فيظل تحت تأثير إطرائك يرتديه دائماً”. طفل آخر قال: “ان الحب هو عندما تعد أمي القهوة لأبي وتتذوقها قبل تقديمها للتأكد من أن مذاقها مناسب”.
آخر قال: “الحب هو عندما تبتسم حتى وأنت متعب”. طفل رابع قال: “الحب هو عندما ترش الفتاة عطراً على نفسها، ومثلها يفعل الفتى، ثم يجلسان معاً يستمتعان بشم العطر سوياً”!
في مكان آخر قرأت تعريفات أخرى للحب، بينها مثلاً ذلك التعريف الذي يقول: “الحب هو إحساسك ان المحب يلفظ اسمك بشكل مختلف، فتتأكد ان اسمك في مكان آمن في فمه”. ومنها الذي يقول: “الحب هو عندما ترمش الأهداب بسرعة وتلمع النظرات مشعة كالنجوم”. وثمة تعريف آخر يقول: “يتجلى الحب في تلك الصداقة بين المحبين في سن الشيخوخة”.
وثمة نصيحة أيضاً: “لا تقل لأحدهم انك تحبه إلا بعد التأكد من ذلك، وإذا تأكدت فعليك أن تفعل ذلك كل يوم”. وثمة نصيحة أخرى: “لكي تتعلم الحب، يجب أن تبدأ مع شخص تكرهه”.
لكن كل تلك التعريفات والنصائح، رغم جمالها وطرافة بعضها، لا تشفي الغليل عن كنه الحب. فيلسوف يوناني معاصر طرح اسئلة صارمة عن الذي يجمع بين شخصين محبين. لكنه كان أميل لنفي ما يظنه صحيحاً من إجابات شائعة بالأسباب المتداولة: “أتكون الرغبة هي السبب؟ لا! هل هو الوجدان والعاطفة والانفعال؟ وأيضاً لا، هل هو الذكاء؟ مرة ثالثة لا.. أهي هذه الأسباب مجتمعة؟”.. هذا سؤال مفتوح لا ينهيه صاحبه باجابة، مذكراً إيانا بقول الشاعر العربي القديم عن جوهر الحب: “اني احبك حباً ليس يبلغه/ فهم ولا ينتهي وصف الى صفته/ أقصى نهاية علمي فيه معرفتي/ بالعجز عن إدراك معرفته”.
ميلان كونديرا في رواية “الخلود” حين سعى لتعريف المقصود ب”الانسان العاطفي” سخر من اولئك الذين يظنون أن الشخص العاطفي هو الذي يكابد العواطف، لأن الجميع قادر على مكابدة العواطف. الشخص العاطفي، بتقديره، هو ذاك الذي يضع العواطف في مرتبة القيم ويتباهى بعاطفة الحب تحديداً كما يتباهى بأي قيمة نبيلة أخرى.
باحثان فرنسيان استهلا دراسة لهما عن الحب بشهادة لإحدى الواقعات فيه. تقول المرأة: “أحسست بأن شحنات كهربائية تخرج من جسدي، من رأسي الى أخمص قدمي، وعرفت اني وقعت في الحب. حتى اليوم مازلت أشعر بذات الذبذبات كلما اقترب مني أو نظر في عيني”. يقال ان الخوف من الفقد والحرمان قد يقوي الحب في حالات كثيرة، ولكنه في حالات أخرى قد يضعفه. أحد الباحثين في الموضوع قال: “الحب منظومة كاملة من المشاعر والسلوك والثقافة. اننا نحب بكل كياننا، بالدماغ والهرمونات والحواس الخمس وبالطبقات الداخلية للنفس”.
على أن أجمل تعريف سمعته للحب هو ذاك الوارد في فيلم “ماندولين الكابتن كارولي”. يقول الطبيب الشيخ والد الفتاة لابنته العاشقة: “يبدأ الحب بعاصفة. لكن الحب الحقيقي هو ما يتبقى بعد انتهاء العاصفة”.
وفقك الله وبارك فيك..
محبتك,,,,