- هل سألتِ نفسك عن الفائدة المحنية من نقلك لمشاكلك الزوجية لبيت أهلك؟
- موقف ودروس:
بعد خلاف صغير ومشكلة يسيرة بادرت بالاتصال على والدتها بصوت متهدج ونبرة حزينة و بعد مقدمة توجع القلوب وتفطر الأكباد نقلت لها مشكلة غير المشكلة التي حدثت لها مع زوجها حيث (التضخيم والمبالغة)، وللأسف بعض الأمهات يتفاعلن مع هذا الانفجار العاطفي لبناتهن (بحماقة) فتجدها توجه ابنتها بنصائح سقيمة (مفخخة) وتوجيهات (تعبوية تحريضية) تجاه الزوج، وبعدها لاتسل عن النتائج.. خصام وقطيعة، توتر وشقاق،ثم طلاق!
وقفات :- إن العاقل أختي الزوجة لا يقدم على أي تصرف إلا بعد قياس الخسائر والمكاسب!
هل سألتِ نفسك عن الفائدة المحنية من نقلك لمشاكلك الزوجية لبيت أهلك؟
وهل تتوقعين أن والدتك ستقف موقف الحياد وأنت تشكين إليها وقد قطعتك العبرات وترقرق الدمع في عينيك!؟
إن المكسب الوحيد من هذه التصرفات لايتجاوز الاستمتاع (بإدانة) الزواج من قبل من حولك والتعاطف معك وهو مكسب ضئيل خسيس! والحكماء هم من يقاومون تلك الرغبة المشتعلة ويؤجلون إشباعها في سبيل مصلحة أعظم ألا وهي المحافظة على عش الزوجية.
أما الخسائر فهي كثيرة فمنها خيانة الزوج بإفشاء أسراره وكشف ما يجب أن يستر في حياتكما إضافة إلى تصعيد المشكلة وتكثير أطرافها وهذا ما سيزيدها تعقيدا وصعوبة.
وكذلك إزعاج الأم وتأجيج قلبها على الزوج كما أن إقحام الأم في تلك المشاكل ليس من البر في شيء فإشغال الأهل وتكدير مزاجهم في مالا يستحق وتحميلهم أعباء إضافية أظنها إحدى ضروب العقوق..
وهذا لايعني إخفاء كل شيء عن الأهل فهناك حالات لايسكت عنها (كإدمان أو عنف دائم) تستلزم الاستشارة وأخذ الرأي ولكن يجب أن ينتقى هذا الشخص بعناية والمفارقة أنه سوف يأتي يوم وتندمل فيه جراحك وتتجاوزين الموقف لكن قلب والدتك المستعر من سيطفئه؟
كثير من الإخوة يشتعل قلبه ويحمر أنفه ويتمعر وجهه إذا ما سمع شكوى أخته من زوجها وتراهم بعدها يتورطون في تصرفات (صبيانية خرقاء)كان يعمد أحدهم إلى الاتصال بالزوج وسبه وشتمه وهو بهذا التصرف لاينتصر لأخته في الحقيقة إنما ينتصر لكرامته التي يظن أنها قد مست!وهم كمن يجاهد في غير عدو للأسف! والكثير من الأزواج لايقبل مطلقا بتلك الإهانات ولا يرضى بها من أي كائن كان ولو كان ثمن ذاته الجريحة الانفصال فلن يتردد فيه! و بعدها ستعود الزوجة إلى بيت أهلها وقد سبقها لقب مطلقة!!
والمفارقة المضحكة المبكية أن هولاء الإخوة (الأشاوس) لن تجدهم حاضرين فيما لو احتاجت إليهم أختهم مستقبلا في قضاء حاجة لها (وأنا لا ألومهم فالكل منشغل بنفسه ولا طاقة لهم بتحمل أعباء إضافية) وعندها ستعرف حق وقدر الزوج! وكثيرا ما سمعت من أخواتي المطلقات يتحدثن بلهجة غلفها ندم بالغ وحسرة موجعة جملة (نار زوجي ولا جنة أهلي)
- أختي الزوجة إن العقل والنقل يتفقان على أن زوجك هو أقرب الناس إليك وحتى من أهلك فما بالك تضعينه في مربع الأعداء؟ وتستغلين المواقف تجيشين الكل ضده وتحرضين الكل على رفضه!
- إن الأزواج العقلاء هم الذين يسيطرون على مشاعرهم ويروضون انفعالاتهم ويبذلون الوسع نحو الخروج من نفق الأزمات واحتواء المشاكل ومن غير المتوقع أن يتعامل الأهل بهدوء وعقلانية مع تلك الأزمات وما يصاحبها من هالات ضخمة وتهويل.. إن العقل لايقاس في لحظات الصفاء والحب الصادق إنما يختبر في أوقات الألم لذا فإن احترامك لزوجك وتقديرك له يكون على المحك عندما تختلفان فاحرصي على أن تنجحي في الاختبار..
موقف ودروس:
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول (قم أبا تراب قم أبا تراب)
تأملت في هذا الحديث فوجدت عجبا ,هل لاحظتم حكمة الحبيب اللهم صل وسلم عليه؟ حيث لم يستقص ولم يسأل عن سبب الخلاف وكذلك فاطمة رضي الله عنها لم تتحدث عن أي تفصيل ولم تذهب لبيت والدها تنوح وتصيح إنما أجابت على قدر السؤال لا أكثر، ولا حظوا ما فعل وليقتد به الآباء المندفعون قصيرو النظر والإخوة المتهورون، ذهب وهو يعلم أن ثمة خلافا حدث بين علي وفاطمة فلم يعنف عليا ولم يوبخه ولم يحقق معه ولم يغلظ له بالقول بل عالج الأمر بحكمة وترو بمداعبة علي وممازحته بقول قم أبا تراب فما أعظم الأب وما أعقل الزوجة.
ومضة قلم:إذا لم يكن في حوزتك غير مطرقة فستتعامل مع أي شيء على أنه مسمار.
من أيميلي
مشكوره على النقل