أمراة لعوب

على مسرح الأوهام
وحين ترقصين في خيالي
لا أرى سوى النجوم حولك
تنظم حروفا وكلام
ترمي طيوفا وأنغام
وأنا أهوي من أبراج أفكاري
وأسرج فرس الوصف
وأمد إليكِ أبياتا منظومه
وأنا أهذي وأنت ترقصين
ووسط الزحام تصير أشعاري
كلمات بلا معنى
وطلاسماً غير مفهومه
وأنت لا تزالين هناك
على مسرح الهذيان
وحولي أنا
تراكمت شطآن وشطآن
بحار كلها عواصف وأعاصير من العواطف
وأنت ترقصين
وجسدكِ المخملي يدور في المكان
وقدكِ المياس ينثر الريحان
ماهذا الهذيان
توقفي
لاتواصلي الرقص
لا ترقصي فوق الألوان
لا تداعبي بقدميكِ صفحاتي
فهي يا حياتي أوراق بلا عنوان
جسد دون إنسان
سراب ليس له كيان
وعينيكِ تأخذ طيفي
في رحلة سرمدية
إلى عالم النسيان
وأنا وفي لهفة النظر
لا أدرك يا سيدتي
أين الخطر
ورأسي يدور مع رقصاتك
وأقوم من على مقعدي
لأراقصك
تقتربين تمسكين يدي وتلعبين
راقصة من فراغ
وخيوط من حرير
وأنشودة من لا شيء
هكذا الهوى
فراغ بلا كلمات
وكلمات بلا حكايات
فقط أهواء وأمنيات وتزهر الحياة
واللون يلمع وعينيكِ تسطع
والليل ينقشع وأنت ترقصين
كما كنت يا سيدتي
من سنين تفعلين
بنفس الثوب الفاتن
ونفس الشعر الفاحم
ونفس الجسد الرشيق
ترقصين
وقلمي يرقص
تداعبه دموعي
وعلى فصل من سنة بلا رقم
كان تشرين
يبكي بألم
وهو يراك ترقصين
وهو يشاهدك تلعبين
وأنا لازلت أهذي
ماذا فعلتِ يا جميلتي
لِم رحلتِ
لم الآن ترقصين
لماذا على أوراقي ترقصين
وأنت بجرحي العميق
أنت تعلمين لماذا الآن
لماذا الآن ترقصين
’’
بيني وبينكِ حاجز وأي حاجز ذاك
طاولة
كرسي
أم كلمات
أم زحمة الكلمات على فمي تتسابق
أيها تخرج أولا ً
أيتها المرأة القادمة من الشمال
ها أنت تخترقين جمجمتي
لتستقري في تجاويف الدم
وتتجولين بعدها داخل شرياني
لا
لن أسمح لنفسي أن تراكِ ثانية
فإبليس متربص بنا
يريد أن يلحقني بالخطيئة
وأنا مكبل بالخطايا
أنا بختصار خطيئة رجل وإمرأة
لا أريد أن تتكرر تلك الخطايا
الأطفال يا سيدتي لا يحبون
إنهم يعيشون بفرح
وأنا رغم الكرسي
رغم الطاولة
رغم الكلمات المبعثرة
التي تتزاحم في فمي
ورغم عطرك الهادئ ورغم كل هذا
أنا كالأطفال أعيش بفرح
وكالكبار تحيطني الخطيئة
سيدتي أوصاني قلبي
أن لا أدخل مدينة اللعوب كعاشق
قال سوف تجد حشداً بائساً على أبوابها
وجموعاً أخرى تشبث بجدارنها
على وجوههم أمل يابس
وعلى شفاهم تموت مصائرهم
هي الضياع
هي العذاب
هي الحزن
هى الموت
تشيع فيهم فاحشة الرجاء
بالوصل بالرغبات
هي اللاهية عنهم
هي الراغبة بعذابهم
من أجلها
يستعذبون خديعتهم يتدرجون في المتاهة
حد كهولة الأمنيات
يظنونها حبلى بالوصل
فيتنظرون عاماً بعد عام
يحتفلون بتميمة الولادة
قبل أن تولد شمسها
ينسجون حكاياتهم
على قداسات ظلها المؤقت
تجعلهم مطية تعبر بهم
كل السماوات
وكل الفضاءات
وكل الليالي التي بها يقين القمر
كالدروايش الذي يؤمنون برقة السحاب
كالبحارة الذين يؤمنون
ببراءة البحر
وببكارة الشواطئ
أوصاني قلبي يا سيدتي
أن أكن حذراً وأنا على شفا خديعتكِ
أن أدخل بلباس الصديق
وأتعلم كيف تتقنين التزهد
في رغيفك الساخن
وأتعلم كيف تتماسكين نبلاً
أمام فضائل أنوثتك
قال لا يغرك بابها الموراب
فتنزلق قدمك ولا تأمن نافذتها
فيستطيل حلمك
ولا تسول لك النفس ذات شهوة
بأن تهز جذعها
فيتساقط عليك هجرها
كن قريباً
بمقدار حب الأصدقاء
وكن خبيرا بأريحية المسافات
وكن نقياً حد النبوة
كن عصياً على ما يتناثر منها غنجاً
سوف تراك الكافر بنعمة أنوثتها
يعذبها هذا الكفر منك
ومجدك هو أن تكون كذلك