- ( زملوني زملوني ، دثروني دثروني ..)
- فهل رأيتم أعظم من هذه المرأة !!....
- ومن الأحاديث عن مكانتها رضيّ الله عنها ، اخترتُ لكن هذه الأحاديث :
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
- مسلم 4466
- قال الذهبي :
عندما نقرأ سيرته عليه الصلاة والسلام ، فلا بدّ أن نتوّقف طويلا عند زوجة الرسول الأولى ، سيدة قريش ، الملقبة : بالطاهرة الصابرة العفيفة أم المؤمنين وسيدة النساء التي كانت خير عون للرسول صلى الله عليه وسلم ....
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشية الأسدية.
وُلدت في بيت مجد وسؤدد قبل عام الفيل بخمسة عشر عاماً تقريباً ، ونشأت في بيت طاهر طيب الأعراق ، اشتهرت بالحزم والعقل والأدب الجمّ ، أغناها الله تعالى بسعة النعم وكثرة الخدم والحشم ومن عليها ذو الجلال بكثرة الأموال فكانت تستأجر الرجال ليتاجروا في ذلك بالحلال فتضاربهم عليه بشيء معلوم ويستفيد بذلك الجميع على العموم ...
وكلنا نعلم ، كيف طلبتْ من الرسول عليه الصلاة والسلام ، الزواج ، بعدما اختبرت أمانته وصدقه ، وأخلاقه العظيمة ...
وأردت أن أركّز الحديث ، على موقفها رضيّ الله عنها ، عندما نزل الوحيّ على محمّد صلى الله عليه وسلم ، وكيف يجب أن نقتدي بها في وقوفنا الى جانب أزواجنا في المحن والمراحل المصيرية من حياتنا ...
فعندما عاد الرسول من الغار بعد نزول الوحي عليه ، وهو خائف مرتعد الأوصال يقول :
( زملوني زملوني ، دثروني دثروني ..)
وبعد أن استوضحت منه الأمر . قال لها : " يا خديجة لقد خشيت على نفسي ". وهتفت الزوجة الحبيبة العاقلة في ثقة ويقين : " الله يرعانا يا أبا القاسم ، أبشر يا ابن العم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ، والله لا يخزيك الله أبداً .. إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكّل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ".
ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل وحدثته بما كان من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فصاح قائلاً : " قدوس .. قدوس .. والذي نفس ورقة بيده ، لئن كُنتِ صدقتني يا خديجة ، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى ، وأنه لنبيّ هذه الأمة ، فقولي له فليثبت ".
قال لرسول الله : " والذي نفسي بيده إنك لنبيّ هذه الأمة ، ولتُكذبن ولتُؤذين ، ولتخرجن ولتقاتلن ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يا فوخه " ..
فقال محمد صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " أجاب ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ماجئت به إلا عُودي ، ليتني أكون فيها جذعاً .. ليتني أكون حياً ، ثم لم يلبث ورقة أن توفي ..
فهل رأيتم أعظم من هذه المرأة !!....
فقد كانت أول من آمن بالحبيب صلى الله عليه وسلم من النساء والرجال فصدقته و آزرته و أعانته و ثبتته ، و خفف الله بسبب ايمانها عن نبيه صلى الله عليه وسلم كل هم وفرّج عنه ما أصابه في الدعوة من تعب ونكد وغم ، فكان لا يسمع شيئاً من زمرة الإلحاد من تكذيب وجحود وعناد ويرجع إلى أم المؤمنين خديجة إلا ويجد عندها كل هدى وسداد فتهون عليه الرازيا وتواسيه وتبعث الطمأنينة إلى نفسه وتسليه وتمنحه العطف وتبشره بما سوف تراه فيه وتشجعه وتؤيده وبكل خير تمنّيه ، وقد ثبت أنها رضي الله عنها صلت معه عليه الصلاة والسلام وتشرفت بمنقبة الوضوء واستقبال البيت الحرام ..
ومن الأحاديث عن مكانتها رضيّ الله عنها ، اخترتُ لكن هذه الأحاديث :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(( مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي ، وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ، وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ ، وفي لفظ (ثُمَّ يُهْدِي فِي خُلَّتِهَا مِنْهَا) ، وفي لفظ (وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَتَتَبَّعُ بِهَا صَدَائِقَ خَدِيجَةَ فَيُهْدِيهَا لَهُنّ ))
رواه ا لبخاري 3534، مسلم 4463، 4465،الترمذي 1940، أحمد 23174
وَلِلْبُخَارِيِّ فِي صحيح الأَدَب الْمُفْرَد مِنْ حَدِيث أَنَس قال :
)) كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ يَقُول : اِذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلانَة فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَة لِخَدِيجَة ))
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(( لَمْ يَتَزَوَّجْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ ))
مسلم 4466
قال الذهبي :
(( ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها ، وجاءه منها عدة أولاد ، ولم يتزوج عليها قط ، ولا تسرى إلى أن قضت نحبها ، فوجد لفقدها ، فإنها كانت نعم القرين ، وكانت تنفق عليه من مالها ، ويتجر هو لها ))
سير أعلام النبلاء 1/110
سيرته عليه الصلاة والسلام دروس وعبر لنا ، وزوجاته أمهات لنا ، وقدوة للزوجات المسلمات جميعا ...
أخيرا : كلّ الفائدة أرجوها لكن ، وجعل الله منزلتكن عند ازواجكن كمكانة خديجة رضي الله عنها عند رسولنا صلى الله عليه وسلم ....
المراجع : للأحاديث
اخلاص ووفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة زوجته
وجعله فى موازين حسناتك