- أي نوع من زيوت الطعام نختار
- زيت ''إينوفا''
- زيت ''كانولا''
- الزيت الأفضل
أي نوع من زيوت الطعام نختار
بعد أن تبين لنا، كما تبين للعلماء والأطباء من قبلنا، أن الزيوت النباتية ''الدهون غير المشبعة'' أفضل، وأكثر فائدة للإنسان من الزيوت الحيوانية ''الدهون المشبعة''، أصبح السؤال الآن هو أي نوع من الزيوت النباتية نختار؟
يشغل السؤال بالنا، كما يشغل بال مراكز أبحاث السمنة، أمراض القلب، الشرايين، وأيضا أبحاث السرطان، وتزداد أهمية السؤال في ضوء هذا الكم الهائل الذي يملأ الأسواق من سلع ومنتجات الزيوت النباتية، وبأسماء تجارية متعددة وكثيرة، ربما تضعنا في حيرة وتجعلنا في حاجة إلى من يقودنا إلى معرفة الأفضل والأنسب·
هذه ''قراءة علمية ''تقدمها لنا ''كارين كولينز'' الخبيرة في المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، في واشنطن دي سي، لأحدث ما صدر من دراسات تجيب على سؤالنا، وتحدد لنا أسس انتقاء هذا النوع، أو ذاك، من منتجات الزيوت النباتية المتوفرة في السوق العالمية، ومدى توافق ما نختاره مع أحوالنا الصحية·
يحتاج جسم الإنسان، يومياً، إلى 70 جراماً من الدهون: 90 بالمائة منها غير مشبعة، و10 بالمائة مشبعة· ويحتوي كل جرام من الدهون على 90 إلى 120 وحدة حرارية ''كالوري''· وتوفر الدهون الأحماض الأساسية للجسم، كما أن بعض هذه الأحماض لا يتم ''تصنيعها'' داخل الجسم، وبعضها من أهم ما يحتاجه الجسم للنمو، تنظيم ضغط الدم، تقليل عمليات التجلط، وإمداد الجسم بمجموعة متنوعة من الفيتامينات المذابة في الدهون·
تتوقف ''قراءة'' كارين كولينز أمام الزيوت النباتية الخالية من الكولسترول، وترصد زيت ''إينوفا'' المنتج من فول الصويا، باعتباره الأحدث في الأسواق، كما ترصد زيت ''كانولا'' المنتج من بذرة اللفت، إضافة إلى زيت الزيتون ·
زيت ''إينوفا''
تدعونا الباحثة الأميركية إلى التوقف أمام تفاصيل ''المكونات'' التي تحرص مؤسسات تسويق منتجات الزيوت النباتية، الخالية من الكولسترول، على طباعتها على العبوات، والتي تؤكد أن هذا النوع من الزيوت يساعد على خفض الدهون في الجسم، سهل الهضم والامتصاص، من سائر الزيوت النباتية، لكن الجسم يتعامل مع ''إينوفا'' بطريقة مختلفة: إذ بدلاً من الانتشار في الجسم، يجد هذا النوع من الزيوت طريقه إلى الكبد، مباشرة، حيث يتم حرق دهونه وتحويلها إلى طاقة·
زيت ''إينوفا'' عولج بشكل خاص، وعبر عمليات متعاقبة معقدة، لكي تكون له تركيبة تضمن لمكوناته الوصول المباشر إلى الكبد، والاحتراق· يتعلق الأمر هنا بمعدل حرق الدهون وعلاقته بزيادة الوزن، وان ''إينوفا'' يعد الأنسب ''لإدارة'' عمليات الحفاظ على الوزن، ويمنع، أيضا، ما يسمى بالتراكمات السنوية المتوقعة في الوزن عند البالغين· في حين ترى بعض الدوائر البحثية التي ترصدها ''كارين'' أن زيوتا من نوع إينوفا ربما تخفض نسبة المركبات الدهنية العضوية في الدم، إذ تحافظ على نسبة الدهون المشبعة في هرمون الكولسترول ·
زيت ''كانولا''
زيت ''كانولا'' يحافظ أيضا على نسبة الدهون المشبعة ويحتوي، مثل ''إينوفا''، على نسبة عالية من الدهون، الأحادية والمتعددة، غير المشبعة، والنوعان مفيدان لصحة القلب· وقد أظهرت أبحاث حديثة أن الدهون المشبعة أقل استقرارا، ويمكن أن تجعل الخلايا أكثر عرضة لنظائر ''طليقة'' تؤثر عليها بالقدر الذي يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، فقدان النظر، ومشاكل صحية أخرى تظهر مع تقدم العمر· أحماض زيت ''كانولا'' الأحادية غير المشبعة تتميز بنسبة عالية من الاستقرار، كما أن دهونه المتعددة غير المشبعة غنية بأحماض ''اوميغا ''3 وهي أحماض صحية توجد في اسماك السلمون، والأسماك الدهنية· ويقول الخبراء إن زيادة أحماض ''اوميغا''3 إلى أحماض ''اوميغا''6 (النوع الآخر من الدهون المتعددة غير المشبعة)، في ما نتناوله من طعام، يساعد على الوقاية من أمراض القلب والسرطان، والعديد من المشاكل الصحية· زيت ''إينوفا'' يمدنا بالقليل من أحماض ''اوميغا3 ''، لكن هذه النوعية من الأحماض، إضافة إلى ''اوميغا6 '' تتواجد بتوازن في زيت ''كانولا'' ·
الزيت الأفضل
لكل زيت خواصه، ولا يوجد ما يسمى بالزيت الأفضل· قاعدة يبقى فيها زيت الزيتون هو الاستثناء، رغم ما يحتويه من نسبة من الدهون المشبعة التي لا تزيد عن جرامين في كل ملء ملعقة مائدة· أما الأحماض الأحادية غير المشبعة فهي أعلى بكثير في زيت الزيتون عنها في زيت كانولا· العكس هو الصحيح بالنسبة لأحماض اوميغا 3 المتوفرة بنسب أعلى في زيت كانولا· لكن زيت الزيتون يحتوي على كيماويات نباتية، مثل الفينول ''حامض الكربوليك'' ومضادات الأكسدة وبقايا من بذر الزيتون لا تراها، ويبدو من منافعها، إنها تحول دون نمو بعض أنواع من السرطان· الشوائب، وهي نوع آخر من الكيماويات النباتية الموجودة في زيت الزيتون، ربما تحول أيضا دون تغير الخلايا و ''الخمائر'' أو الأنزيمات النشيطة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان·
ولا تزال الأبحاث جارية في محاولة لإثبات حجم الكيماويات النباتية التي تبقى في زيت كانولا، وكذلك إثبات وجودها أو عدم وجودها في زيت إينوفا· لكن هذين النوعين، إضافة إلى زيت الزيتون، من الاختيارات الصحية· ورغم احتياجنا إلى أحماضها الدهنية من اجل حياة صحية سليمة، علينا أن نتذكر جيداً أنها، وفي نهاية الأمر، دهنيات يجب استخدامها باعتدال وعن وعي واطلاع متمهل لمحتوياتها، ومعاني الرموز والأحرف والكلمات المستخدمة في وصف تراكيبها ·
يسلموا