إن حبك كان حبك ومات

...
بما أنه رحل وغاب وتوارى بعيداً عن سويداء قلبي, فسأبداء بقولي "كان حبه" بدلاً من " إن حبك"
التي أُسطرُهاله كل يوم في رسالةٍ نصية, العبارة الأُولى أُطلقها عامةً لكم لأنني أُريدُ البوح , البوح الذي يجب ألا يظهر لمن هم حولي, البوح الذي أعتدتُ على نثره ُ خلف إسمٍ مستعار , وصفحةٍ نتية , والعبارةُ الثانية كانت خاصةً له , وحده من كل بستان كانت زهرة ,
كل صباح يرتشفُ رحيق حروفي مع قهوته , ويتناولُ عباراتي مع إفطاره ,حتى إعتدنا,
وبعدالتعود, ساد جمودٌ غريب , كان الأولى لي , أن أعودُ أدراجي , بهدؤ, لأن ذاك الجمود أعقبهُ
إنهايار هائل ,دمر النفس ,لكنني أعترف بأن عنادي , قضى نحبي , فكان فراق, سبقه " أنتي إمرأةُ لاتستحق الحياة " العجيب أن هذا الحب سبقه " أنتي أنثى تسحق أن تقف الدنيا من اجلها "
كنت أعلم أن الدنيا لا ولن تقف دوني , وكنت أعلم بأنني أستحق الحياة , فقد أستحقها من هم دوني , كنت أُدرك لماذا لازال حبه يلسعني كحمى الضرير, حبه الذي كان كريح كمبودي أصيل خرج في غير موطنه ,حبه الذي كان نضوج فاكهة صيف في أول أيام الشتاء , كسقوط المطر في سماء صحو وشمس براقة, كخروج نور من جوف كهفٍ مُظلم , كجزيرة أعجزت مكتشفيها , حبه كان هبةُ الله , فسبحان الله , كان حُباً لذيذاً, لأنه ساطياً , ولازالت نكهتة تنفحُ لساني , رغم الفراق المر, كتب قبل شهورٍ طويلة , مقالة عظيمة, ينعي فيها اللحظات التي تنفسها برفقتي , ولأنني أُنثى تمجدُ الحق وتنحني للحقيقة, كتبتُ هذا البوح , لأقول ماأروع حٌبه , هذا بوحٌ عام لكم , لاأخشى أن يقراه , أو يعلمُ به , او بي , أتدرون لماذا ؟! لأنه مات , أصابيته لعنتي فمات , وبعد موته , أستطعت البوح , سأعترف بأنني كثيرةُ الكلام , وصانعة للحروف , حينما يرحلون , وساكنة حال وجودهُم.
أحبابي الطيبين الذين انخدعوا بي , وأحبابي الأشرار الذين أنخدعت بهم , على ذات النهج أسير, ومازلتُ أسير, لأنني مفطورة , ولاأعرف كيف أصطبغ , فهل سيكون لي موعد مع حُبٍ كحبي المتوفى ,وليكن دون عبارات لاتغيب عن الذاكرة.
بقلم/ أحزان الحجاز