الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
اليوم الخامس عشر من الشهر
وأنا على شرفتي أناظر القمر
لأني على موعدٍ اليوم معه
ها قد أتت حبيبتي على موعدها
مددت يدي إليها لأحتضن يديها
وعيني لا تفارق عينيها
وبإبتسامه رقيقه . . . .
سألتني هل تحبني ؟
ابتسمت لها . . . . . والثقة تملؤني
حبيبتي كيف احبك وأنتِ الحب نفسه
أنتِ روحي , أنتِ حياتي , أنتِ عمري
أنتِ سر وجودي هنا في هذا العالم
أنتِ بلسمٌ شافي يطيب جراحي
تبسمت يملؤها الخجل ضاربةً بيدها على صدري
قبلتها على شفتيها . . . . ذاهباً بذاكرتي حين ألتقيتها
ضامماً يدي و يديها سوياً . . . سائلاً إياها
حبيبتي
ألا تعلمين . . . نظرتكِ إلي اشعرٌ بها
أرى في عينيك ذكرياتي
أرى في لون عينيك لون سعادتي
يروق لي النظر إليك وتأملك
أعشق سحر عينيك وجمالهما
ما أجمل لغة العيون وما أعجبها
سبحان الله , سبحان الله
حبيبتي
أتذكرين يوم التقيتك . . . ؟
كنت يومها ذاهباً للصيد . . .
فجأة . . . .
رأيت فتاة على الشاطئ . . .
اقتربت منها , مستمعاً صوت أنينها
رباه ما هذا . . . ؟
فتاة تبكي على الشاطئ !!!
كيف ومن أين أتت , ولم تبكي !!
دنوت منكِ قليلاً . . . .
سألتك : ماذا بكِ يا آنسه ؟
أجبتني وعينيك تفيض دمعاً رافعة يديك
مشيرةً بأصبعك نحو موج البحر
ولكن لم أفهم شيئاً . . . !!
وما أن التقت عيني بعينك حتى تسارع نبضي
شعرت بشيءٍ قد حصل بي أو وقع !!
لقد أصبتني برصاصة الحب
ولكن لم أكن اعلم ما مسماها
يملؤني الخوف والحيرة تعتريني
لم تلتقي عيني بعيني فتاة من قبل
بدأت مرتبكاً , مذهولاً من هول الموقف
وما أن رميتي بنفسك واحتضنتني
حتى أحسست بأني سوف أغيب عن الوعي
وأنتِ تبكين على صدري ,فاضت عيني
لم أكن اعلم بأني ابكي , لم أكن واعياً
استرسلت في البكاء معك دون الشعور
وما أن سمعتي صوت بكائي حتى نظرتي إلي
وابتعدي قليلاً . . . واشرتي إلى الموج
رأيت شيئاً يطفوا على سطح البحر
تتعالى به الأمواج ولا يصل الشاطئ
لم أرى مثل هذا المنظر في حياتي
شعرت بالبرد وبأن الأرض تدور
كدت افقد توازني . . . . .
شددتي ثوبي صارخة ونظرك إلى الموج
وأنا أقول في نفسي ما ذاك بحق السماء
يا إلهي اشعر بالخوف الشديد ولا استطيع فعل شيء
جثوت على ركبتي ويدي باكياً
لم استطع التوقف عن البكاء مغمض العينين
فجأة . . . . .
إذا بنعومة يديك تضع رحاها على خدي
نظرت إلى عينيك , وأنتِ تعلمين بأني خائف
أشرتي مرةً أخرى إلى البحر تملؤك الإبتسامة
ثم مسكتي بيدي وساعدتني على النهوض
ومن ثم مشينا قدماً نحو ما يطفو
ما أن اقتربت منه أكثر و أكثر
واكثر . . . .
واكثر . . . .
واكثر . . . .
واكثر . . . .
واكثر . . . .
حتى رأيت جثة الفتاة التي احتضنتني منذ قليل
انظر إلى الجثة وأنظر إلى الفتاة وأنا . . . . . .
فجأة وإذا بالفتاة تلوحٌ بيدها مودعةً إياي
وأنا أكاد أن اصبح صنماً من جمودي
فجأه . . . . . .
إذا بالفتاة تدخل داخل الجثة وتختفي وتبقى الجثة
حتى صرخت صرخةً شقت الكون بأكمله
فاقداً بها روحي وقد تعالت نحو السماء
متجهه إلى خالقها رب العزة و الجلالة
وسقط جسمي فوق . . . . . . . . . . ها
أنتهت حياتي هنا في أرض الواقع
أنتهت حياتي على هذه الأرض
لم أعد إنسياً , بل روحاً خالدة
أتعلمين يا حبيبتي . . .!!
ماذا يا حبيبي . . .
لقد أخفتني فعلاً عندما رأيتك يومها
وعندما رأيتك فقدت حياتي
لم استطع تمالك نفسي عندما رأيتك ميتة أمامي
ميتة أمامي و أجدك باكيه على الشاطئ
ومن ثم تختفين داخل الجثة . . . . . .
لقد تمثلتي إلي طيفاً , واردتي أن أصبح مثلك
قدِمتي إلي روحاً لأراكِ ميتة على سطح البحر
أتيتي لكي تقبضي روحي وأصبح مثلك
لا أعلم إن كنتِ أنانيه في فعلتكِ هذه , , , ولكن !
شاء القدر أن نتعارف أرواحا ونعيش طيفاً
ونجتمع في الشهر مره في منتصفه
آه يا حبيبتي كم أشتاق لهذا اليوم
أشتاق إليك , لرؤية عينيك
إني أشتاق إليكِ كثيراً . . .
ومن شوقي إليك , كتبت قصتي إلى أحبتي
لكي يعلم الجميع كم أحببتك وكم أشتاق إليك
والآن يا حبيبتي . . . حان طلوع الفجر
علينا العودة ونلتقي الشهر القادم
, , , ولكن !! , , ,
قبليني قبل ذهابك , عانقيني
كم س أشتاق إليك . . . .
كم أنتي رائعه . . . . وداعاً
والآن يا أحبتي
بعد أن سردت إليكم قصتي
أريد أن أعود إلي مسكني
وأريد شخصاً يغطي شرفتي بالتراب
لأعود إلى داري
لا تجاملون بليز رأيكم وبصراحه
دلوعتكم
عذاري وافي
قرأتها مرة ومرتين وثلاث واعجبت
بتلك الكلمات الرائعة غاليتي
لا أدري كيف اصف اعجابي على
ماخطه قلمك فعلاً قلمي عاجز عن
التعبير وعن ابداء الرأي
لكي مني كل الحب والاحترام
دمتي بهناء......
الملاك البريء