البامبو يربط منزلك بالتراث والحداثة

خبراء الديكور يؤكدون أن استخدام "البامبو" لم يعد قاصراً على البيوت الصيفية أو الشاليهات والحدائق والشرفات، كونه أصبح قطعة من الممكن إضافتها إلى أحد أركان المنزل الداخلية.
ففضلاً عما يتمتع به من متانة، يأتي بأشكال جميلة وبسيطة، مما جعله يعود إلى الواجهة ليحتل مكانة لا بأس بها في عالم موضة الأثاث والمفروشات المنزلية بدءا من الأسرة والأرائك والخزانات، مرورا بالصناديق والسلال وإطارات الصور والمرايا والاباجورات. ينتمي البامبو للطراز الآسيوي، حيث تعود جذوره إلى مقاطعة "وارينج" بالصين. وكان ذلك في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد حيث استخدم الصينيون فروع نبات البامبو في صنع أثاثات امتازت بالمتانة، ثم ازدهرت صناعته في الصين القديمة مما فتح مجالاً أكبر لفناني القرن السابع والثامن عشر بالتفنن فيها.
وانتهى بهم الأمر إلى التعامل مع البامبو كمادة ثرية لتشكيل الأثاث في قوالب محددة. ومنذ ذلك الوقت أصبح البامبو شريكاً أساسيا في الأثاث الشرق آسيوي ومنه انتقل إلى كافة أنحاء العالم.
ولا يعرف الكثيرون أن الصورة اللامعة التي تظهر بها القطع المصنوعة من البامبو تمر بعدة مراحل قبل وصولها إلى شكلها النهائي، حيث يتم استيراد فروع نوع معين من نبات القصب يصل ارتفاعه إلى 3 أمتار ويتم اختيار النبات في عمر ثلاث أو أربع سنوات تقريباً، حيث يكون أسهل في عملية النقش والتشكيل وما دون ذلك ينتج مادة قابلة للكسر والتشقق عند جفافها. يتم بعدها تقطيع خشب البامبو إلى قطع لتفريغه من السوائل، ثم يلف في ورق من نوع خاص ليغلى في الماء ويجفف لمدة ثلاثة أيام.
ويتم التعامل مع الغلاف الخارجي بحكه بسكين خاص مصنوع من الزجاج، ثم تأتي مرحلة الصقل والتنعيم بواسطة ورق الرمل، كما يستخدم الشمع في تلميعه ليخرج المنتج النهائي بألوان تتدرج من الأصفر الليموني والسكري والبني بدرجاته الداكنة القريبة من الأسود أحيانا. توضح المهندسة ليلى شريف خبيرة التصميم والديكور، أن قطع البامبو تزداد جمالاً كلما مر عليها الوقت. فالزمن يضيف إليها عراقة وجمالا، خصوصا مع تطور أشكاله وزخارفه، ومنها السلسلة والعقدة وأشكال الأزهار والنبات وغيرها.. المهم هو الفكرة والتوظيف الجيد وتكوين علاقات مع اللوف والإضاءة وباقي المفروشات. فتكوينات البامبو في الديكور تزداد تأثيرا في المكان كلما كانت متناغمة لتعبر عن البيئة الأصلية لها.
على سبيل المثال يمكن الاستعانة بكرسي طويل "شيزلونج" في البلكونة أو غرفة المعيشة وتكون مزودة بمساند عريضة للذراعين لتوفير الراحة ويفضل استخدام مفروشات ذات ألوان قريبة من الطبيعة كالبيج والسكري.
وبجوار الكرسي الطويل "الشيزلونج" يمكن الاستعانة بطاولة جانبية من البامبو ذات قرص زجاجي لتنسجم مع التكوين. وحسب مساحة المكان يمكن توظيف أثاث البامبو في غرفة المعيشة القريبة من الشرفات واستخدام مفروشات تتنوع في خاماتها وزخارفها وألوانها مع إضافة نباتات ذات أوراق خضراء كبيرة. كما يمكن توظيف وحدات تقسيم أو البرفانات بشكل مبسط مع إدخال الأقمشة المنسوجة يدوياً التي تحمل زخارف ورسوما طبيعية، أو تخصيص ركن يضم كرسي وطاولة بامبو عليها مزهريات فخارية أو نباتية مصنعة من سعف النخيل.
وتضيف المهندسة ليلى - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - "على الرغم من أن خشب البامبو خفيف نسبياً إلا انه متين جداً وقد تصنع منه قطع تتداخل فيها مشغولات الحديد التي يطلق عليها "الفورفورجيه" ليعطي إشراقة خاصة في المنزل".