- الفوائد الغذائية والصحية
التمور غذاء شهي طيب المذاق فضلاً عن قيمته الغذائية العالية يمكن تناوله بأكثر من طريقة.
قال رسول الله عليه افضل الصلاه والسلام (بيت لا تمر فيه، جياع أهله) وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصبح بسبع تمرات، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) وفي الصحيحين عن عبدالله بن جعفر قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان يأتي الهلال والهلال، والهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في بيت رسول الله نار) فقال عروة بن الزبير فما كان طعامكم: قالت (الاسودان: التمر والماء)
وتعتبر التمور غذاءا صحيا مركزا طبيعيا وتمتاز عن كثير من الاغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الانسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، فالتمور غنية بالمواد السكرية 70% كما انها غنية بالاملاح المعدنية وبعض الفيتامينات. وتمتاز سكريات التمور بأنها سريعة الامتصاص تذهب رأساً إلى الدم ثم الخلايا الجسمية ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضم معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، كما تعتبر التمور مصدراً جيداً للبوتاسيوم والحديد وهي معتدلة في محتواها من الكالسيوم وتحتوي على نسبة عالية من الفسفور والذي يعتبر منشطاً للقوى الفكرية والجسمية. ايضاً التمور غنية بفيتامين (أ) ومتوسطة في فيتامينات B2)، (b1 ومنخفضة في فيتامين ج ومن المعروف ان فيتامين أ يساعد على زيادة الوزن كما انه ذو فائدة في تقوية الاعصاب البصرية وفي مكافحة العشى الليلي. والتمر يقوي الاعصاب عموماً ويلين الاوعية الدموية لاحتوائه على فيتامين B6)، B2، B1 ).
يوجد البروتين والدهن في التمور بنسب قليلة إلا ان هذه المواد الغذائية من التمر مفيدة للجسم ايضاً. ستظل التمور الغذاء المفضل في الصحراء لامكانية حفظها جيداً وتخزينها وقتاً طويلاً بدون التعرض للفساد. وتقدم اصنافها يومياً اما طازجة مع الوجبات الغذائية وفي الضيافة مع القهوة وفي كل الاوقات او تدخل في صناعة منتجات غذائية متعددة كالتمور المجففة والمحفوظة تحت تفريغ والمربى وشراب الحليب بالتمرالدبس) والحلويات والفطائر والبسكويت وغيرها من المنتجات.
أهم العناصر الغذائية المكونة للتمور:
سكريات ( 60- 70%)، ماء ( 13- 20%)، بروتين ( 1.2- 1.9%)، أملاح معدنية ( 1.2- 1.5%)، دهون ( 1.0- 1.8%).
الفوائد الغذائية والصحية
تناول بضع تمرات مع كوب من الحليب في وجبة الفطور يضمن للانسان الحصول على معظم احتياجاته اليومية من الحديد والكالسيوم.
والتمر للاطفال بديل جيد للحلويات الصناعية التي تضر بأسنانهم وصحتهم عامة ويساعد على تقوية وتحسين حالتهم الصحية. وتناول التمر مع الوجبات الغذائية يخلص الجسم من الفضلات السامة الناتجة من التمثيل الغذائي. ولا يعرف سكان الواحات والمناطق الصحراوية مرض السرطان لاعتمادهم على التمر كغذاء رئيس وهو غني بعنصر الماغنسيوم كما ذكرنا وهو واق من مرض السرطان. وبدء الافطار بالتمر له الكثير من المزايا الصحية والغذائية:
- التمر غني بالطاقة السكرية كما ذكرنا، وعليه فهو يزود الجسم بأهم متطلباته الغذائية وهو السكر الغذاء الاساسي والوحيد لخلايا المخ والأعصاب.
- التمر غذاء سهل الهضم، ولا يرهق المعدة.
- يحد التمر من الشعور بالجوع الشديد.
- يهيئ التمر المعدة لاستقبال الطعام بعد ركودها طوال اليوم بتنشيط الافرازات والعصائر الهضمية.
- يقي من الاصابة بالقبض (الامساك) الناتج عن تغيير مواعيد تناول الوجبات الغذائية او انخفاض نسبة الالياف في الوجبات الغذائية.
- تعمل الاملاح القلوية الموجودة في التمر على تصحيح حموضة الدم الناتجة من الافراط في تناول اللحوم والنشويات والتي تتسبب في الاصابة بكثير من الامراض الوراثية كالسكري والنقرس والحصوات الكلوية والتهابات المرارة، ارتفاع ضغط الدم، البواسير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه)، قال: والعجوة (وهي من التمر) من الجنة وفيها الشفاء. والتمر دواء المصابين بالهزل لغناه بالسكريات الاحادية التي لا تحتاج إلى عمليات هضم وخلوه من المواد التي تعيق امتصاصه، وجود الالياف بنسبة عالية تساعد الامعاء على حركتها الاستدارية وتجعل من التمر مليناً طبيعياً ممتازاً. ولغناه بعنصر البوتاسيوم يساعد على طرد الكميات الزائدة من الصوديوم من الجسم والتي تؤدي إلى اختزان الماء كما ان التمر مدر للبول ويغسل الكلى وينظف الكبد من السموم الموجودة به نتيجة احتوائه على نسبة عالية من السكريات البسيطة. يقلل من سرعة التهيج العصبي الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية، اذ انه يشترك مع بعض الاغذية كالجزر والسبانخ واللوز والمشمش في ميزة الحد من النشاط الافرازي للغدة الدرقية التي تؤدي زيادة نشاطها الافرازي إلى سرعة التهيج العصبي وتوتر الاعصاب ولاحتواء التمر على نسبة عالية من فيتامين (أ) على صورة الكاروتين فهو يمنع العشى الليلي.
كل هذه الفوائد تجعلنا في موقع المحافظة على هذا المنتج ذي الفوائد الكثيرة ويحتاج كذلك إلى العناية به والاهتمام بمنتجاته.
د. رشود عبد الله الشقراوى
المصدر: جريدة الرياض