shooshoo
04-11-2022 - 09:08 pm
عزيزاتي الفراشات أقدم لكن قصتي الثانية هنا .. أتمنى أن تحوز على إعجابكن ..
نهض جسد مريم من فراشها لأن جوارحها كانت يقضة تماماً .. نهضت بطريقة غريبة في هذا اليوم ، فقلبها تعتلج فيه مشاعر كثيرة .. خوف وقلق وأمل حائر ونقطة سوداء .. رسمت هذه المشاعر لوحة غامضة .. لطالما كانت مريم تخاف من هذا اليوم ومن قدومه ، وبقدر ذلك كانت تنتظره ..
غسلت وجهها من الشحوب البادي عليه وارتدت الكثير من الملابس لأنها كانت حائرة هل ترتدي شيئاً عادياً كأنها لا تهتم للخبر أم ترتدي شيئاً يدل على تشاؤمها الدائم ، أم ترتدي شيئاً عملياً يدل على أنها ستتقبل الخبر بروح رياضية لكنها قررت أخيراً أن ترتدي أجمل مالديها وقررت أن تذهب للمستشفى لوحدها لكي تكون أول من يعرف الخبر ، ولأنها لاتريد أن يراها أحد وهي منهارة ، كما لاتريد أن ترى الشفقة في عيونهم ، فألحت على والدتها أن تمنحها هذا الحق وعندما وافقت الأخيرة اعتلت وجه مريم ابتسامة عريضة فركضت إلى السيارة وانطلقت بها مسرعة قبل أن تتراجع والدتها في قرارها ، وبينما هي تقود السيارة تذكرت أحمد فسارعت دمعتان إلى الانتحار تذكرته وتذكرت ابتسامته الجميلة تذكرته عندما كان يقبل عليها بقامته العريضة تذكرت نظرة عينيه الرقيقة الدافئة ولكنها تذكرت أيضاً أنها تركها عندما علم أنها مصابة بهذا المرض ..
وعندما وجدت نفسها أمام المستشفى مسحت دموعها وترجلت من السيارة ووجهها يشع نوراً .. بدت جميلة للغاية رغم آثار المرض .. دخلت المستشفى وهي لاتعرض ماذا أصاب أطرافها فقد تجمدت ، حتى قلبها تباطأت دقاته حتى كاد أن يتوقف .. كانت تمشي بالممرات وترى على جدرانها شريط حياتها الحزينة وكأنه معروض لكل الناس وأخيراً انتهت إلى غرفة الدكتور .. طرقت الباب .. انتظرت بضع ثوان لا أكثر .. وعندما فتح الباب ..!
يتبع ...