الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
سر وجودي
09-07-2022 - 02:21 pm
السلام عليكم
أريد خطبة
تعريف الخطابه : هو فن مشافهة الجمهور لاستمالة
مواصفات الخطيب ....
انواع الخطابة :
الخطابة الساسية , الدينية , الاجتماعية , الحربية
بناء الخطبة
مقدمة, عرض , خاتمة
طبعا هي قالت لنا نجيب خطبة
أجتماعية او دينية فقط
وعلى قولتها السياسية والحربية مش من مجالتها
بليز طالبتكم هالطلب
واتمنى ماتردوني..
سر وجودي


التعليقات (9)
عاااشقة الجنان
عاااشقة الجنان
حتى أنا محتاجة ؟؟؟ كنت بسوي ؟؟ موضوع ؟؟؟؟$%$%$% وإذا لقت بشريني

راعية فزعه
راعية فزعه
تونا ماخذين الموضوع امس
ياليت يااحلى بنوتات تساعدونا

معزوفةحنين
معزوفةحنين
سلام
جتكم راعيتها
هاي خطبه لقيتها باحد المنتديات اتمنى تستفيدوا منها بس المقدمه انتم اكتبوها مايبيلها شي
================
أمّا بَعد: فاتقوا الله حقَّ التَّقوى، وتمسّكوا من الإسلامِ بِالعروةِ الوثقَى.
أيّها المسلِمون، إنَّ الطاعَاتِ تتفاضَلُ عند الله بتَضَمُّنها تحقيقَ العبوديّة والتوحيدِ للهِ ربِّ العالمين وعُمومِ نفعِها للخَلق مِثل أركانِ الإسلام، وإنّ الذنوبَ والمعاصِي تعظُم عُقوباتُها ويَتَّسعُ شرُّها وفسادُها بحسَب ضررها لصاحبها وللخَلق. وإنّ الظُّلمَ مِنَ الذنوبِ العِظام والكبائِرِ الجِسام، يحيطُ بِصاحبِه ويُدَمِّره، ويفسِد عليه أمرَه، ويُغيِّر عليه أحوالَه، ويدرِكه شؤمُه ويُدركه عقوباتُه في الدنيا والآخرة.
ولأجلِ كثرةِ مَضارّ الظّلم وعَظيم خطرِه وتَنَوُّع مَفَاسدِه وكبير شرِّه حرَّمه الله بين عباده، فقال تعالى في الحدِيثِ القدسيّ: ((يا عبادِي، إني حَرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلاَ تظالموا))
.
فالله حرّم الظلمَ على نفسِه وهو يقدِر عليه تَكرُّمًا وتفضُّلاً وتَنزيهًا لنفسِه عن نَقيصة الظلم، فإنّ الظلمَ لا يكون إلا من نفسٍ ضعيفة لا تقوَى على الامتِناعِ عن الظلم، ولا يكون الظّلم إلاّ من حاجةٍ إليه، أو يَكون مِن جهلٍ به، واللهُ تبارك وتعالى منزَّه عن ذلك كلِّه، فهوَ القويّ العَزيز، الغنيّ عن خَلقِه، فلا يحتَاج إلى شيءٍ، وهو العليمُ بكلِّ شيء.
وحرّم الله الظلمَ بين عبادِه ليحفَظوا بذلك دينَهم ويحفَظوا دُنياهم، وليَصلَحوا بترك الظلم، وليُصلِحوا آخرَتهم ودنياهم، وليتمَّ بين العِباد التعاوُن والتَّراحمُ بترك الظّلم وأداءُ الحقوقِ لله ولخلق الله تعالى.
الظّلمُ يضرُّ الفردَ ويهلِكه ويوقِعه في كلِّ ما يَكرَه، ويرَى بسبَب الظلمِ ما يسوؤه في كلِّ ما يُحِبّ. الظلم يخربُ البيوتَ العامرةَ ويجعَل الديارَ دَامِرةً. الظلمُ يُبيد الأمَم ويهلك الحرثَ والنّسل.
ولَقَد حذّرنا الله مِنَ الظلم غايةَ التَّحذير، وأخبرنا الله تعالى بِأنَّ هَلاكَ القرونِ الماضِيَة بِسبب ظُلمِهِم لأنفسهم لنحذرَ أعمالهم، فقال تعالى: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
، وقال تعالى: وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
، وقال تعالى: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
، وقال تعالى: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
.
وقَد أجارَ الله هَذه الأمّةَ الإسلاميّةَ مِنَ الاستِئصال، ولكنَّها تُبْتلَى بعقوباتٍ دونَ الهلاك العامّ بسبَب ذنوبٍ تقَع من بعضِ المسلمين وتشيعُ حتَّى لا تُنكَر ولا يَنزجِر عنها أصحابُها كما قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
.
وعَن زينبَ بنتِ جَحش رضي الله عنها أنّ النبيَّ دخل عليهَا فزِعًا يقول: ((لا إلهَ إلا الله، وَيلٌ للعرَب من شرٍّ قَدِ اقترَب، فُتِحَ اليومَ مِن رَدمِ يأجوجَ ومأجوج مثلُ هذه)) وحلّقَ بإصبعَيه الإبهامِ والتي تلِيها، فقُلتُ: يا رسولَ الله، أنهلِك وفينا الصالحُون؟! قال: ((نعم، إذا كثُرَ الخبث)) رواه البخاري ومسلم
. فدلَّ الحديث على أنَّ بعضَ الأمةِ صالحون، وبعضهم تقَع منهم ذنوبٌ تُصيبُ عقوباتُها الكَثيرَ مِنَ الأمّة في بَعضِ الأزمان وبعض الأمكِنة. وفُسِّر الخبَثُ بالزنا وعَمَلِ قومِ لُوط لقولِه تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
، وقوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام: وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ
. وفُسِّر الخبثُ بالخمرِ ونحوِه من المسكِرات والمخدِّرات إذا تفشّت بين الناس لقولِه : ((الخمرُ أمُّ الخبائث))
. ومعنى الحديثِ عامّ في كلّ محرَّم يظلِم به المسلم نفسَه.
أيّها المسلمون، أَصلُ الظلمِ وَضعُ الشيءِ في غير موضِعه، وهُو مخالفةُ شرعِ الله تعالى. والظلمُ ثلاثة أنواع:
النَّوع الأول: ظُلمٌ لا يغفِره الله إلا بالتّوبة، وهو الشركُ بالله تعالى، قال عزَّ وجلَّ: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا
، وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
. فمن مَاتَ عَلَى الشِّرك بالله خلَّدَه الله في النارِ أبَدًا كما قَالَ عزّ وجلّ: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ
.
وَكانَ ظُلمُ الشّركِ غيرَ مَغفورٍ لمن ماتَ عَليه لأجلِ مُضادّة ربِّ العالمين في الغايةِ والحِكمة من خلقِ الكَون لعبادة الله تعالى، ولأنّ الشركَ تنقُّصٌ لعظمةِ الخالق ولقَدرِه جلّ وعلا كما قال تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
.
وأيُّ ظلمٍ أعظَمُ مِن أن يجعَلَ الإنسانُ لربِّه ربِّ العالمين نِدًّا يَعبُدُه من دون الله الذي خَلقَه؟! وأيّ ذنبٍ أَكبر من أن يتَّخِذ الإنسانُ مخلوقًا إِلَهًا مِنَ الصَّالحين أو غيرهم، يدعوه من دونِ الله، أو يرجوه، أو يستغيث به، أو يخافه كخَوف الله، أو يستعينُ به، أو يتوكّل عَليه، أو يستعيذ به، أو يذبح له القربَانَ، أو ينذر له، أو يُعِدِّه لرغبته ورهبته، أو يَسأله المدَدَ والخَيرَ، أو يسأله دفعَ الشرِّ والمَكروه؟! أيّ ذَنبٍ أعظم من هذا الشّركِ بالله تَعَالى؟! قال عز وجلّ: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ
، وقال عز وجل: وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
، ومعنى وَاصِبًا أي: دائمًا. وعن جابر رضي الله عنه قال: ثِنتان موجِبتان، قال رجل: يا رسولَ الله، ما الموجِبتان؟ قال: ((مَن مات يشرك بالله شيئًا دخلَ النار، ومن ماتَ لا يشرك بالله شيئًا دخَل الجنّة)) رواه مسلم
، وعن ابنِ مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من مَات وهو يدعو لله نِدًّا دخلَ النار)) رواه البخاري
.
وَكَما أنّ الشرك بالله تعالى أعظَمُ السيّئات فإنّ التوحيدَ لله تعالى أعظمُ الحسنات كما في الحديثِ القدسيّ: ((يا ابنَ آدَم، إنَّك لَو أتَيتَني بقُرابِ الأرض خَطَايا ثم لقيتَني لا تشرِك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً))
.
والنّوع الثاني من الظلم: الذّنوبُ والمعاصي التي بَين العبدِ وربِّه مَا دونَ الشركِ بالله، إن شاء الله عفَا عنها بمنِّه وكَرَمِه، أو كفّرها بالمصَائِبِ والعقوباتِ في الدنيا، أو في القبر، أو تجاوَز عنها الرَّبّ بشفاعةِ النبيّ أو شَفاعةِ غيره من الشّافعين، أو يعذِّبُ الله العاصيَ في النّار بِقدرِ ذنبه ثم يخرِجه من النارِ فيدخِله الجنّة إن كان من الموحِّدين.
والنّوع الثالث من الظلم: مَظالم بين الخَلق في حُقوقٍ لبعضهم على بعض، تَعَدَّوا فيها، وأخذَها بعضُهم من بعض، ووقَعوا في ظلمِ بعضهم لبَعض، فهذه مظالمُ لا يَغفِرها الله إلاّ بأداءِ حقوقِ الخلق إليهِم، فيؤدّي الظالم حقَّ المظلومِ في الدّنيا، وفي الحَديثِ عن النبيِّ : ((لتُؤدُّنّ الحقوقَ قبلَ أن يأتيَ يومٌ لا دِرهَمَ فيه ولا دينارَ، إنما هي الحسناتُ والسيّئات، يُعطَى المظلومُ مِن حَسَناتِ الظالم، فإن لم يكن له حسناتٌ أُخِذ من سيِّئات المظلوم ووُضِعَت على الظالم، ثم طُرِح في النار))
.
والمظالمُ بينَ العباد تكون في الدِّماء، وفي الحدِيثِ عن النبيّ : ((لا يَزال المسلمُ في فُسحةٍ من دينهِ ما لم يُصِب دمًا حرامًا))
. وتكون المظالم في الأموالِ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شركم هذت))، وتكون المظالم باقتطاعِ الأرض والعقارات، وفي حَديث سَعِيدِ بنِ زَيد رَضي الله عَنه أنّ النبي قال: ((مَنِ اقتطعَ شِبرًا مِنَ الأرض طَوَّقه الله إيّاه من سبعِ أرضين))
. وتكون المظالم بين الأَرحامِ بِتَضييعِ حُقوق الرَّحِم، وتكون المظالم بين الزوجَين بتَركِ حقوقِهما، وتكون المظالم بين المستَأجِرين والعمّال بِسَبَب سَلبِ حُقوقِهم وتَكلِيفِهم مَا لا يُطيقون، والرّسول يقول: ((أَعطوا الأجيرَ أجرَه قبل أن يجِفَّ عَرقُه))
. وقد وقَع من بعض الناس هضمٌ لبَعض العمّال لمنعِهم حقوقَهم أو التحايُل عَلَيها أو تأخيرها أو عدَم مخافة الله فيهم وارتكاب ما حرّم الله تبارك وتعالى نحوهم، وذلك ظلمٌ شنيع يخرِّب البيوتَ ويمحَق بركةَ المال ويُنذِر بعقوباتٍ لا طاقةَ للإنسان بها. وقد تكون المظالم بالتّعدِّي علَى حقوق معنويّةٍ أو بغيبةٍ أو وِشايةٍ بين اثنين.
فاحذَروا عباد الله الظلمَ، فإنّ الله تعالى ليس بغافلٍ عمَّا تَعملون، والظُّلمُ محرّمٌ ولو وقَع عَلَى كافرٍ، قال الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ
.
بَارَكَ الله لي وَلَكم في القرآنِ العَظيم، ونفعني وإيّاكم بما فِيهِ منَ الآياتِ والذّكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المرسلين وقولِه القويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليلَ لي ولكم ولسائِرِ المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه الغفور الرحيم.
================
دعواتكم لي

باربي نجد
باربي نجد
سلام صبايا
دورت لكم وحست في كل
المنتديات مع اني علمي بس علشان خاطر احلى فراشات
**
خطبة في الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمر المؤمنين بما أمر به المسلمين وجعل الصبر من صفات أهل اليقين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالصبر ووعد عليه بالثواب الجزيل، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المأمور بالصبر الجميل في محكم التنزيل، والقائل: الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك.
اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد الحامد الشاكر، والمرشد الحكيم الصابر، وعلى آله وصحبه أولى المفاخر، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم النفخ في الصور.
أما بعد فيقول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين».
أيها الاخوة المومنون: أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته، واعلموا أن الحياة الدنيا فيها ما يسر وما يكدِّر، وما يضر وما ينفِّر، فمن ابتلي بالسراء فعليه أن يشكر الله ويزيد في الشكر، ومن ابتلي بالضراء فعليه أن يصبر، فالصبر نصف الإيمان، وسر سعادة الإنسان ومصدر العافية عند البلاء، وعدة المومن حين تدلَهمُّ الخطوب، وهو سلاح السالك في مجاهدته لنفسه، وحملها على الاستقامة على شرع الله، وتحصنها من الانزلاق في مهاوي الفساد والضلال.
والصبر -عباد الله- هو الصورة الحية للرجولة الصادقة في الرجل القوي الذي لا تزحزحه الحوادث، ولا تزعزعه عن يقينه الكوارث، والصبر هو السكينة في قلوب المتقين، يلقيها رب العالمين، ليزدادوا إيمانا، والصبر قوة تدل على سيطرة النفس المطمئنة على وساوسها وهواجسها، وعلى نزواتها وشهواتها.. والصبر عند البلاء، دليل الرضا بالقضاء..
ولعظيم أهمية الصبر ورفيع درجاته ومقامه، ذكره الله في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعا ومنها قوله تعالى : «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» ومنها: «واصبر وما صبرك إلا بالله»، ولقد جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة مؤكدة فضل الصبر وما له من أثر عميق في سعادة المؤمن، وتلقيه صفات الحياة ونوائب الدهر، كما تواردت الأخبار المستفيضة عن صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحمله صنوف الأذى وأنواع الشدائد، وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها صبر وجهاد وتضحية... فكان صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أعطي أحد من عطاء خيرا وأوسع من الصبر" وعن صُهيب بن سنان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
وعن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم".
والصبر زاد المؤمن ما دامت الحياة الدنيا محفوفة بالبلايا التي تقتحم النفوس، وتضعها أمام الامتحان الرهيب الذي لا ينجح فيه إلا الصابرون الصادقون. قال تعالى: «ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين».
أيها المسلمون: إن الإنسان خلق ضعيفا لا يدرك ما في علم الله من أسرار، ولا يعلم حكمته في خلقه وشؤونه في تدبير الأقدار «إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير».
ومن الخطأ أن يعتقد المرء أن البلاء آية إبعاد العبد عن ربه. كلا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل"، ويقول: "يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه والابتلاء أمر يمحص الله به المؤمنين في احتمال المكاره عند نزول الضوائق أو الالتقاء بالشدائد.. «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم».
وتحمل الصبر ليس هينا ولا سهلا، فقد يصطدم المرء بعدو داخلي مستتر ملازم للإنسان كنفسه مثلا، وإن النفس لأمارة بالسوء، فلا تستطيع صبرا، ولا تبتغي أجرا. وقد يلتمس الشيطان مدخلا للنفس القلقة التي فقدت السكينة والطمأنينة فابتعدت عن ربها الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير..
وفي الإعراض عن الأهواء والشهوات، وفي تحمل أذى بعض الأزواج في حق الزوجات، وأذى بعض الزوجات في حق الأزواج، انتصار على النفس المتمردة الشاردة عن طاعة ربها، والله يمنح الصبر على طاعته لذوي اليقين الجازم، والخلق الحازم ولأولي العفاف والنهى ويجزي عليه بالجزاء الأوفى قال تعالى: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
اللهم ارزقنا الهداية في ديننا ودنيانا وهب لنا الصبر على ما كرهنا من قضائك، يبلغنا ثواب الصابرين لديك وهب لنا الشكر على ما جرى به قضاؤك يا أرحم الراحمين ويغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
**
وهذي كمان عن الصبر
بس طريقه ثانيه
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن عاند وجحد وكفر، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد البشر، عباد الله اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
وقصة نبي الله أيوب عليه السلام كما وردت في القرآن هي عبرة وموعظة للمصابين في المستشفيات أو في البيوتات، وعظة للمبتلين من ذوي العاهات، وسلوى للمنكوبين في الأبناء أو في المكتسبات، وذكرى للعابدين الذين أقعدهم العجز أو المرض عن حضور الجمعة والجماعات، لقد ابتلى الله نبيه أيوب فوجده صابرا نعم العبد إنه أواب، ابتلاه بفقد أولاده، وهلاك أمواله، ثم ابتلاه بالمرض حتى بعد عنه الأنيس، وانقطع عنه الجليس، ولم يبق بجواره إلا امرأته، وقد قل مالها وساء حالها، ولكنها كانت صابرة على ضياع المال والولد كل هذا وأيوب صابر على ضياع المال والولد والصحة، يحمد ربه ويشكر خالقه حتى ضرب به المثل في الصبر الجميل، يقول الله عز وجل: «وأيوب إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين»، ويقول سبحانه: «واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب» ومع كل هذا هل ترك الناس أيوب على حاله؟ كلا! فلقد قال لئام الناس: لو كان الله يحب أيوب ما ابتلاه!!
عند ذلك لجأ أيوب إلى ربه قائلا: اللهم إنك تعلم أني لم أبت ليلة شبعانا وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدق من السماء وهم يسمعون له...
وقالوا: إن امرأته قالت له لو دعوت الله أن يشفيك، فقال لها: استحييت أن أدعو ربي ما دامت مدة البلاء أقل من مدة الرخاء.
إن أيوب أيها المومنون كان شاكرا لله في السراء، راضيا بالقضاء في البأساء، فهو خالص الإيمان لله، ثابت اليقين بمولاه، صابر حين هلك الزرع وجف الضرع، فكان أقوى أهل الأرض إيمانا، وأشدهم إذعانا فاستجاب الله له، وكشف ما به من ضر، وأبدله صحة ظاهرة وباطنة، وجمالا تاما ومالا كثيرا، وآتاه أهله ومثلهم معهم رحمة من عند الله التي شملت كل من حوله حتى زوجته، كما قال تعالى: «وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة منا».
فأين صبرنا من صبر أيوب، فأكثرنا يجزع ويفزع حينما يسمع خبرا لا يسره، أو يقع في أمر لا يعجبه، فيدفعه أحيانا غضبه إلى الشلل، ولربما إلى الانتحار، فأين الصبر يا عباد الله فما من قربة إلا فأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» فالصبر على البلاء دليل على الإيمان بالقدر والقضاء.
والصبر على أوامر الله ونواهيه دليل على أن الصابر من الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وعلى بلائك من الصابرين، ولأوليائك من الناصرين ، اللهم اغننا بالافتقار إليك، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك. اللهم صل على سيدنا محمد...الخ الدعاء.
**
دعواتكم ياحلوين
بالتوفيق ,,

جنااااااان
جنااااااان
مرحبا اخواتي
انا مو ثالثة بس امس كنت ادور عن خطبة لأخوي بأول متوسط
والحين لما شفتكم تبون خطبة قلت انزل لكم هيا
بس يابنات ادعولي خلاص
يالله هذي وهي بعنوان : استدامة الطاعات
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما
يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى حقّ التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
، لا تغرّنّكم الآمال الطِّوال، ولا تنسوا قربَ الآجال، فكم من مؤمِّلٍ أملاً لا يدركه، وكم من مصبحٍ في يومٍ لا يدرك غروب شمسه، ومُمسٍ في ليلٍ لا يدرك الصباح، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
.
أيها المسلمون، حُجّاجَ بيت الله الحرام، الحجُّ مدرسَةٌ للحياة، مِنه يستمِدّ المسلِم منهجَ حياته، موفَّقًا للهُدى، ثابتًا على الصراطِ المستقيم، قد تعلّم الحاجُّ من نسكِه كيف يسير على شرعِ الله في انضباطٍ تامّ في الأوقاتِ والمواقيت والأزمانِ والأماكِن، شعائرُ محدّدةٌ مرتبِطة بمشاعرَ محدودة على هيئةٍ مشروعة، فيعود المسلم في سَفح دنياه وغَدُه خير من أمسِه، سائرًا على هديِ خالقه، ممتثلا قولَ ربِّه: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
؛ فيعظم حرصه على اتِّباع السنة، والتزامُه نورَ الوحيَين وقد قال النبي : ((تركتُ فيكم ما إن تمّسكتم به لن تضلّوا: كتاب اللهِ وسنّتي)).
وكما أنَّ الشهواتِ تهدم الديانةَ فإنَّ الأهواء لتتخطَّف العقول، ومن أراد النجاةَ فليلزَم صراطَ الله، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
.
ويندرِج تحتَ هذا الأصلِ الاقتداءُ بسلفِ الأمّة الصالحين الذين صحِبوا النبيَّ ، وشهِدوا تنَزُّلَ الوحي، اتِّباعٌ بلا تزيُّد في الدين، ولا تنقّصٍ في الشريعة، وقد روى الإمام أحمد وأبو داودَ والترمذيّ بسند صحيح أنّ النبيَّ قال: ((عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجِذ، وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإنّ كلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)). ومنه تعلمون يا رعاكم الله حاجتَنا في الثبات على دين الله إلى لزومِ الكتاب والسنة واجتنابِ البدع والمحدثات.
وفي خَتم الحج بالوصيّة بذكر الله في قولِه عزّ وجلّ: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ
فيه إشارة إلى استدامة الطاعة والثبات عليها؛ إذِ الذكر من وسائلِ الثبات كما في قولِ الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
، ومن كان ذكر الله في قلبه دائمًا فلن يفتُر لسانُه عن اللَّهَج بذكرِه، ولن تقترِفَ جوارحه منكرًا، ولن يكسَل عن طاعةٍ وعبادَة.
أيّها المسلمون، إنَّ استدامةَ الطاعات من عواملِ الثبات، وقد قال الحقّ سبحانه: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
. فهذه أربعةُ أمور تنتُج عن الطاعةِ: الخيريّة والثباتُ والأجر والهِداية. أمّا الثواب والجزاءُ فاسمع قولَ الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ
.
عبادَ الله، إنَّ مَن حجَّ واعتمر فقد ازدادَ مِن الله قربًا، وتقرَّب إليه زُلفى، والمقرَّبون هم أولى الناسِ بالتأدُّب مع الله جلّ في علاه، يحدُوهم الرجاءُ في الازديادِ من الطاعة، ويمنَعهم الحياءُ من التلطُّخ بشيءٍ من المعاصي بعد أن أكرَم الله وِفادَتهم وغفَر ذنوبهم وأتمَّ مناسكَهم.
وإنَّ الإيمانَ ليَزيد بالطاعةِ وينمو ويعظُم، وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى
، وفي سورة الأنفال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
. فانظر إلى اقترانِ الذِّكر بالعملِ والترقّي في درجاتِ الإيمان. ومَن مَنَّ لله عليه بطاعة وقربةٍ فليزدَد من الله قُربى حتّى يكونَ منتهاه الجنّة. وإنَّ الفوزَ والفلاح مرتَبِطٌ بتحقُّق شروطِه والمداومة عليها.
بسم الله الرحمن الرحيم، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
هذه أوصاف المؤمنين؛ محافظةٌ على الصلواتِ في أوقاتها، وعنايةٌ بخشوعِها وخضوعها، وإتمامُ أركانِها وواجباتِها، والاطمِئنان فيها، فالصّلاة عِماد الدّين، ولا حظَّ في الإسلامِ لمن ضيَّع الصلاةَ. أمّا الزكاةُ فهي قرينةُ الصلاة، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. كما أنَّ مِن علاماتِ الإيمان الابتعادَ عن اللّغو وهو كلُّ مَا لا نفعَ فيه، فلا يسمَع إلاّ المباحَ، ولا يَقول إلاّ ما يرضِي الله، ولا ينظر إلاّ لما أحلَّه، ولا يفعَل إلاّ ما أباحَه. أمّا العِفّة والعفافُ والسِّتر والاحتشام فعُنوان صلاحِ المؤمن، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.
روى الترمذيّ والنسائيّ والحاكم أنّ النبيَّ قال: ((أنزِلَ عليَّ عشرُ آيات، من أقامَهنّ دخل الجنة))، ثم قرأ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَحتى ختم عشرَ آيات.
هذه بعضُ الوصايَا أيّها المسلمون، وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
.
اللهم وفّقنا للصالحات، وثبِّتنا على الحقِّ والهدى حتى نلقاك. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
واذا كانت طويلة تقدرو تختصروها بالمفيد

جنااااااان
جنااااااان
وهذي وحدة ثانية كمان
وهي بعنوان : حفظ الأعراض
الحمد لله على فاقتدر، وعز فقهر، وتوعد من كفر وفجر بلظى وسقر، جل جلاله حرم الرذائل ما ظهر منها وما استتر، أحمده سبحانه، حث على نقاء الأعراض وجعل ذلك من آكد المرام وأوجب الأغراض، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من زكى بها نفسه وراق، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله حذر من بغاة الرذيلة ودعاة الشرور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي العفاف والشرف الطهور، وعلى من ترسّم خطاهم يرجو تجارة لن تبور، وسلم تسليمًا مزيدًا إلى يوم النشور.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، وأيقنوا أنّ التقوى هي العزّ والظَّفَر، وفي الحياة الدنيا وايْمُ الله خير ما يُدَّخَرُ، وأولى ما يُتَّعظ به ويُزْدَجَر، وأعدّوا واستعدّوا ليومٍ يُنادَى فيه: كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
.
أيها المسلمون، الحقيقة التي يشهد بها الواقع، وينطق بها التأريخ، ولا تَتَخَلّف عنها السُّنن بحال؛ هي أنّ الأمم والحضارات لا تقوم أركانها، ولا يعلو بُنيانها إلا على قواعد الفضيلة، ولا تحلّ الانتكاسات، وتَدْلَهِمُّ الارْتِكاسات إلا إذا يَمَّمَتِ الأممُ شطرَ الرّذائل. ألا وإن مما يتحسّرُ منه الغيورون أنّ أمتنا الإسلامية الكَلْمَى لا تزال تَتَناوشُها الأرْزَاء من كل مَضِيق، والخُطُوب من كل فجٍّ عميق. يقال ذلك والأسى مِلْءُ جوانحنا، فمن أمعن النظر في بعض القضايا الاجتماعية وسَبَر غَوْرَها بمنْظَار الفَحْص والافْتِقاد، ودقَّقَ فيها بِمُقَلِ التسديد بُغْية الرشاد؛ أَلفاها ذاتَ سُلَمٍ تستوجِبُ الرُّفُوَّ والإرفاد، ووَهَاءٍ شَنِيع ذَرِيع يهْتِفُ بعاجل الرَّتَقِ والإعْضَاد، إنْ تراخت فيها الأمّة أو هَاوَدَت خَلَصت إلى بئيس القرار ووَبِيل المهاد.
ومع ما رُزِئ به العالم اليوم من حوادث العنف والتفجير، وأقضّ مضاجعه من أعمال الإرهاب والتدمير مما يتنادى العقلاء والشرفاء بتجريمه، ويتوارد علماء الأمة المعتبرون على تحريمه، وتتجرّع الأمة الإسلامية سَلبيّاته وآثاره، فإن من أخطر الحروب التي رُزِأَت بها الأمة، بل وانتكست يوم أن ارْتَكَسَت في حَمْأَتها الأممُ والحضارات هي الحرب على الفضيلة وإعلاء راية الرذيلة.
وقد قصدت الشريعة الغَرّاء إلى إيلاء كافة القضايا العناية والرعاية، ومن أهمها قضية حفظ الأعراض، بل قضية وقاية الأسر وحفظ المجتمعات والأجيال من لهيب الرّذيلة والسفور، وبراكين الفجور، وأعاصير الشرور، وجَحَافِل العُهْر وسَعَار اللذّة والإباحية البهيميّة. وإنّ أَنْكَى سلاحٍ بَتّارٍ أشهره العدو في صدورنا فمزّق به نَظِيم أمورنا، وكدّر به نَمِير حياتنا الروحية، وعَكّر به صفو أحوالنا الاجتماعية؛ هو ذلك الطوفان الغاشم من صنوف الرذيلة مما يُعدّ نوعًا من ألوان الإرهاب الأخلاقي والسلوكي ضد قيم الأمة ومُثُلِها وفضائلها، عبر القنوات الفضائية الإباحيّة، والشبكات العنكبوتيّة الدَّنِيّة في الفضاءات المفتوحة التي عَجَّت من قَتَامِها السماء، وضَجَّت من قَتَارِها الأرجاء، وتلك الأقراص الحاسُوبِيّة الخفيّة بَوْتَقة الإثم التي يَنْتَهِبُها الكبير والصغير والطَّرِير والغَرِير في غفلةٍ أو استغفال من الآباء والأمهات والمربّين والمربّيات، ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
.
والذي يصهر الفؤاد صهرًا من تلك الأرْجَاس والأدْنَاس أنها تُسَوَّق لنا، ونُرْجَمُ بها من قبل عدوٌ مبين، وخَصِيم وراء الأَكَمَة كَمِين عبر سَمَاسِرة الرّذيلة، وقَرَاصِنة الفِكر والفضيلة، من مُلاّكٍ ومُنْتِجِين ومُسَوِّقين يشوّهون بذلك مِلّة الإسلام وهدي سيد الأنام، شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
.
إخوة الإيمان، لقد تبيّن الصبحُ لذي عَيْنين في غير مَوَارَبة أو مَيْن كون أعداء الفضيلة ودَهَاقِنة الإباحية وجَلاوِزَة المتع الجنسيّة الفاجرة مُنْيَةُ أبصارهم ومَعْقِدُ آمالهم المشؤومة تصديرَ الأوبئة التناسلية والرذائل، في طاعون قاصِف يدكُّ مَعَاقِل المسلمين دَكًّا، مَعَاقِلَ الشرف والفضائل، ومغادرةَ صروح العِفّة والنُّبْل والمروءة، وقد عَفَا عليها الزمان، وباتت في خبر كان.
فما أجسادٌ شبه مُعَرَّاة وسُحَنٌ بالأَصْبَاغ مُطَرَّاة وغِيدٌ رَعَابِيب عَارِمة الأنوثة والغَنَج، ترمي إلى إظهار المفاتِن بكل التّكَسُّر والتمَيُّع الهاتِن، إلا مكيدةٌ نَكْرَاء تُزيّن الفواحش، وتنشر الدعارة، وتصوّر الحياة غرائز يجب انتهازها وإشباعها عياذًا بالله. خرج الطبراني وغيره بسند صحيح أن النبي قال: ((سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات مائلات مُمِيلات على رؤوسهنّ كأَسْنِمَة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها)).
أمة الطُّهر والفضيلة، إن الفضائيات المُتَهَتِّكَة الخليعة وكذا المجلات الفاضحة الرَّقِيعة والمشاهد الدَّاعِرة والأفلام الفاضحة ذات الصور العارية والأغاني الصاخِبَة التي تدعو جِهَارًا إلى الفحشاء مع الرقص المثير بهزّ الأعطاف والأرداف التي لا تزيد الغَرِيزة إلا شُبُوبًا وضِرَامًا؛ كلها تَتَرسَّبُ في أَحْناء المراهقين والمراهقات، وتتخطّفهم نحو البحث عن اللذة الفاتكة من أي سبيل وفَجّ، بل ما هي إلا السُّمُّ الزُّعَاف بذاته يُصَبُّ ناقِعًا في حياة كل زوج وشاب عَزَب؛ لأن نار الشهوة العاصفة المُلتهِبة في الصدور لا تَخْمُدُ بكل مَنْظر جديد من الخلاعة والتفسُّخ، بل تزداد أُوَارًا، وتستشرف في قَرَمٍ مشهدًا آخر أكثر إثارة وفتونًا عن العلاقة المشروعة برباط الزواج المقدس إلى حياة الجنس والنزوات المُتَقَلِّبة دون كابحٍ أو حاجز، وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا
.
إن تلك الشَّنَائِعَ والفَظَائِع لَعَمْرُ الله للنَّارُ الملتهبة والقنابل الموقوتة والخناجر المسمومة، تذيب قوالب المجتمع، وتُدَمْدِمُ من الأسرة أركانها، ومن الفضيلة شُمّ بُنيانها، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
. نعم: عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فهل أنتم يا هؤلاء وأولئك منتهون ومُرْعَوون، وإلا فَأُفٍّ لكلّ يدٍ تمتدّ لنشر الرذيلة، ولا قَرَّتْ لأصحابها عيون.
ومن لَفْح ذلك الأسى المُحْرِق قوله عليه الصلاة والسلام: ((لم تظهر الفاحشةُ في قوم قَطّ حتى يعلنوا بها إلا تَفَشَّى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا)) خرّجه البيهقي وابن ماجه والحاكم بسند صحيح. وما يومُ تلك الأدواء بسِرّ، فهي كمثل ريحٍ فيها صِرّ.
ومن يتحرّش بالرَّدَى يَكْرَعِ الرَّدَى زُعَافًا ومن يَسْتَنْبِتِ النارَ يُحرَقِ
ومن عدل الله وحكمته أن أعقب الفضيلة والنَّقَاء الصحةَ والنشاط، وأعقب الفساد والرذيلة الأدواء والانحطاط.
وأمّا من رَقّ دينُه، واضطرب يقينُه فزعم أن التخَلُّع تمدُّن ورُقِيّ، فالذي أتاه الفَدْمُ أمرًا كُبَّارًا فَرِيًّا، لا بدّ من الاسْتِيقَان بلا مِرَاء، لاسيما من المنهزمين البُلَهاء؛ أنّ الفضائل خيرات وبركات، ومن ثَمَّ عزائم وانتصارات، وأنّ الرذائل مصائب وجِراحات، ومن ثَمَّ هزائم وانتكاسات، أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
.
معاشر المسلمين، إن القلم المُجَلَّلَ بسواد الألم الرّاعِفَ بدماء اللَّوْعَة والظَّلَم والمآسي التي عصرت القلب بما به ألَمَّ لَكَهَامٌ تِلقاء وصف هذا الحال المرير الهالِع، والمآل الخطير الخالِع، برهان ذلك إحصاءات مذهلة، وحقائق مُروِّعة، وأعداد مُفْجِعة: (260) موقعًا إباحيًّا يتم إنشاؤها يوميًا على ما يُسمّى بشبكة الإنترنت، و(63%) من المراهقين والمراهقات يرتادون صفحات الدَّعَارة ولا يدري آباؤهم ماذا يتصفّحون، (83%) من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية صور إباحية، يا لله! هولٌ هائل، وبلاءٌ مُدْلَهِمّ نازل، لا تَسَعُه لَهَاتُ القائل! أليس من الأولى، بل من المتعيّن أن تصرف الأموال الطائلة في التسابق الإباحي على ما فيه إنماء المجتمعات ورفع مستوى الشعوب؟! وفي دراسة علمية لبعض الباحثين المتخصّصين عن سبب الإدمان الإباحي يقول: غالبًا ما ينطلق الإدمان بفضول بريء، ثم يتطور إلى إدمان له عواقب وخيمة دينية واجتماعية واقتصادية وأمنية، والله عز وجلّ يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّالآية
.
إخوة العقيدة، إن الانحرافات الغَرِيزيّة وتجارة الإباحية التي أرخصت قيمة الإنسان، وأهدرت حقوقه ذَكَرًا وأنثى، وعَفَّرَت في الرَّغَام الأعراض، وطمست الحشمة والحياء دون خجل أو اعتراض؛ امتدّت في قذارة ودناءة إلى طهارة المجتمعات بأسرها التي تفتك بها ذئاب الرذيلة بينما هي تُلِّوحُ بالإنسانية والتقدُّميّة والمدنيّة، فيا ويحهم على الوِلا، وكلاّ للإغضاء ولا، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
.
أمة الإسلام، وفي عُرَام البثّ المباشر لسَعِير الشهوات القبيحة والحياة المنحرفة الذَّرِيحة التي تُؤجِّجُها في الصدور أوساط إعلامية؛ أنّى للجيل النَّزِيه النَّضِّ والنَّشء العَفِيف الغَضّ سواءٌ البنين والبنات أن تتوفر له بيئة نقية تُهذّب قواه الفكرية، ومداركه العقلية والذهنية، وعواطفه القلبية، وتهفو به إلى المعالي، وتَرْنُو ببصره إلى أسمى المعاني، فلا يجنح إلى امْتِطَاء أفكار منحرفة، ولا تُطَوِّحُ به عن شاطئ السلامة تيارات مُنْجَرِفَة.
ألا فلتشهد الدنيا يمينًا نعلنها صريحة مُدَوِّية دونها المَشْرَفِيّات البَوَاتِر أنه ما أُهدِرت الفضيلة وأدبرت، واستُرخِصت الرذيلة وأقبلت؛ إلا دُمِّرت القيم والأخلاق، وأَلَمَّ بالأمة الذلّ والهوان وحاق، وهل كان من وراء ذلك الفجور إلا انحلال عِرْض، واحتلال أرض، وفساد دين، واختلال أمن، وضَيْعة آمال، وتحطيم مآل، ومَحْو تاريخ، وتشتيت أجيال، وفشوّ زِيْجَات آنِيَّة سِرِّية، مُبتدؤها اللذّة والمُتعة، وخبرها الطلاق والفُرْقة، قد جَفّت منها مُضامين الزواج ومقاصده؟! وهل كان وراء المجاهرة بالفسوق إلا أن تَمَدَّل السفهاءُ الفُجّار بالمرأة، عَبْر مَوَاخِير السِّفاح، في أَفَارِين اللذّة والشهوة والغِوَاية على سمع وبصر من أنصارها المزعومين.
فيا أيها المُنْتَحِبُون على قضايا المرأة وحقوقها، دونكم قضيتَها الكبرى، انتَشِلوها بضاعة ساقطة من أوكار قنوات الزنا ومراقص الخنا، أنقذوها ينبوعًا للحنان ومدرسة للأجيال ومَحْضِنًا زكيًا للرجال، وانزعوا عن بُنَيّات الطريق وأُقْصُوصَتِها والأطروحات المثيرة التي تَتَلَمَّظُون بها حينًا بعد حين إن كنتم صادقين، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
.
وقد يَتَشَبّث بعضُهم بأمور قد تكون في الأصل مشروعة، لكنّها تؤول إلى أمور ممنوعة، ومن القواعد المقرّرة في الشريعة: أنّ الأمر المشروع إذا أدّى إلى الممنوع فهو ممنوع، كما في قاعدة اعتبار المآلات التي نص عليها جمع من أهل العلم المحقّقين كالشاطبي وشيخ الإسلام رحمهما الله.
فيا إخوة الإيمان، ويا أيها المسؤولون مَعَاقِد الآمال، ويا أيها المصلحون حُمَاة الذِّمَار، هل تفلح أمةٌ تَبَطَّحَت أمام مُستنقعات الفَجَرَات، وأدمنت العَبَّ من قنوات الشهوات؟! لاهَ الله، رَبَّاه رَبَّاه، واخَجَلَتَاه؛ مما أصابنا من ضُمُور الغَيْرة واخَجَلَتاه!
ألا فَلْتَنْثَنُوا يا رعاكم الله في هِمّةٍ بَدْرِيّةٍ كاسِحَة، وَحَمِيّة إسلامية مَاسِحَة، دون تلك الخَلاعات والدِّنايات صَفًّا، وجمعًا مُلْتَفًّا؛ لِدَحْر تلك الويلات ساعدًا وكَفًّا، ودفعًا لأعاصير السُّفُور وكَفًّا.
هِمَمٌ غُرٌّ تَعَافُ الدَّنَسَا وذِمَمٌ طُهْرٌ تُجَافِي النَّجَسَا
واعلموا أنه لا ارتفاع لرايات المؤمنين، ولا تَألّق لجبين الصالحين المصلحين، إلا بمقدار انتصارهم على شهواتهم، وامتلاكهم أَزِمَّة رغباتهم. وإن المسلم منيعُ حِجَاب القُبَّة الذي يغار لعينيه أن تسترقّهما وَهَنَانَةٌ حَسَّانة، فَيَكْْرَعُ من الإثم والندامة صَرَى، وتلك عاقبة التمرُّغ بأوحال الرذائل.
فيا هذا وذاك،
أتفرح بارتكابك للمعاصي وتنسى يوم يُؤخذ بالنَّواصِي
فلا تَرْضَ المعايِبَ فهي عارٌ عظيم يورِث الإنسانَ مَقْتًا
وتَهْوي بالوجيه من الثُّرَيّا وتُبْدِلُه مَكان الفوق تَحْتَا
والدعوة الحرَّا موجّهة إلى الآباء والأمهات، وأرباب الفكر ورجال الإعلام، والمعنيين بقضايا التربية؛ أن يسهموا في انتشال الأمة من التردّي في مستنقعات الرذيلة، واضعين الأكفّ بالأكفّ لإيجاد البدائل المشروعة، والحلول العاجلة التي تُقَلِّم أظفار الإباحية، وتُجفّف منابع الرذيلة، مما يحقّق الطموحات والآمال، ويسير بالمجتمع نحو التوازن والاعتدال، ويقصد إلى جلب الخيرات والمصالح ودرء المفاسد والقبائح، وكان الله في عون العاملين المخلصين لدينهم وأمّتهم ومجتمعاتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
.
أجارنا الله وإياكم من مُضِلاّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وحفظنا جميعًا من الرذائل والدنايا، وعصمنا من البلايا والرزايا، إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك، ونتوب إليك.
معليش هيا شويه طويلة بس اختصروها
ماحبيت اطلع ومااساعدكم
ادعولي والله يوفقكم جميع

&عــــروب&
&عــــروب&
وهذي عن فضل العلم انا كتبتها
خطبه دينيه
الحمد لله الذي يفقه من أراد به خيرا في الدين ويرفع بالعلم درجات العلماء العاملين فيجعلهم أئمة للمتقين وهداة للعالمين لما صبروا وكانوا بآياته موقنين أحمده سبحانه هو الكريم الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الرحيم الرحمن الذي علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أنزل الله عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما } هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأئمة المهديين والسادة المقربين الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى في جميع أموركم وتعلموا ما أنزل إليكم من ربكم من الكتاب والحكمة وتفقهوا فيهما واعملوا بهما يعلمكم الله ويجعل لكم نورا تمشون به ويجعل لكم من أمركم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم فإنهما قد اشتملا على العلم النافع المبارك المثمر لكل عمل صالح والدال على كل المصالح في الحال والمآل والموصل إلى رضوان الله وجنته فضلا من ذي الكرم والجلال {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم أيها المسلمون هلموا إلى العلم الموروث عن نبيكم صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة فتعلموه واعملوا به وعلموه أهليكم وذويكم وادعوا كل من ذهبتم إليه أو جاء إليكم فإن حاجتكم إليه شديدة وضرورتكم إليه عظيمة فأنتم أحوج إليه منكم إلى الشراب والغذاء والدواء والهواء والضياء فإن به حياة القلوب وانشراح الصدور وزكاة النفوس ونور البصائر وبه النجاة من فتن الدنيا وفي البرزخ ويوم تبلى السرائر إنه نور يهتدى به في الظلمات وسبب يتوصل به إلى أنواع الخيرات وجليل القربات وعون للعبد من ربه على لزوم الطاعات وترك السيئات وهجر المحرمات والمشتبهات به يعرف حق الله تعالى على عباده وما للمرء عند ربه يوم معاده وبه تعرف الأحكام ويفرق بين الحلال والحرام وتوصل الأرحام وهو الباعث على الإخلاص في العمل والإحسان وهو لكل عمل صالح وكلم طيب أصل وحافظ لاستقامة البنيان وأفضل مكتسب وأشرف منتسب وأنفس ذخيرة تقتنى وأطيب ثمرة تجتنى ووسيلة لكل الفضائل وسبب يلحق به المتأخرون بالسابقين الأوائل أيها المسلمون تعلموا هذا العلم وأخلصوا لله في طلبه والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه تنالون بركته وتجنون ثمرته وتكونون لربكم متقين ولنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وارثين وبأشرف الحظوظ آخذين ولطريق الجنة سالكين فإن من كان كذلك رفعه الله درجات في الدنيا ويوم الدين فجعله من الأئمة الهداة المهديين وألحقه بمن سلف من الصالحين وجعل له لسان صدق في الآخرين وإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه و من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فمن علم الله في قلبه خيرا أسمعه ومن اتقى الله في علمه وعمله كان معه فإنه سبحانه يسمع من يشاء ويهدي من يشاء ويؤت الحكمة من يشاء } ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب أيها المسلمون إنما يراد من العلم خشية الله والتقرب إليه بما فيه رضاه واتقاء سخطه في الدنيا ويوم نلقاه فكل علم لا يورث صاحبه الخشية ولا يحدث له صالح عمل مزيد تقوى فهو تعب على صاحبه في تحصيله وجمعه وضرره عليه أكبر من نفعه وحجة من الله تعالى عليه فالعلم علمان علم في القلب وهو النافع وعلم على اللسان وذلك حجة الله على ابن آدم فاطلبوا من العلم ما يورث خشية الله تعالى ويرغب في الدار الأخرى ويحجز عن أسباب الردى واتباع الهوى أيها المسلمون إن هذا العلم نور يقذفه الله في قلب العبد إذا رغب تحصيله وسلك سبيله وأخلص لله قصده واستفرغ في طلبه وقته وجهده فإذا استقر ذلكم النور في القلب صلح به القلب وانشرح به الصدر واطمأنت به النفس فطابت الأقوال وصلحت الأعمال وحسنت السريرة وجملت السيرة فصار صاحبه إمام هدى يقتدى به إلى آخر الدهر ولا يعلم إلا الله ماله عنده من كريم الذخر وعظيم الأجر فتعلموا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فما عُبِدَ الله تعالى بعد الفرائض بشيء أفضل من طلب العلم إن طلبه عبادة وتعليمه لله خشية ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يكفه عن سبيل هوى ودركة ردى وإنما ينتفع به من طلبه لله فعمل به وبذله في عبادة الله فذاك الذي تراه كلما أصاب منه بابا ازداد لله تواضعا وله خشية ومنه خوفا ورهبة وله رجاء وإليه رغبة وبه أنسا وله محبة ولنبيه صلى الله عليه وسلم إيمانا وتصديقا وتعزيرا وتوقيرا ولعباد الله تواضعا ونصحا ورحمة وشفقة فذاك الذي علمه في قلبه فهو على نور من ربه أيها الناس إن الله تعالى يرفع بهذا العلم أقواما فيجعلهم قادة يقتدى بهم في الخير ويهتدى بهم إلى طريق الجنة ويظهر بهم الدين ويعتز بهم وتؤثر عنهم السنن وتقمع بهم البدع ويهلك بهم أهل الباطل فهم أئمة أحياء وإن كانوا تحت الثرى فقد مات أرباب الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة وأقوالهم مشهورة وسيرهم مأثورة فنعم العلم النافع خليل المؤمن يكسبه الطاعة لربه في حياته وجميل الأحدوثة بعد مماته عمله موصول والدعاء له ما بقي الدهر مأمول ويستغفر له كل شيء وينتفع ما انتفع من علمه الحي فاطلبوا هذا العلم أيها المؤمنون تحصلوا على جليل المنافع وأربح البضائع ولا سيما وقد يسر الله لكم من فضله سبله وهيأ لكم وسائله فقد شاع العلم في هذا العصر وذاع وبلغ ما بلغ الليل والنهار وأمكن استماعه من سائر الأقطار بما هيأ الله من الأسباب يسير فوق الرياح ويسمع في معظم البلدان في الغدو والرواح يدخل خفي البيوت سائر الأوقات ويسرح مع الناس في الفلوات تسمع منها الدروس والخطب والعظات تعلم بها الفتاوى في الأمور المهمات فقد والله عظمت الحجة واتضحت المحجة فاذكروا نعمة الله عليكم وجميل إحسانه إليكم وتذكروا عظيم حقه عليكم واستعملوا نعم الله في طاعته ولا تجعلوها وسيلة لمعصيته ومخالفته ولا تعرضوا عن ذكره فتذوقوا وبال أمره بل اتبعوا هداه واتصفوا بتقواه وتفقهوا في دينه وانتفعوا من تمكينه وانذروا قومكم لعلهم يحذرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الهدى والبيان وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

فديت السعوديه
فديت السعوديه
مرحبا
احنا ماخذيناها.. اخر تعبير خذيناه مذكرات يوميه..!!
..ودمتم سالمين..

سر وجودي
سر وجودي
بنات مشكورين على تفاعلكم معايا
والخطب الرائعة

هل يصح هذا العمل
ممكن للفصل