- الرجل والمرأة في ظل المسنوح والممنوع
الرجل والمرأة في ظل المسنوح والممنوع
خلق الله الإنسان وأراد له أن ينطلق ويتحرك من باب المعرفة ويتفاعل في عمق الحياة وروح التجربة الحية الصعبة ليكون في جميع تصرفاته كامل المسئولية والوعي الذاتي ضمن النطاق المسموح والممنوع .
وانطلقت كل الرسل لتعرف بأن للرجل والمرأة مسؤوليات يقمن بها وواجبات يؤدينها في ظل ضوابط معينة يلتزمان بها ولذا فكان لكل منهما دور في خصائصه النوعية التي يتميز من خلالها كل واحد عن الآخر وكان لهما معاً دور في إنسانيتهما في الفكر والإرادة والحركة يشتركان فيها وهكذا أراد لهما أن يحركا العقل للتوازن العاطفة معه فلا تذوب ولا تنحرف وأن يبدعا في العاطفة ليرق العقل فلا يقسو ولا يطغى ، وجعل لهما القدرة على التمييز وقال لهما بأنه يمكن أن يكون أحدكما أكثر عاطفة من الآخر في بعض الخصائص الذاتية ما بين الذكورة والأنوثة ولكن ليكن العقل قوياً وحاكماً ورشاد ومتحرك فلا تجمداه بل استنطقاه فمن هذا المنطلق ابدأ بتعريف ولو كان ضئيلاً يتدخل في سبيل حق المرأة.
وبما أنني مسلمة فسوف أحاول طرح الموضوع من هذا المبدأ وأنا مقتنعة جداً بالمبدأ والمضمون ومما لا شك فيه هو أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أنصف المرأة كما يجب فجعل لها حقوقاً وعليها واجبات وكما أنه أيضاً لم يمنعها من تحريك أنوثتها ومشاعرها في الاتجاه الصحيح ضمن نطاق المسموح والممنوع لحفظ كرامتها والمحافظة على عفتها وطهارتها من جميع الشرور التي تحاربها لتوقعها في مساوئ الحياة من دون أن تشعر ولكن جاء الإسلام وعمل على رفع الظلم عن المرأة وأعطاها جميع الحقوق التي فيها المصلحة الكاملة لها فعندما يأمرها بالحجاب فذلك لرفع الأذى عنها وإذا حاولنا البحث أكثر في عمق الإسلام وقارنا بينه وبين غيره من الأديان الباقية والجمعيات التي تطالب في المساواة بين الرجل والمرأة وغيرها لا نجد على الإطلاق أحد أنصفها وكرمها وأعطاها الثقة بالنفس ولم يجعلها أسيرة لأحد بطريقة الاستبعاد سوى الإسلام فهذا كله لمصلحتها العامة وحياتها في ظل هذه العولمة التي نشهدها
فلا أظن بإن من تعمق في روح الاسلام وجد ظلماً وهو الدين الاجل والارفع من ان يقع في دائرة الظلم، لانه دين الله ورسوله خاتم الانبياء محمد (ص) دين الرحمة ودين نبذ العبودية فهناك أديان تعطي الحرية بالكامل ولكن في نهاية الطريق سرعان ما تجد المرأة نفسها في قمة التدهور والانحراف والوقوع في الأخطاء والمصاعب ويجد الرجل نفسه في دائرة الضياع الاجتماعي المعنوي...
فالإسلام هو الرمز الوحيد الذي يندد بالحرية والاستقلال لما فيه خير للرجل والمرأة والمجتمع بأسره على حد سواء.
وهذه الانطلاقة ما هي إلا محاولات لاكتشاف خط التوازن في نظرة الإسلام إلى خط المرأة في ذاتها وحياتها مع الرجل ومسئولياتها في الحياة وقدراتها على المساواة مع الرجل تحت جناح الدين..
وعلى هذا النحو فقد كان وما زال الدين الإسلامي ينطلق من مبدأ التخاطب من حيث التوازن الإنساني في الدور الحيوي لتوازن الحياة فيما يسمح به للرجل والمرأة معاً الأمر الذي يفرض التنوع في داخل الوحدة من أجل إغناء المضمون الداخلي للوحدة من خلال العناصر المتنوعة ذات الخصائص المختلفة على كل ما تقتضي عليه المصلحة العامة للحياة من خلال المسموح والممنوع...
وربما كانت مشكلة كثيرة من الناشطين في هذا المجال أنهم يستغرقوا في مأساة الذات بدلاً من أن يستغرقوا في توازن الحياة فتندفع القضية في هذا المنطق للإخلال بالتوازن الفكري لدى الطرفين فلا يشعر الرجل عندئذ إلا بأنه مقيد ومرغم على الكثير من الأمور وتكون المرأة ت شعر أيضاً بالحزن والأسى على كل ما تواجهه بالحياة ويكون بذلك كل هذا على حساب الواقع كله على كليهما وأن مشكلة كثير من الناس أيضاً أنهم يتطلعون إلى قضية الحياة المشتركة بين اثنين من جانب واحد أو من زاوية معينة ويدرسوا فيها القضايا من وجهة نظر واحدة فيغيب عنهم السر الكامن في الجمال هنا والقبح هناك أو الخير في هذا الجانب والشر في ذلك.
ويمكن للمرأة أن تحصل بمجالها العملي على أي عمل يقوم به الرجل ولكن ما لا يمكن لها أن تنفي أنوثتها فإنها تتمتع بصفة وهبها إياها الله ولم يوهبها للرجل فيجب عليها تقديسها واحترامها لأنها وديعة أودعها الله معها وكرمها بها..
ومقالي هذا ما هو الا محاولة فكرية اردت فيها معالجة بعض الشبهات التي جالت أو تجول في فكر ونفس أي إنسان يحاول أن يفتح عيناه على المعرفة ويحاول أن يجد الطريق الموصل إلى السعادة والصلاح اللذان ينتهيان بهما المطاف إلى الحياة لاسعيدة وراحة الضمير وهدوء النفس وكدراسة مبسطة ومفهومة في سبيل ايصال فحوا حق الرجل والمرأة كي يستطيعا من خلاله أن يسيرا نحو طريق الهدى والسلام ولكي تستمتع النفس البشرية سواء أن كان رجل أم إمرأة بهدأة الروح وراحة البال عله يكون سبيل نجاة لي ولكم في الدنيا والآخرة وتنفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بقلم: هنادي محمد عباس
كاتبة وإعلامية