الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
*منصفه*
04-03-2022 - 05:20 pm
لقد قرأت مقال وأعجبني وأردت أن أطلعكم عليه بقلم // د. محمد الحضيف وأطلب آرائكن:
كنا قد تشاجرنا هذا الصباح ، على أمر سخيف 0 أعترف أني كنت البادئ بالاستفزاز 0 قلت لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات ، التي تملأ حياة بعض الناس ، فتجعلها وردا وقوس قزح 00؟ صوبت نحوي نظرة باهتة ، ثم قالت بسرعة : - "الشاهي ناقصة حلا" 0 قلت ، وقد بدأت وتيرة صوتي تعلو : - "حياتنا كلها ناقصها حلا" 0 أخذت ترتب أطباق الطعام أمامي ، دون أن تتكلم ، فبلغ الغيظ مني أقصاه ، فأهويت بقبضة يدى على معصمها ، وأطبقت عليها بشدة وأنا أهزها ، والكلمات تنطلق كالضجيج من فمي : - لماذا لا تسمعيني كلمة حب واحدة ، لماذا تقتلين حياتي ومشاعري المتأججة ، بهذا البرود 00 ؟ لماذا 00 لماذا 00؟ وأنطلقت أعدد عليها ما تحتاجه صحراء قلبي المجدبة 0 حدثتها عن العطش ، عن الجوع ، عن أحلام قتلها الصقيع 000 عن الحب ، يموت ظامئا 00 جائعا 00 تائها ، لا عينين يأوي إليهما 0 كانت يدى تطبق على يدها ، ولم أشعر أني قد آذيت معصمها في غمرة إنفعالي ، مما أراه سكونا بليدا ، مميتا ، في مشاعرها تجاهي 0 لم أدرك ذلك ، إلا حينما رأيت وجهها ينطق بكل معاني الألم ، وهي تقول لي بصوت متهدج : "يدي 00 يدي 00 أرجوك ، لقد أوجعتني" 0 أطلقت يدها ، وسيطر على شعور بالندم ، وأخذت أتأملها ، وهي تغالب الدمع ، وتمسح يدها بيدها الأخرى 0 قلت في نفسي : - (كيف يؤذي من يطلب الحب) ؟ كان واضحا أن يدها تؤلمها ، إذ لم تستطع أن تستخدمها في إكمال إفطارها 0 ولاحظت أيضا ، أنها على وشك أن تبدأ معي معركة ، فقد كانت متوترة ، وملامحها توحي بالرغبة في الرد على إتهاماتي وعدواني 0 في دخيلة نفسي كنت أريد معركة من هذا النوع ، لأدينها ، ولأؤكد لها ، أنني (أنا) الإنسان المعطاء ، وهي تمثال من الشمع ، بلا مشاعر 0 سادت لحظة من الصمت ، خشيت خلالها أن تنطفئ جذوة انفعالها ، فقلت مستفزا :
  • يا ضيعة احلامي 0 أنت تتحسسين يدك ، ومرهم كفيل بأن يحل المشكلة ، أما أنا فكيف أداوي قلبي الذي تيبس من الجفاف 00؟ رمقتني بنظرة عميقة ، لم أعتدها منها ، ثم قالت ، وقد أختفت كل معالم التوتر من وجهها : - هل تظن أني لو لم أكن أحبك ، سأبقى معك دقيقة واحدة 00؟ نزلت عبارتها كالصخرة على صدري : "إذن هي التي تقرر أن تبقى معي أولا تبقى ، وليس أنا 0 وبالتالي ، فمفهومها للحب هو الذي يحدد استمرار العلاقة بيننا" 00 هكذا خاطبت نفسي 0 لماذا لا تفهم أني أنا لي رؤيتي الخاصة ، في أن نبقى معا أو لا نبقى ؟ لماذا لا تدرك أني أنا أيضا بحاجة لأن أحبها ، لكي أبقى معها ؟ إذا كانت تحبني وفق تصورها الخاص ، لماذا لا تمنحني الحق في أن أحبها بالشكل الذي أريد كذلك ؟ ألست في النهاية سأحبها هي ، وليس شخصا آخر 00؟ أليس مؤذيا أن تقول لإنسان : ساعدني كي أحبك ، فيكون الجواب : لا عليك أنا أحبك ؟

ها هو يوم جديد ، وجولة من الإحباط جديدة ، وفشل يتراكم 0 في الظهر ، أثناء رجوعنا إلى البيت من مقر عملها ، حيث تعمل معلمة في مدرسة في حي فقير ، رأيت على جانب الطريق إمراة تمشي ، مسرعة الخطا ، حافية القدمين 0 كان يوما لاهبا ، أشعر فيه أن السيارة تئز تحتي من شدة الحرارة 0 كان منظر المرأة ، وهي تسير حافية على القار ، الذي سال بعضه ، وتشقق البعض الآخر ، من هول الحرارة ، التي تصبها الشمس على الأرض ، يثير الألم 0 إلتفتت إلى حيث كنت أنظر ، فأبصرت المرأة ، وقالت بأسى : - لحظة 00 لحظة قف قليلا 0 حينما أوقفت السيارة ، فتحت الباب ونزلت باتجاه المرأة 0 مر بعض الوقت ، وأنا لا أدري لماذا نزلت ، ولا بماذا تتحدث مع المرأة ، وفجأة ، رأيتها تنزع حليها من يديها وتعطيها المرأة ، ثم أتجهت إلى السيارة ، وقالت لي : - معك نقود ؟ - كم تريدين 00 قلت لها ؟ - الذي معك 00 أجابت 0
أخرجت من محفظتي الف وسبعمائه ريال ، هي كل ما معي ، وناولتها إياها ، فاتجهت إلى المرأة ووضعتها في يدها ، وتبادلتا بضع كلمات ، لم أسمعها ، وعادت إلى السيارة 0 قبل أن تركب ، استدارت فجأة نحو المرأة ، وقالت : - خاله 00 حين ألتفتت المرأة ، خلعت حذاءها ورمته تجاهها 0 لم يصرفها عن النظر إلى يدي المرأة البائسة ، اللتين رفعتهما إلى السماء ، بعدما وضعت الحذاء في قدميها ، اللتين أكلهما القار الحار ، إلا لهيب الرمضاء الذي أحرق قدميها ، وجعلها تتقافز ، كحمامة حطت على صفيح ساخن 0 ركبت ، وخيم الصمت بيننا 0
هي ، أظن أنه قد ألجمها الموقف ، وصدمة التأثر ، لتعاسة هذه المرأة البائسة 0 أما أنا فقد خجلت من نفسي : "أهذا الكيان الشامخ بلا مشاعر ؟ كم كنت ساذجا ، حينما كنت أغمس يدي في هذا المحيط ، ثم أعيدها متأففا انه بلا محار 000 وبلا لؤلو" 0 حينما وصلنا إلى البيت ، أستأذنتها لحظة بعدم النزول ، ودخلت البيت وأحضرت لها حذاء ، ولم أتكلم ، ولم نحتج إلى الكلام مرة أخرى 0


التعليقات (4)
*منصفه*
*منصفه*
ماشاء الله الدخول كثير لكن التعليق صفر
طيب ولا وحده فيكن ترد .. ولو بالغلط
*منصفه*

شاعرة
شاعرة
السلام عليكم ورحمة الله العظيم وبركاته.........الحقيقه اختى اكثر من رائعه بل ان رائعه قليله واعذرينى لم اقرأها سوى الآن لكنها تحمل العديد من المعانى الجميله وفعلا نحن كثيرا ما نظلم الاخرين ونتهمهم بانهم كتماثيل الشمع مع ان بداخلهم بركان من المشاعر وكل مشكلتهم فى الحياة عدم المقدرة على التعبير ...وهذه معاناه كبيره تصيب صاحبها كذلك بالم اشد مما تصيب من حوله .........شكرا جزيلا

عاشقة الضباب
عاشقة الضباب
قصه مؤثره وهي تعبر عن معاني كثيره في الحياة الرومانسيه فالحياة بدون هذه الكلمه تصبح جافه مشكوره على الموضوع الرائع

*منصفه*
*منصفه*
تسلمن أخواتي على المرور والرد وجزاكم الله خيراً ............
*منصفه*

أفياء
أحمد الذي أطفأ قلبه قصه مشوقه ومحزنه