- هذه أنا! *
- المصيدة الإلكترونية *
- ويمر الوقت ... والسنوات وأصبح أكثر نضجا..ولكني مازلت مرحة..
- وكثيرا ما كنت أبحث عن القصص في الشبكة العنكبوتية..
- قد تقولون: إذا كان متدينا وملتزما، فلماذا قبل إضافتك على الماسنجر؟؟
- :: ليس شيطانًا ::
- ماذا أفعل؟
الشيطان... يبرر !!!
مشكلتي ليست مشكلة فتاة مراهقة أو باحثة عن الحب أو تائهة ووجدت حبا بالصدفة،
دائما يقولون لي: لا تتعاملي بعفوية وبراءة مع الكل.. الدنيا تغيرت والناس تغيروا.. كوني حذرة..
وعندما أحدث نفسي لأعرف من أنا، وما هي شخصيتي التي جعلتني أرتكب ذلك الذنب.. هل أنا سيئة!! هل أنا طيبة!! هل أنا مخادعة!! هل أنا بريئة!!.. هل أنا...؟ هل أنا...؟
هذه أنا! *
عندما أعرض في ذاكرتي أمورًا ومشاهد كثيرة.. أراني كثيرة المرح والمزاح..
أحب من حولي، والكل يحبني.. كثيرة المشاجرات.. ولكن سرعان ما أشعر بتأنيب الضمير، وأبدأ بالصلح بطريقتي.. قد تكون طريقة الصلح جافة، كنوع من الكبرياء، ولكني سأنام وأنا مرتاحة الضمير بعد الصلح.. دلوعة وأنانية في مقابل من أحبهم؛ أحب أن أكون القائدة وصاحبة الكلمة.. وأكون كذلك.
كنت أشعر بالخوف عندما أرى شابا وفتاة يجلسان بمفردهما بعيدا عن الآخرين، كنت اشعر بتأنيب الضمير لرؤية هذا الموقف.. وكأن هاتفا يقول لي: هذا خطأ..
وحينها أتذكر تلك القصص المخيفة التي تنشر بالمجلات بسبب الوقوع في الحب، وكيف تكون الفتاة دائما ضحية لذئبٍ بشري!!
نضجت وأصبحت فتاة جميلة، مشكلات الفتيات والشباب اللاتي تنشر في المجلات كانت مسيطرة على تفكيري، مما كون حاجزا في مشاعري حال دون أن ينمو حب أو هيام لأي شاب.
المصيدة الإلكترونية *
أعرف أن هذا معجب بي.. وهذا أرسل لي رسالة.. وذاك يرغب بالتقدم رسميا لخطبتي.. وهذا تقدم مرارا وتكرار وتم رفضه ولم ييئس.. وغيرهم الكثير.. كنت أشعر بالفرح وأحيانا الحيرة في عدم قدرتي على اتخاذ موقف حازم، ومع ذلك لم تتحرك في أي مشاعر.
أنهيت دراستي بتفوق، وحينها قلت لنفسي الآن ممكن أتعرف على هذه الشبكة العنكبوتية، وأبحر فيها وبسرعة، تعلمت كيفية البحث عن المواقع.. وكم كنت مغرمة بالقصص الغرامية حتى أعطاني قريبي رابطًا لقصة كانت عن ( سقوط امرأة في شباك الحب الإلكتروني ) ويا لها من قصه مخيفة.. جعلتني أخاف وأخشى حتى الحديث أو الكتابة في الإنترنت.
وعرفت أن ما يسمى دردشة ما هي إلا وسيلة لاصطياد الفتيات.. هكذا حال الشعب العربي.. أي وسيلة اتصال لا بد من استخدامها استخدامًا سيئا، ومرت سنة من بعد تخرجي.
تزوجت قريبي الذي يحبني ويُعجب أهلي بقوة شخصيته وعقليته وطموحاته ونجاحاته و.. و..، وطالما كان كأخي.. ولكنه النصيب، لا أخفي أن هناك مشاعر جديدة.. خليط من الإثارة والارتباك والتوتر.. هناك الود.. والعشرة كما يقولون.
ويمر الوقت ... والسنوات وأصبح أكثر نضجا..ولكني مازلت مرحة..
وكثيرا ما كنت أبحث عن القصص في الشبكة العنكبوتية..
ويمضي الوقت، كنت أدخل المنتديات قارئة فقط.. ولم أجرؤ على الكتابة في أي منتدى، إلا في منتدى أحد المعارف، وأمضيت فيه سنتين وأنا على نفس مبادئي في ألا أكون أي صداقات "إنترنتية"، سواء مع فتيات أو شبان، ولكنه القدر..
وبالرغم من حذري الشديد وثقتي في نفسي، وفي أنني مستحيل أن أمر بقصة حب إلكترونية، حتى إن لم أكن سعيدة في حياتي.. فحياتي ليست تعيسة..
يكفيني ذلك الشعور بتحقيق السعادة لمن حولي، سواء كان طفلي أو زوجي، بالرغم من أخطاء زوجي، أخطاء ليست بالصغيرة.. أثرت في نفسيتي بل جرحتني جروحًا لا تندمل.. ليس من الضروري ذكرها..
إلا أنني لم أقنع نفسي يوما من الأيام بأن تكون سببا لأن أخطأ أنا الأخرى.. يكفي أنه كان يقر ويعترف بخطئه ويحاسب نفسه ويبكي.. ويطلب أن أسامحه..<< البداية.. من هنا >>ولم أكن أتخيل أن أتأثر بشخص ما عن بعد، فعلى الرغم من وحدتي ومشاكلي فإنني كنت حريصة أن لا تكون تلك أسباب لمخالفة مبادئي، وقناعاتي وخوفي وحرصي أصبح هو من أوقعني في الحب.
لم أتجرأ على إضافته في "ماسنجري" أو التحدث معه وإعطائه معلوماتي، إلا لكوني أعرفه مسبقا، وذلك من كلام بعض معارفي الذين يعرفونه شخصيا، وكثيرا ما يتحدثون عنه، ولكني أقسم بأنه لم يكن في نيتي إضافته لأتعرف عليه، بل أضفته لرغبتي بمعرفة حقيقة شيء سمعته عنه لم أصدقه..
وأضفته، وعرفت منه ما أريد، ولم يكن ممن يقبل إضافات..
قد تقولون: إذا كان متدينا وملتزما، فلماذا قبل إضافتك على الماسنجر؟؟
السبب أنه أنا من طلب الإضافة، وكان يعتقد أني أريد أن أستفسر عن أمور بخصوص السنة أو الشيعة، لأنه يعرف أن مذهبنا مختلف، وقد اعتقد أني أود معرفة شيء من ذلك..
كنت بين الحين والآخر أراه في الماسنجر، وأسلم عليه ويسلم علي باحترام، بل إنه كان أكثر ذوقا مني.. كنت أقول له: مرحبا خيو.. فكان يقول السلام عليكم أختي أم......، حتى إني أخجل، فقد كنت أتحدث معه كما أتحدث مع صديقة لي.
مع الوقت ألفت الحديث معه.. وكثيرا ما كان يشرح لي ويوضح أمور عدة عن السنة، وحقيقتها وأقنعني بأخطاء في المذاهب الأخرى.. وكنت أسعد بالحديث معه.. وأحب أن أتحدث معه في جميع الأوقات، حتى وأنا مهمومة ومكتئبة.. لن أقول كان ملاذي الذي أفضفض له، وأفتح له صدري، فلست تافهة حتى أتعلق بشاب لمجرد فضفضة.. على العكس تماما.
كنت أخفي همومي وآلامي لدرجة أنني كنت في أوقات كثيرة، أتحدث بشكل عام وكأن الموضوع لا يعنيني، وبعض الأوقات عندما أكون مغضبة تماما من خلافات زوجية، أكتفي بقول: متضايقة، ولا أوضح السبب.
:: ليس شيطانًا ::
لن أقول كما قالت الفتيات اللاتي وقعن في الحب الإلكتروني: "إنه شيطان وأغواني وأوقعني".. وما إلى ذلك، على العكس مازلت أقر بأنه إنسان كالثلج الأبيض وصاحب قلب كبير وطيب لأبعد الحدود. ولا يحب إيذاء احد، وحتى إن حدث موقف بينه وبين آخرين فليس من المتهورين أو سليطي اللسان.. بل إنسان عاقل ومتزن.. ويزن كلامه قبل أن ينطق به.. إنه رجل مثالي بمعنى الكلمة.. متزوج وأب ومعروف بأخلاقه وتدينه وروحه المرحة وعفويته البريئة..
كل هذه الصفات جعلتني أفخر بمعرفتي له.. بل وأتعلق به، ولكن جل من لا يخطأ..
لن أطيل.. فبعد محاورات وأحاديث محترمة وبريئة دامت "سنة ونصف" تطورت العلاقة إلى إعجاب، وخلال الفترة السابقة، تحول هذا الإعجاب إلى حب صرح لي به، ولكنه حب مكبوت وبحدود.. فكنا نخشى من مشاعرنا لدرجة أننا في شهر رمضان لم نتحدث سوى مرتين، أو ثلاث بشكل سريع للاطمئنان على بعضنا.
استمر بيننا حبنا المكبوت.. تتخلله بعض الكلمات الشفافة، وفي شهر ذو القعدة تطور حبنا بكلماتنا المؤثرة إلى... "خطيئة".. لم نكن نقصد ذلك.. قد أكون أنا المذنبة.. اختلطت علي الأمور، وفكرت بمنطق مجنون.. بعدها تعاهدنا على أن نلتزم حدودنا.. وترجع علاقتنا "أخوية" كما بدأت وكانت لمدة طويلة.
أنبني ضميري كثيرا لعدة أسباب.. لكوني خالفت مبادئي.. ولكوني كنت سببًا في إضعاف رجل قوي.
رجلي المثالي يشعر أيضا بتأنيب الضمير من عدة جهات، وقد صرح لي بأنه متضايق مما يحدث، فليس معتادا على هذه الرومانسية.. وأصبح كثير السرحان حتى في منزله، لدرجة أن زوجته بدأت تتضايق وتلاحظ تغيره.. وقد أحزنه تضايقها هذا.. لكنه في نفس الوقت يقول إنه محتار لا يقدر على فراقي.
لن أقول كما قالت الفتيات اللاتي وقعن في الحب الإلكتروني.. لن أقول إنه ذئب بشري أو ما شابه ذلك، ولو كان شخصا شيطانيا أو ذئبا بشريا إلكترونيا لكان اعتاد ذلك، ولكون علاقات متعددة، ولكني واثقة من طهر قلبه، فهو شخص معروف بتدينه وأخلاقه ومثاليته.
خلال الأيام السابقة سافر رجلي المثالي للحج، وخلال فترة غيابه عني رجعت لهواياتي.. لكثرة القراءة.. لسماع الأناشيد.. بعضها كان مؤثرًا.. ويجعلني أحاسب نفسي لدرجة أني دائما أفكر، وأتخيل أني شيطانه وأنني أنا من أغويت ذلك الرجل المثالي المتدين..
فعندما صرح لي بحبه لي وبادلته نفس الشعور أحببت أن أفرحه، وأريته بعضا من صوري في طفولتي، ثم تجرأت وأريته صورًا لي حديثة، فأعجبه جمالي.. نعم أنا المخطئة.. حتى عندما عبر لي عن حبه، كان من المفروض أن أصده حتى لا تتطور الأمور.
وماذا بعد؟!
انتهى الحج.. وهو يظن أننا سنتحدث.. ولقد طلب مني بعد أن ينهي حجته أن نتحدث بالتزام وبحدود صارمة.. وعدته بأن هذا الذي يجب أن نكون عليه كما وعدته بأني سأهنئه بالعيد.. وبعد العيد سأتحدث معه!
أرسلت له في العيد رسالة على جواله أدعو له بقبول حجته.. (أعتقد أنني سأخلف وعدي السابق)، ولن أسمعه صوتي بعد اليوم، فرقمي القديم لم يعد معي.. قد أخبرته مسبقا بأنه لن يكون معي والرقم الجديد لا يعرفه.
لا أريد أن أضعف.. وأكون سببًا في ضعفه، وربما حتى لا ألقاه على الماسنجر.. فأنا مترددة، ولا أعرف كيف أواجهه بعد قدومه من أداء فريضة الحج، لا أعرف كيف سأحدثه كما نقول: "مالي وش أوريه له"..
ترددي الحالي يجعلني أشعر بأنني سأخسره.. سأفتقده؟.. أخاف أن تكون لي ذكرى سيئة في ذاكرته يتضايق من تذكرها..
أخشى أن يأتي بخاطره أنني سيئة، أو أن يكرهني لجرأتي التي أظهرتها "كتابيا" فقط في التعبير عن مشاعري، هي جرأة لست بحجمها الحقيقي في الواقع، فأنا ألوم نفسي على جرأتي، وعلى عدم التزامي بمبادئي التي كنت مصرة عليها.
أحيانا أقول في نفسي: جل من لا يخطأ، ولست الوحيدة التي أخطأت ثم رجعت لصوابها، ولكن يرجع لي إحساس بالذنب لدرجة أنني أشعر الآن أن ذنبي عظيم لا يُغفر أبدا.
ماذا أفعل؟
فأنا لا أستطيع مواجهته.. ولا أستطيع فراقه.. ونفسي تؤنبني على ما بدر مني تجاه زوجي، وتجاه زوجة من أحببت، لا أريد أن أكون سببًا في قهر زوجته، واكتوائها بنيران لا تنطفئ لو علمت بهذا الأمر، وأريد أن تبقى حجة من أحببت نظيفة صافية لا يشوبها أي شيء حتى حديثنا.. لا أريد أن أكون سببا في تلوثها.
أعرف أنكم ستلومونني، لكني لمت نفسي أكثر من أي لوم لدرجة أني تمنيت لو لم أكن متزوجة، حتى لا تكون لي تلك الصفة التي تطلق على من تحب شخصًا غير زوجها.. فماذا أفعل؟.. أيام أمضيتها في بكاء وحزن وحالة اكتئاب شديدة، لدرجة كرهت الأكل.. كنت أتذكر كلامه بقوله لي أكثري الاستغفار.. أكثري الاستغفار..
استغفرت ربي.. وحاولت اليوم أن أجمع قواي وأعرض مشكلتي.. لا تلوموني فحالتي النفسية لا تتحمل لومًا أكثر مما لمتها..
أريد الحل.. ماذا أفعل؟؟؟
منقول من التنمية البشرية